p2

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

كانت البروده لا تحتمل ، تجمد كل شي وتجعل الممرات زلقه بسبب تكدس الثلوج في الطرقات ، عندما قام بلاثيوس بتمرير تلك الرساله إلى ايدن أثناء قيادته للسياره ..
فنظر إليها الفتى وتعرف على الخط فهي من شقيقه الأكبر
ولكنها موجهه الى كريس وليس له
أخذ الرساله بتردد
قائلا ( هي ليست لي ) كان هناك بعض الالم بصوته ..
فعلاقته مع ايون شبه معدومه منذ وفاة والديه قبل خمس أعوام
-( اعرف ذلك...اريدك ان تسلمها لكريس لاني لم أجد فرصه )
ابتسم ايدن بفتور ( هل اختلفتم مجدداً )

-( انه لا ينفك يثير المشاكل )
اجاب وهو يمشي على طول طريق المنحدر حتى وصل مشارف القلعه ليرى سياره ماريا متوقفه وقد اعترضتها تلك العجوز وهي تهتف صارخه ( .ارحلو ..اشباح المنزل لن ترحمكم..غادروا حلا . فهو سيقتلكم

تنهد باستياء بلاثيوس تحت انظار ايدن الذي راه يترجل من السيارة بمزاج عصبي (أنها تلك الساحره الشمطاء مجددا ...)
حدد وهو يتجه نحوها

ترك ايدن مقعده وهو يحدق بما يحصل ، تلك العجوز تصرخ وهم يسحبونها بعيدا

(هذه المرأه مجنونه ....لا تقلق )
بادرته سايوري قائله قبل أن تلوذ به وهي ترتجف

فنقل المعني نظره اليها تاملها لدقيقه ثم ابتسم ، فهي خائفه مثل الجميع ولكن تدعي اللامبالاة بكلامها

-( ما رايك ان ندخل ، سوف اريك غرفتك )

أومأ ايدن موافقاً وهو يتأمل جوانب القصر بابوابه العظيمه التي تقف شامخه تحت ثلاثه طوابق تزينها دعائم اسمنتيه متينه من الخرسانات والزجاج الملون نسجت النباتات عليها أغصانها وتداخلت مع الحديد لتشكل تصميم فريد على الطراز الفكتوري

بخطوات ثابته تجاوز البوابه الاولى ..وسايوري تتبعه مثل ظله قائله
(انها كبيره جدا وقديمه رغم الترميمات التي وضعها جدي لتبدو مناسبه للحياة )
فأومأ لها وهو يتأمل الإرجاء مذهولا من سعته وجمال تصميمه حتى وقع بصره
على شخص ما غريب يراقبه من احد النوافذ في القلعه .

بدا شاباً فتي ثيابه انيقه ولكن لا تناسب عصرهم الذي يعيشون به ...
بدى وكأنه هارب من حقبة سابقه من التاريخ ...يقف باستقامه ويحدق بهم بللامبالاة وعيون ضجرة

(هل لدينا ضيف يا ترى ...) سأل يستفسر وهو لا يزال ينظر إلى ذلك الشاب

.فبادله الاخير النظرات دون أن يقل عنه استغراب ...وكأنه فوجئ انه يراه !
الأمر غريب !!
كانت عيناه حمراء مثل الياقوت وشعره اسود منسدل على كتفيه

سحر ايدن بتلك العينان الغريبتان ولم ينتبه لعمه بلاثيوس الذي كان يناديه ليأتي ...حتى امتدت تلك اليد وامسكته من كتفه ..
(...لما لا ترد علي ..)
جفل المعني وهو ينظر له حين خرج من ما كان فيه تبادل نظرات خاطفه مع عمه ...
وبدت أنفاسه مضطربه
( اعتذر ) قالها وهو يتراجع إلى الخلف خطوه

فرفع بلاثيوس حاجبه مستغربا
(ماذا أصابك، هل تشعر بشيء ؟؟)..

( لم اكن منتبه فقط .)استطرد الفتى وهو يمرر يده على جبينه وهو يشعر بطنين حاد باذنيه

فاشاح العم ببصره عنه قال (انت دائما لست منتبه ...) وتركه ورحل ،.بعد أن طلب منه أن يتبعه للداخل

ظل ايدن ينظر له مطولا ثم تحرك باثره ، يدرك انهم لا يريدونه ان يختلط مع الآخرين كي لا يجهد نفسه ، فكر بذلك وهو يعود ليوجه نظره نحو ذلك الجناح الذي راى منه ذلك الشاب الغريب ولكنه لم يجد شيء غير الستائر التي تتراقص متمايه مع هبوب الرياح
فاخفظ راسه باستغراب ، متسائل هل كان يتوهم
*****
في تلك الأثناء وعلى بعد مسافه ليست بالقليلة
كانت الثلوج تعصف بغزاره فوق الصخور الكبيره في ذلك الوادي العميق ..الذي بدى مجرد من الضوء فقد تعاونت الغيوم الكثيفه لتغطي عنان السماء وتحجب نور الشمس

اقبل ذلك الشاب يشق طريقه بخطوات متقاربة خلال ممر ضيق
غير ممهد تملاؤه البرك المائيه المجمده
يرتدي ستره سوداء ذات قبعة كبيره متصله بها تعلو رأسه لتخفي معظم ملامحه
مع بنطال اجينز وحذاء
ذا رقبة طويله تصل إلى ما فوق كاحله
له وجه شاحب وعينان كزرقه السماء ولكن الارهاق افقدهما بريقهما السابق
بينما أنفاسه تخرج على شكل بخار فقد كان الجو شديد البرودة من ما اجبره على ادخال يديه في جوف جيوب سترته طالب الدفئ بعدما تصلبت اصابعه ..بالذات والجو رطب
لاحت لمرءاه من بعيد تلك المستوطنه المخبأة بين الجبال
تحيطها أسوار عاليه ومحصنه لا يكاد يظهر ما بداخلها سوى ذلك البرج المعد للمراقبة تكلل رأسه صحون الرادارات
وبعض الكامرات المراقبه
حالما وقف أمام الباب ..تحركت إحدى الكاميرات لتتحقق من هويته .
ثم فتح الباب أمامه بشكل تلقائي .

ليدخل بخطوات رصينه ..قاطع طريقه فوق الأحجار المتراصفه بين نباتات الحديقه الخضراء الموزعة بتناسق تحت سقف من الزجاج
تحوطها أسوار معدنية مزخرفه ومطليه بالون الاسود
صعد السلم متجه نحو بوابه لذلك المبنى المكون من 30 طابق ..مع الكثير من المرافق والمخازن والبيوت الصغيره تحيط به كما الحاشيه فهو ليس مكان عادي ..مبنى تابع لمنظمة سريه تعرف بحفظ التوازن

أنزل القبعة عن رأسه وبعثر خصلات شعره الاسود بيديه

أثناء سيره من جانب شابين بمثل عمره
يتجادلان بصوت مرتفع ..ليعكروا صفو الهدوء الذي يسود على الإرجاء
كما الآتي

-(انت مغرور بنفسك يا كيث ..ولا تعرف الصواب ابداً )
-(وما دخلك ، هل نصبت نفسك لتكون معلماً ! )

-( لم أقل اني معلم ...ولكن

(مرحبا ) همس صاحبنا بينما يتخطاهم بسيرة .
فالتفت كيث خلفه وكذلك آيان
وهما من اطفال المستوطنه ، نشؤوا فيها وترعرعوا .أعمارهم الان متقاربة
أيان 17 ،وكيث18, هما صديقان ولكن قلما يتفقون لذا أصبح جدالهم مع بعض شيء مألوف لدى الجميع

هتفا بصوت واحد (أهلا بك كواتر )
ابتسم ساخراً فقد انفقا على شيء اخيراً

بينما يخلع سترته كان مبلل بالكامل ..قميصه يلتصق على جسده ..
وعيناه ذابلتين

(حالك يرثى لها ياصاح ..هكذا ستمرض)بادر ايان وهو ينظر له بأسى

(أنا بخير ..المهم ان عملي انتهى ) أجاب كواتر

- (لا اضن ذلك فالسيد كلاين ينتظرك )
اكمل كيث عن صديقه بتردد

تطلع به كواتر لدقيقه ...وقد تكدرت تعابير وجهة فهو ليس بمزاج مناسب ليقابل كلاين الآن
ولكنه لا يملك خيار استدار متجه نحو الداخل ...

ليترك كيث وأيان يتطلعان باثره بنظرات أسى ، سيد المكان يقسوا عليه غالبا
هو يوكل له معظم المهام ومن دون رحمه

***
طرق الباب ..وانتظر قليلا حتى سمع صوت يأمره بالدخول ..
فحرك يده نحو المقبض فتحه واطل بخطوات حافظت على رصانتها
رغم هيئته الفوضوية بعد تعرضه لذلك الطقس الجنوني بشكل مباشر ..

رمقه اكلاين متفحصا وهو يخلع نظارته ذات العدسات المستطيله
( تبدوا مثيراً للشفقه أكثر من أي مرة )

ابتسم المعني ساخرا وهو يتجه نحو الموقد الحجري جلس أمام النيران وهو لا يملك رغبه بمجادلته ، كان متعب ، خصلات شعره متراكبه تعطي جبهته بسبب الرطوبة ( لم أستطع شراء القلعه ...لقد سبقني احد إليها )صرح دون أن ينظر لصاحبه

-( فشلت اذا )

-( قل ما تشاء ، فهو رجل عنيد لم يسمح لي حتى بمقابلته، بل وانه ينتقل الآن مع عائلته إليها )

زفر كلاين بضيق فيما كان يعيد نظره نحو عمله فقد كان يدقق بعض السجلات
المترامية أمامه فوق سطح المكتب

الآن عليه ان يتدخل بنفسه

( ارجو المعذرة ) قال كواتر وهو يقف أمامه

( يمكن لك الانصراف )

اومأ كواتر واستدار ليغادر بهدوء


****

كانت الشمس تنسحب نحو المغيب وبسبب كثافه الغيوم حل الظلام سريعا
عندما فرغ العمال من نقل الأثاث وترتيبه
وانيرت الأضواء في أرجاء المنزل وحل الدفئ عندما اجتمع أفراد العائله حول مائدة العشاء ..
كان ايدن يحرك الملعقه في إناء الحساء دون طعم
يفكر بما راه منذ لحظات
بينما جده يلقي إحدى خطبه المعتاده عن اهميه العائله والحفاظ عليها ...
هي طبيعته بعد كل إنجاز يفعله ، يمن عليهم بأحد خطاباته الطويله على ضوء الشموع، انسان يحب التباهي دائما ..
وحريص على اسم عائلته وان عنى الأمر سحق بعض أفرادها
بالأحرى سحقه هو ، فهو لطالما انكر وجوده وكأنه لا ينتمي إليهم...فقط لانه يعاني المرض

كان بلاثيوس يتطلع به حين لا حظ شروده ،
كان قلق عليه فهو لا يبدو على ما يرام منذ وصل

- ( هل هناك خطب ) بادر كونراد وهو يضع يده على كتف ايدن ..

فجفل المعني ونظر له كان عمه الأكبر

(هل انت بخير .؟!) اكمل عنه كبير العائله لوريل وهو يحدق بوجه ايدن حين راه يتصرف بغرابه ...

تبادل أفراد العائله النظرات لبعضهم

فانتبه ايدن لنفسه وهم بالنهوض تارك مقعده قال( انا بخير، شكرا لا اهتمامكم ) صرح بابتسامة فاتره محاول ان لا يثير القلق ...
ثم اضاف ( اسمحوا لي بالانصراف

فاشاح لوريل ببصره عنه
(لقد جهزنا غرفتك لترتاح بها ...اذهب اليها لتستريح فانا لا اريد مشاكل ...الان ..)

لم يقل ايدن شيء اكتفى بهز رأسه ثم استدار موليا
كان اكرس أمامه مستند على الجدار وينظر له بشكل نافذ
رغم أنهم توأمين ولكن لا تربطهم علاقه جيده منذ وفاه والديهم
لوح له آيدن يحييه

فاشاح اكرس برأسه بعيداً ...وبدا كمن يشعر بحاله اشمأزاز

أخفظ ايدن يده كان شقيقه قد تغير عليه منذ ذلك الحادث
فهو يكرهه لانه لم يمت مع الاخرين ، عندما سقطت الطائره كان الناجي الوحيد

تحركت سايوري باثره بعدما طلب منها بلاثيوس ذلك
(انتظر سارشدك لغرفتك ...)
خاطبته وهي تلحق به لتمشي جانبه
صعودا على السلالم الملتوية المفضيه الجناح الشمالي ... تجاوزوا الممر الطويل
سبقته سايوري بحماس وهي تشبك يديها خلف ظهرها كانت ذات شخصيه طفوليه تميل للبرائه ....بالذات حين أخذت تمشي إلى الخلف وتيارات الرياح المتسربه من النوافذ تلاطف شعرها البني
(الغرفه التي اختارها لك جدي رائعه انها مستديره الجدران تحوي نافذه زجاجيه واسعه تطل على الحديقه القديمه للقلعه
المنظر من هناك سيكون مذهل ...لو سمح لنا جدي يترميم تلك الارض ..

ابتسم ايدن قال (تستطيعين اخذها ان اردت )

فخفضت سايوري راسها بحزن قالت غرفتي لم تجهز بعد ...
فانا سابيت اليوم مع والدي ..
فضحك ايدن كانت تبدوا ظريفه وهي عابسة ...رغم انه حاول اخفاء ذلك ..لكن دون جدوى فسايوري لاحظته ...
(ليس هناك ما يضحك ..)اعترضت وهي تنفخ خديها
وقت أصبحت عيناها الخضراوين أشد شراسه

فاوقف ايدن ضحكته بصعوبه قال.(انا اعتذر ...)

تجاوزوا متاهة الممرات وصولا إلى الغرفه المنشوده
كان باببها موارب ومن خلاله تتسرب سلاسل الضوء الاخيره بعد الغروب ، سبقته سايوري بالدخول وتبعها ايدن كانت الغرفه مجهزه بالاثاث والضوء يغمر أرجائها شعر آيدن وكان الحياه تنبعث في عروقه فقد كانت رائعه أكثر من ما وصفتها ابنه عمه
(لقد حرص جدي ان ينتهي منها الخدم اولاً ..
كي تجدها بانتظارك ..حالما تصل ...)
أكدت سايوري

فهز ايدن راسه وهو يبادلها النظرات بشكل خاطف ثم اتجه نحو النافذه
نظر نحو الافق ....وبدت عليه الدهشه ..فهو المكان ذاته الذي راى فيه ذلك الغريب يراقبه من عنده !!

(هل دخل شخص غريب هذه الغرفه فبل ان نصل اليها ...) استفسر وهو يعود للنظر لسايوريى

أومات نافية وهي تشعر والاستغراب من سؤاله

فضل ايدن صامت للحظات
ثم وضع يده على جبينه حين عاد ذلك الطنين الحاد باذنيه

في تلك اللحظه جاء بلاثيوس لتفقده وقف عند الباب ليراه بتلك الحال
(هل هناك امر ما تعاني منه يا عزيزي .)

فارخى المعني رأسه وجاب (كلا ...انا مشوش قليلا وحسب ) انهى جملته وهو يجلس على الكرسي

اقترب بلاثيوس تفحص حرارته ثم اخرج علبه دواء من جيبه كان قد أحضرها معه

فتحها ووضع حبتان منها في كأس ما وقدمه لايدن

فتطلع به الأخير
(لكني بخير ...!!)قال محتج

- (انت لن تخسر شيئ ان تناولت دوائك ياعزيزي ....)

فاخذ ايدن الكوب بانزعاج
كان يعلم ان عمه لن يدعه مالم يراه يشربه .

فضل بلاثيوس ينظر له وهو يشرب المحلول على مضض ثم ابتسم بشيء من المرح
وربت على كتفه
( اتمنى لك لليلة سعيده ..)
واستدار غادر برفقه ابنته سايوري

بقي ايدن جالس على كرسيه
تذكر انه خضع لعلاج نفسي مكثف بسبب غياب والديه عنه وحالات المرض التي تربصت به منذ ولادته ..كان يستوجب احيانا صدمات كهربائيه ....

اغمض عيناه حين لاحت بذهنه صوره ذلك الطبيب الذي اشرف على على علاجه بالماضي وهو يبتسم ابتسامته البغيضه كما اعتادها .....

وضع يده على راسه وهو يتمنى ان لا يراه مجددا ..

فتح عيناه ..ليقع بصره على توأمة اكرس واقف عند باب ينظر له بصمت ..
فابتسم له قائلا (أهلا اكرس )

-(لم اتي لرؤيتك ....انما لرؤيه الحديقه فهي تبدو اوضح من نافذتك .....) برر كريس وهو يتخطاه ليقف عند النافذه

لم يعلق ايدن اكتفى بالصمت وتركه يفعل ما يريد و اتجه لسريره
وسط صمت ثقيل سرعان ما تلاشى
حين بادر كريس محتج (انا لا اعلم لما جدي يرفض فتحها فهي ستكون جميله لو اعيد ترميمها ..)

اكتفى ايدن بالنظر له دون أن يقول شيء لانه يدرك انه لا يوجه الكلام إليه
انما يفكر بصوت مرتفع ، هي طبيعته ولا يرغب بيقاطعه .....

وضع اكرس يديه يجيب بنطاله وتنهد باحباط

اخرج ايدن تلك الرسالة التي سلمها له عمه .قائلا ( لقد ارسل ايون رساله )

تطلع به المعني لدقيقه ثم اسرع ليخطفها من يده ليجدها مفتوحه
( هل قراتها ) سأله
-( العم بلاثيوس فعل ، ربما )

اومأ كريس وهو يهم بالانصراف

ضل ايدن صامت يتطلع باثره ثم استلقى على السرير وهو يشعر بالدوار ..
كان يكره تلك الادويه التي يجبرونه على اخذها فهي تجعله بحاله خمول مستمره
..
******
عند منتصف الليل ..كان لايزال نائم عندما شعر بنسائم بارده تلامس جسده

وهناك صوت احتكاك الستائر وصرير أبواب النوافذ ، الرياح عاتيه تسبح في فضاء الغرفه

فتح عيناه بثقل واعتدل جالساً حين رأى النافذه قد فاحت على مصراعيها ..النعاس لايزال يثقل جفنيه ...
عندما رأى شخصاً مل واقف تحت الظلال عيناه تلمعان ...مثل الزجاج
فظن انه لا يزال يحلم... اغمض عيناه لعده لحظات ووضع يده على راسه يدعكه محاول طرد بقايا النوم
ثم عاد فتحهما فلم يجد شيء .....

فاطمأن قلبه وابتسم بخفه ساخرا من نفسه وتحرك ليغلق النافذه
كانت الرياح جنونية ...بالكاد استاطاع سد الشبابيك
فهدأت الغرفه .مع اسدال الستائر ..وساد السكون مجددا ..

استدار ليعود لسريره ..إذا به يفاجأ . بشخص امامه !!
ينظر له بعيون حمراء مثل الياقوت

كان لا يفصلهما عن بعض سوى مسافه قصيره جداً.
تسارع نبض ايدن ...وضاقت أنفاسه ..وهو يتطلع به كان بعمره تقريبا ..يرتدي ثياب بسيطه
وهناك وشاح على كتفيه . تحت الظلال الضوء المتسرب من فتحات الستائر
تراجع ايدن عده خطوات حين أدرك أن مايراه ليس حلم ولا وهم
(من انت !) سأله

فارخى المعني رأسه وكأن السؤال فاجئه
(انت تراني !!) استفسر

بلع ايدن ريقه بصعوبة ،وهو يستمر بالتراجع ليصنع مسافه تفصله عن من أمامه أفكاره تجمدت دون أن يعثر حل يفسر له ما يراه

بينما الفتى أمامه يترصده بشكل نافذ
(اعيش هنا منذ سنوات ولم يسبق ان حصل هذا ) بادر الشبح

اصطدم ايدن بالجدار وانهار على ركبتيه وهو يلهث .وقد شحب وجهه

(انا لن اؤذيك لابأس ....) أردف الطيف
ثم اضاف ( انت الوحيد القادر على رؤيتي انا ل....بترت آخر كلماته حين قاطعه ايدن صارخاً
( انصرف )

كان يبدوا منفعل وهو يستجمع شتات صوته
قبيل ان يصرخ مجدداً
(ساعدوني ...)تردد صدى صوته في أرجاء المنزل ..

وماهي إلا لحظات حتى اقبل سكان المنزل
إلى غرفته مسرعين

كانت أنفاسه تتلاحق واهنه وهو يترصد من أمامه بحذر يحاول أن يوهم نفسه ان مايراه حلم ..وسيستيقظ منه ....

ولكن ذلك لم يحصل فهو لا يزال أمامه ينظر له بحياد

( مالامر ايدن ..ماذا حصل ...)بادر كونراد عمه وهو يتفحصه
بينما الجميع ينظرون له باستغراب
نضر لهم ايدن وهو بالكاد يلتقط أنفاسه ....كان لااحد يراى ما يراه ....
فالشبح لايزال هنا ....وهم لايلاحظون ...

أخفظ رأسه وهو يقاوم فتح عيناه بسبب الضغط ، اعصابه انهارت وأخذ راسه يدور ليغرق بالظلام
حين شعر بيد عمه بلاثيوس تمسكه اخذه اليه ليطمأنه ..حين راه يرتعش بشكل غير طبيعي
( كل شيء على مايرام ، اهداء )

وقف كريس يراقب ما يحصل لشقيقه باستغراب حيث كانت عينا تحدق باتجاه نقطه فارغه، وكأنه يرى شيء لا يرونه !! ...

ضم بلاثيوس ايدن إلى صدره حين وجده يغيب عن الوعي بين ذراعيه

وهو يصرخ ليتصل أحدكم بالطبيب

تبادل كونراد النظرات مع كبير العائله الذي استقر مكانه ينظر لما يحصل ببرود

ثم كرر ما قاله ابنه (اتصلوا بالطبيب حالاً )

::::::::::::::::::::

يتبع ..........

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro