الفصل السادس والخاتمة

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng


                                 


رولا : لما قلقت يا أمي أتظنيني كنت سأعطيه شيئا ، إنه غبيٌ ليظن ذلك .. قهقهت بمرح حتى أنني جمعت ثروة من ذلك الأحمق فلم أفعل كل ما فعلت دون مقابل .
ضحكت والدتها :ابنتي المميزة ، أتعرفين لازلت أعجب بذكائك ومكرك من كان ليتصور أن فتاة جميلة ورقيقة مثلك ستنفذ خطة شيطانية كتلك .
ابتسمت رولا : لو تدركين يا أمي مقدار السعادة التي شعرت بها وأنا أرى لبنى تلك عند أقدامي كان منظرا لا يصدق فلطالما قهرني قربها منه رغم أني إلى جانبه إلا أنه لم يكن يرى سواها .
الأم : ولكنه تخلى عنها بالنهاية لو كان يحبها بصدق لم يكن ليصدق تمثيليتك أبدا ، كم هو غبي حتى أنها أقسمت ولم يصدقها .
تكلمت بغرور : وكيف سيصدقها أمي وأنا من أخرج المشهد حتى أنه لم يميز أن الدماء مزيفة .. أحمق يظنني سأنجب له لا يعلم بأني أبدا لن أحمل بطفله ولكن أكثر ما يزعجني طردها لي من تلك الشقة التي تمنيت الحصول عليها لم أتصور أنها ملكها .
الأم : لم نكن نعلم بذلك أبدا حتى أن الغبية أعطته نقدها وذهبها وساعدته في شركة دون أن تطالب بإثبات لحقها ، بل حتى أنه أعطاني مكتبها .
الأم : أشعر بالشفقة عليها ولكنها السبب فهي وقفت في طريقنا .
رولا : كم شعرت بالشماتة والفرح وأنا أرمي لها ورقة طلاقها .
الأم : أخبريني كيف أعطاك تلك الورقة لتوصليها وبينكما كل تلك المشاكل .
رولا : لم يعطيني إياها أعطاها لأمه ، هي من منعته من أن يردها لعصمته وإلا ستغضب عليه ... أقنعت حماتي وأخذت الورقة وشيك مؤخرها .. تعالت ضحكاتها وهي تكمل : أتعلمين كم كان مبلغا باهظاً .
الأم : طبعا أعلم فأنت سحبته ووضعته في حسابك بينما هو يظنها أخذته .
لم تعلم كلتاهما أنه يسمع كلماتهما وبأنهما أزالا الغشاوة عن عينيه وسقط قناع الزيف والخداع .


احتقن وجهه واحمرت عيناه وهو يسمع ما قيل ، شد على قبضتيه لا توجد كلمات تصف حالته وقتها وقد علم بأنه ظلمها لم يتصور بأنه أعمى لهذه الدرجة تلك الخبيثة تلاعبت به على أصابعها وجعلته يكذبها ويطردها بقسوة حتى أنه خان وتنكر لدمائه التي تجري في عروقه ....
لم يتحمل ما سمعه اندفع خارجا وقلبه ينزف يشعر بروحه تنازع .. توعد وأقسم بأن ينتقم وهذا ما
كان .
أتاها بعد أيام حاملا أوراقا ليخبرها أنه سيتنازل عن الشركة ويكتبها باسمها كي لا يُحجز عليها .. طارت من الفرح وغلبها الطمع فسارعت لتوقع وتبصم ، ولم تكن تلك الأوراق سوى اوراق توكيل عام لزياد .
بعد يومين أعدت رولا حفلا ضخما دعت أقربائهم ومعارفهم حسب طلب زياد كي يحتفلوا بملكيتها للشركة كما كانت تظن .
وقف زياد أمام مدعويه يتأملهم بوجه شاحب وبنظرات حزينة بينما وقفت تلك الأفعى التي سممت حياته مبتسمة وفرحة ....
زياد : أرحب بكم جميعا وشكرا لقبولكم دعوتي ، سأخبركم اليوم قصة رجل خسر أثمن ما احصل عليه في حياته ليستبدله بوهم كاذب ، أتعلمون عمن أتحدث عن زوجتي الأولى ابنة عمه التي ظلمتها بسبب كذبة خسيسة ممن ظننتها زوجة صالحة صدقتها وكذبت من ربيتها صغيرة .. طلقتها ...تبرأت منها فيتمتها مرة أخرى نظر لرولا الواقفة تنظر له بذهول وأكمل : أقسمت زورا .. سرقت ... احتالت ، كل ذلك بسبب طمعها لذا واليوم وأمام الجميع أردت أن أخبرها بأني
عرفت كل شيء واليوم أقول لها : بما أنك لا تتشرفين بحمل طفلي .. وانا أيضا لا أتشرف بك .. رولا أنت طالق .. طالق .. طالق ، أشار لأحد الندل الذي أحضر عدة حقائب وضعها أمام رولا التي مازالت واقفة وقد شحب وجهها بشدة وهي تسمع كلمات التجريح والإدانة من الحضور ... حتى أصدقائها كانوا ينظرون لها باشمئزاز ..
اقترب منها وهو يكمل كلامه : هذه أغراضك كل ما أتيتي به لمنزلي و لا تقلقي فحتى الشقة عادت ملكي وكل ما قمتِ بجمعه حتى مؤخر لبنى الذي استوليت عليه دون وجه حق عاد إلي فالطمع والجشع جعلك توقعين لي التوكيل العام وأنت تظنين أنك ستمتلكين شركتي ... فكما دخلت منزلي ستخرجين منه .
غادر خارجا من المكان ... محطماً .. نادماً .. إدراكه عمق ما فعله بمن كانت أمانة في عنقه طعنه بعمق رجولته وذكرى كل كلمة آذاها فيها يجلده بسوط من نار فهل سيأتي يوم يسامح نفسه على أخطائه .

الخاتمة

مرت الأيام وقد يأس زياد من العثور على لبنى وانغمس بمحاولته إنقاذ الشركة وقد قام برهن منزل عائلته وبيع الشقة وبالمبلغ الذي استعاده من رولا كون رأسمالا لا بأس به وقدم مشروع تعاون مع إحدى أشهر شركات البناء والذي يتوقف على موافقتها كل مستقبل شركته دون أن يدرك بأن مستقبله أو إفلاسه بيد فارس لا بل هو بيد لبنى نفسها .
ففي هذا الوقت كان فارس قد تلقى عرض شركة زياد فقد كان هناك من يراقب ما يحدث لأجله ، فكر كثيرا فمن جهة المشروع يستحق الدعم ومن جهة أخرى صاحب المشروع هو من آذى حبيبته و خدعها وطردها فهل يساعده أم ينتقم منه ... قرر بالنهاية ترك الأمر لها فهي الأحق بأخذ هذا القرار .
حين اخبرها بكل شيء أثبتت له بأنها فعلا تجاوزت الماضي و بأنها له قلباً وفكراً وروحاً ، فهي قد وافقت على المشروع بسبب استحقاقه لذلك دون أن تفكر بالكره والانتقام وكيف ستفكر وقد عوضها الله بزوج أحبها كما هي رغم كل شيء ليهديهما أجمل هدية ويحقق حلمها المستحيل حين وهبها طفليها لتعيش أجمل لحظات حياتها مع العائلة التي حلمت بها .
عادت لبنى من رحلة ذكرياتها وهي ترى حبها الحقيقي أمامها احتضنها بحب وهو يتأمل ولديه يلعبان و يحمد الله على ما رزقه وعوضه به عن صبر كل تلك السنين .
لم ينتبها كلاهما إلى زياد الذي وقف خارج أسوار منزلهما ، فهو وجدها أخيرا لكنه لم يتوقع بأنها قد تزوجت وأنجبت أيضا ومن تزوجت الرجل الأشهر في مجال عملهم ، شعر بألم لا يوصف وقد تذكر كلماتها الأخيرة لهم ، هذا عقابه خسر الحب الصادق الذي حطمه بيده ، حتى رولا عاقبها الله وأصابها بمرض عضال وتخلى عنها أصدقائها ومعارفها ... بينما عوض الله صبرا بزوج وأمومة كانت مستحيلة ،
أدار ظهره لذلك المشهد الذي آلمه وكسر روحه سيبتعد عنها فهو لا يستحق أن تنظر له حتى ، سيتمنى لها السعادة من كل قلبه وسيعمل كل جهده كي يغفر له الله سيئاته وكل ما فعله لها ، عاد لبلاده وقد بدأ بدفع مصاريف علاج رولا وتعيين ممرضة لها ، أما أرباح لبنى فقد وهبت لصالح إحدى الجمعيات التي تساعد النساء المستضعفات وقد أرسلت رسالة تخبره فيها بتنازلها عن حصتها وتحويل حسابها الخاص بالشركة الذي في البنك لصالح تلك الجمعية وبأنها سامحته .. بسبب هذه الرسالة استطاع إيجادها وكله أمل برجوعها إليه لكنه وجد أن الله قد عوضها ووهبها ما تحلم به وهي تستحق ذلك ، سيعيش وسط حزنه وألمه حتى آخر حياته .


تمت بحمد الله





















Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro