الفصل الخامس

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng



وضعت(سلسلبيل)قميص(طارق)بحقيبة السفر وسألته:
-حبيبي أحطلك القميص الرمادي والكرافت السوده في الشنطة؟ ولا كفاية كده، أنا حطتلك القميص الأبيض.
نظر إليها(طارق)وبداخله ضيق وشعور بالذنب لم يظهره بعينيه التي شع منها حُب:
-تسلم ايدك يا(بيلا)انتي عارفة إني بحب أي حاجة بتعمليها.
ثم اقترب منها واحتضنها من الخلف وهو يستنشق عبير خصلاتها
الذهبية:
-بحبك وهتوحشيني أوي يا(بيلا).
ثم دنى وقبل أسفل أُذنها بشغف دافئ:
-أجبلك إيه و أنا في "الغردقة"؟
ابتسمت(سلسبيل)بدلال ووضعت يدها اليسرى على وجنته والتفتت بكل جسدها وأصبحت تحتل صدره بكل أريحية:
-أنا عايزاك انتَ.
ابتسم(طارق)ورفع حاجبًا بمرح:
-يا سلام على الرضا.
ضحكت(سلسبيل)ونظرت بغابتيها الغناء إليه:
-بتتريق يا دكتور ماشي.
ثم قالت بنبرة ذات مغزى:
-فيه محل هناك كنا فيه أنا و انتَ قبل كده و انتَ حبيت قمصان نومه هاتلي واحد على ذوقك بقى.
وغمزت بعينها في آخر الجملة.
اقترب منها(طارق)بعد أن ضربت على وتر شوقه إليها الذي لا ينتهي بشقاوتها ومداعبتها له كامرأة ناضجة تنفجر أنوثة.

نظر إلى الفراش الذي خلفها وغمز ببنيتيه:
-ما تقعدي على السرير و تريحي يا(بيلا).
نظرت إليه(سلسبيل)وقد علمت ما يرمي إليه بمرح:
-(طارق)إنتَ مبتشبعش؟
ملس على خصلاتها بأصابعه:
-حد يشبع من الفتنة دي يا(بيلا).
ثم قاطعهما صوت هاتف(سلسبيل)زفر(طارق)بغيظ:
-وبعدين بقاااا، مين الرذل اللي بيتصل؟
أخذت(سلسبيل)هاتفها ورأت المتصل ضاحكة:
-دي(وعد).
توترت عضلة من عضلات وجه(طارق)عند ذكر اسم(وعد)،
ثم عدل وجههُ بمرح:
-صاحبتك دي عليها أوقات، طب أنا رايح آكل أنا جُعت.
ابتسمت(سلسبيل)على كلمات(طارق):
-أوكيه يا(طروقتي)روح و أنا جيالك، هخلص مع(وعد)و آجي عالطول.
هز(طارق)رأسه وخرج من الغرفة وهو يزفر وحمد الله على خروجه من الغرفة وغضب من(وعد)التي هاتفت(سلسبيل)في هذا الوقت فهو يعلم جيدًا أنها متعمدة لأن هذا هو وقته مع(سلسبيل)وهو لن يصمت عن فعلتها هذه.
في نفس الوقت أجابت(سلسبيل):
-أيوة يا(وعد).
أجابت(وعد)وبداخلها غيرة متأججة:
-أيوة يا (بيلو)ازيك؟ أنا قلت أكلمك شوية حاسة بزهق.
تعجبت(سلسبيل)وبنبرة قلقة:
-مالك يا(وعد)فيكي ايه ؟
تصنعت(وعد)الحزن:
-أنا مخنوقة أوي يا(بيلو)ماما وحشتني الله يرحمها و بابا الله يرحمه و أنا وحيدة مليش حد.


قالت(سلسبيل)بلوعه وهي تجلس على طرف الفراش:
-يا حبيبتي يا(وعد)ايه فكرك بس بالمواضيع دي؟هما إن شاء الله في مكان أحسن ادعيلهم و اقريلهم قرآن.
شهقت(وعد)بتصنع:
-إن شاء الله.
وكانت ترى في نفس ذات الوقت رسائل على(الماسنجر)تبعث لها على حاسوبها المحمول الذي كان مفتوحًا وكانت الرسائل كالتالي:
-حبيبي:

-مش ناوية تتلمي؟
رفعت(وعد)إحدى حاجبيها وبعثت رسالة:
دودي:

-لما تتلم انتَ الأول؟
حبيبي: وعد؟؟ مش ناقصة عبط...مش قلتلك هنسافر مع بعض بكره.
أخذت(وعد)كوبها الساخن وهي تتكلم مع(سلسلبيل)بنفس
الوقت:
-أنا هحاول أنسى و أقرالهم قرآن إنتي صح وعندك حق، أنا مش عارفة أقولك إيه بجد؟ و آسفة إني أخدتك من (طارق).


(سلسبيل)بصوت حنون:
-متقوليش حاجة يا(وعد)إحنا اخوات، وأي وقت عايزة تكلميني فيه كلميني، (طارق)نزل المطبخ ياكل أصله جاع فجأة.
ابتسمت(وعد)بسخرية وهي ترى حبيبها وهو يتوعدها بحاسوبها:
-أه ألف هنا عليه ابقي سلميلي عليه أوي، أنا هنام بقى عندي رحلة كده ل"شرم الشيخ"مع قرايبي من بعيد أنا مكنتش عايزة أروح.

ثم زفرت بضيق متصنع وعينيها تتراقص فرحًا:
-يا عيني عليكي يا(بيلو)مسئوليتك كبيرة علشان هتمسكي المستشفى لوحدك من غير(طارق).
ابتسمت(سلسبيل):
-عادي يا(وعد)أنا بحب الشغل و مش أول مرة أمسك المستشفى في غياب(طارق).المهم أنا عايزاكي تتبسطي في الرحلة دي وتغيري جو على أد ما تقدري أوكيه؟
قالت(وعد)بسخرية لم تلحظها(سلسبيل):
-متقلقيش يا(بيلو)من جهة هتبسط فأنا هتبسط أووي، أصل قرايبي دول مقولكيش دمهم خفيف و بيحبوا الحياة.


(سلسبيل)بتمني:
-ربنا يسعدك يا(وعد)، يلا مش هطول عليكي روحي نامي بقى
تصبحي على خير.
ردت(وعد):
-و انتي من أهله حبيبتي.
كانت(وعد)تضحك وتصفق بيدها بعد أن أغلقت المكالمة مع (سلسبيل)ثم ردت على حبيبها برسالة:
-أنا خلصت مع مراتك، و إحتمال أكلمها تاني، صحيح إنتَ بتعمل إيه عندك في المطبخ؟ بطل طفاسة بقى.
دٌهش(طارق):
-إنتي عرفتي منين؟ أااه ما انتي صحيح كنتي بتكلمي(بيلا)طب سلام دلوقتي و لما أشوفك حسابي معاكي.
ضحكت(وعد)وأرسلت تعبير يخرج لسانه:
-متقدرش، هتوحشني لغاية بكرة باي.
ابتسم(طارق):
-و انتي أكتر سلام يا مجنونة.
ووضع هو الآخر تعبير بعينيه قلوب.


ثم أغلق هاتفه ورأى(سلسبيل)آتية عليه مندهشة:
-إنت لسه مخلصتش أكل؟
نظر إليها(طارق)وبيده شطيرة لحم ثم وضع هاتفه بجيب بنطال منامته:
-الله بقى، جعان يا (بيلا) تعالي كُلي معايا.
جلست(سلسبيل)بجانبه وهي تلتقط شطيرة وتقضم جزء منها
بتلذذ:
-إمممم جميل أوي تصدق أنا كنت جعانة بجد.
(طارق)وهو يلوك قطعة من الطعام بفمه:
-أه والله حلو أوي.
قالت(سلسبيل)فجأة:
-أه صحيح متنساش(وعد)معاك.
نظر إليها(طارق)متفاجئًا ثم شهق وسعل بقوة حتى احمر وجههُ، أعطته(سلسبيل)كوب من الماء بلوعة:
-مالك يا(طارق)؟ اشرب يا حبيبي.
بعد أن هدأ سُعال(طارق)أخذ يتجرع بعض من الماء ودمعت بنيتيه قائلًا بصوت مبحوح:
-كنتي بتقولي إيه؟

)سلسبيل)وهي تلتقط محرمة وتمسح دموع عينيه برقة:
-بقولك متنساش(وعد)معاك ابقى هاتلها حاجة من "الغردقة".
صمت(طارق)وتعجب فأكملت(سلسبيل)بضيق:
-أصلها يا عيني كانت مدايقة أوي و هي بتكلمني و أقعدت تفتكر باباها و مامتها الله يرحمهم و إنها وحيدة.
سألها(طارق)وعينيه تكاد تقع من محجريهما:
-هي قالتلك كده؟

اقتربت منه(سلسبيل)وهي تضع بفمه قطعة من الخيار المخلل:
-أيوة مسكينة أوي(وعد).
ردد ورائها(طارق)وهو يمضغ ما يأكله وبداخله نار متأججة:
-أه مسكينة يا حرام.
وهو من داخله يلعن فيها:
"يا لكِ من ماكرة يا(وعد)أهكذا تمثلين أمام صديقتك، سأريكِ أيتها الكاذبة، تبًا لكيدك، أه من كيد النساء"

*******

دلفت(نسمة)إلى حارتها التي تقطن بها حارة(الكوفتي)بعد الظهيرة عائدة من عملها تفكر في الغد وأن حبيبها(رامز)سيتقدم إليها رسميًا أخيرًا بعد طول انتظار.
"(نسمة)...(نسمة "(
قاطعها صوت تعرفه والتفتت لتراه هاتفة والبسمة تزين شفتيها:
)-يونس)ازيك عامل إيه؟
ابتسم(يونس)بهدوء وعينيه تفيض شوقًا دفين:
-الحمد لله.
ثم حك لحيته البنية بحرج وقال متهربًا من عينيها البنية:
-حبيت أقولك مبروك و(رامز)وكده.
تَدرُج وجنتيها بحمرة الخجل أحرقت(يونس)من داخله ولكنها لم تظهر على وجهُ وقالت بصوت خفيض:
- الله يبارك فيك يا(يونس).

ثم أعقبت بعدها بكلمة دمرت(يونس)كُليًا:
-عُقبالك.
عقد(يونس)حاجبيه بضيق لم يستطع مداراته:
-معتقدش.


تعجبت(نسمة):
-ليه بس؟ ده ألف واحدة تتمناك.
ضحك(يونس)بسخرية:
-يا ريت هي بس تفهم.
رفعت(نسمة)حاجبًا بدهشة:
-هي مين؟
نظر(يونس)حوله:
-مش مهم يا(نسمة)المهم روحي بقى علشان الحارة إنتي عارفة؟

ثم نظر إلى ساعته منفذ فراره الدائم من أي موقف:
-و أنا عندي شغل رايحه دلوقتي.
تعجبت(نسمة)من طريقة حديثه:
-ماشي سلام يا(يونس).
تركته وهي تدلف إلى الحارة وتمشي بتأني، وهو يراقبها كطيف يعبر على قلبه ويجعله ينبض كم يكره قلبه هذا الذي أنهكه فهو يحب سراب، أجل(رامز)سيتقدم إليها وحانت لحظة وداعه إليها سيعثر على عمل آخر في بلد أخرى سيترك هذه الحارة التي تذكره بها عسى أن يكون ملاذه هو البُعد.

كانت(نسمة)في نفس ذات الوقت تدير مفتاح باب شقتها وتدارك إلى مسامعها صوت والدتها من غرفتها وهي تتحدث بهاتفها:
-والله يا(فاتن)يا أختي ما عارفة أقولك إيه؟ فيه واحد بيحب (نسمة)وهيتقدملها بكرة، نصيب بقى يا(فاتن)، متزعليش والله أنا عارفة إن(عمر)ملوش زي والله بس ده نصيب يا(فاتن)علشان خاطري إحنا أخوات و ملناش غير بعض، وأدعيلها ربنا ييسرلها الحال ويكملها على خير، ماشي يا حبيبتي مع ألف سلامة.
دلفت(نسمة)إلى غرفتها بعد أن أنهت والدتها المكالمة ووضعت حقيبتها على المنضدة بجانب فراشها تغير ملابسها ومرتدية منامتها الصفراء.
وجدت والدتها تدخل إلى غرفتها متسائلة بدهشة:
-إنتي جيتي إمتا يا(نسمة)؟
ابتسمت(نسمة)وهي تقبل وجنتها بمرح:
-من ساعة ما كنتي بتكلمي خالتي(فاتن)يا ماما وبتطيبي خاطرها بكلمتين.
جلست والدتها على المقعد وقالت بضيق:
-مهو لازم أطيب خاطرها بكلمتين علشان(عمر).
تأففت(نسمة):
-أنا بحب(رامز).


(عفاف)بسخرية وهي تقوم:
-طب خلاص متتزرزريش كده يا ست(نسمة)هنشوف(رامز) بتاعك ده هيعمل إيه بكره.
عقدت(نسمة)حاجبيها حتى باتا متصلين:
-هنشوف يا ماما.
**********

ذهبت(بسملة)إلى طبيبها وصديق العائلة دكتور(محمود)وجلست أمام مكتبه:
-إزيك يا أنكل(محمود).
نظر إليها(محمود)وظهرت سعادته بعينيه البنية:
-أهلاً يا(بسملة)يا بنتي عاملة ايه؟ وأخبار(مروان) ايه؟
وضعت(بسملة)خصلاتها جانبًا:
-الحمد لله بخير، أنا عرفت من(ميار)إن الأشعة نتيجتها ظهرت لكن التحاليل لسه.
أعطاها(محمود)ملف به أشعتها مبتسمًا:
-أه فعلًا والأشعة كويسة جدًا.
تعجبت(بسملة):
-غريبة!! طب والصداع ده سببه إيه؟

أشار إليها(محمود)بود أبوي:
-انتي قايلالي إنك بتقعدي على اللاب كتير بحكم شغلك كمصممة ملابس صح ؟
أومأت(بسملة):
-أيوة أنا بقعد على اللاب كتير جدًا.
عاد(محمود)بظهره للخلف وأراح كفيه على صدره مشبكًا أنامل يده ببعضهم البعض:
-هو ده السبب يا ستي إن من كتر قعادك على اللاب عملك صداع كل يوم و بيشد جامد عليكي، فحلك إنك تريحي منه شوية لو تعرفي.
انفرجت أسارير(بسملة): طب الحمد لله، متشكرة أوي يا أنكل (محمود).
ابتسم(محمود)لسعادة(بسملة):
-العفو يا بنتي ده واجبي، والتحاليل هتظهر خلال كام يوم، وهخلي (ميار)المساعدة بتاعتي تبلغك.
قامت(بسملة)ووضعت حقيبتها على كتفها تمد ذراعها لتودع (محمود):
أنا بشكرك تاني يا أنكل(محمود)ومنتظرة التحاليل.
بعد أن رحلت(بسملة)ذهبت إلى والدة زوجها(سعاد)التي رحبت بها وهي تقبلها وتحتضنها بحنان:
-حبيبتي يا(بوسبوس)إزيك عاملة ايه؟ وعملتي ايه عند الدكتور؟ (مروان) قالي.
ابتسمت(بسملة)من سيل الأسئلة التي ألقته عليها(سعاد)وجلست على الأريكة:
-أنا الحمد لله و أنكل(محمود)طمني على الأشعة لكن التحاليل لسه كمان يومين هما هيكلموني.


ثم تلفتت حولها:
-هي(سالي)فين؟
ابتسمت(سعاد):
-لسه مرجعتش زمانها على وصول، هي قالت احتمال تخرج مع أصحابها بعد الكلية تعمل شوبينج.
)بسملة)بمرح:
-أيوة هي(سولي)كده تحب الشوبينج زي عنيها.
قامت(سعاد)من مجلسها:
-تيجي نتغدا سوا و نسيبنا من الواد(مروان)أما أنا عاملة حتة أكلة هتاكلي صوابعك وراها.
قامت(بسملة)وصفقت بيدها:
-استني يا طنط متقوليش كفتة الجمبري و صوص السي فود بتاعها.
ضحكت(سعاد)وهي ترى(بسملة)خلفها في المطبخ:
-بالظبط كده يا حبيبتي.
جلست(بسملة)على المقعد قبالة رخامة المطبخ المصنع على الطراز الأمريكي ورأت(سعاد)وهي تضع الأطباق أمامها ورائحة الطعام تتخلل أنفها قالت باشتهاء:
-الله يا طنط إيه الجمال ده.
ثم جلست بجانبها(سعاد)وهي تبتسم بحنو وتملس على خصلاتها:
-حبيبة طنطك يا (بوسبوس).
(بسملة)باشتياق:
-عمو(صالح)وحشني أوي والله، هو هيرجع إمتا من(دهب)؟
تغيرت ملامح(سعاد)ووضعت من الصلصة على طعامها بشرود:
-على المغرب إن شاء الله.
تعجبت(بسملة)من تغير ملامح(سعاد):
-طنط مالك؟ هو فيه حاجة؟
انتبهت(سعاد)ونظرت إليها محاولة أن تغلف شفتيها بالمرح:
-لا يا حبيبتي مفيش.
ثم افتعلت ضحكة:
-أنا بس بفكر في(سالي)لو رجعت دلوقتي ولقتنا بناكل تفتكري هتعمل إيه؟
على إثر انتهاء كلمتها وجدت جرس الباب يدق وسمعت صوت الخادمة(منى):
-أهلا ست(سالي).
وبالتالي سمعت صوت(سالي)الهاتف:
-إزيك يا(منى).
وصوت شهقتها وهي تأتي إلى(بسملة)و(سعاد):
-خيااانة بتاكلوا من غيري؟ كده يا مامي يعني خلاص كده مفيش حنان زي بتاع أمهات زمان.
ضحكت(سعاد):
-إيه يا بنتي الأوفر ده أقعدي و كلي هاتيلك طبق بس.
قبلتها(سالي)وقبلت(بسملة)بمرح:
-ماشي يا مامي خليكي فاكرة بس، إزيك يا(بوسبوس)عاملة ايه؟ طمنيني أخبار الأشعة ايه؟
)بسملة)وهي تنتهي من طعامها:
-الحمد لله يا(سولي)أنا بخير، الأشعة يا ستي طلعت كويسة و سببها القعاد الكتير على اللاب.
لكزت(سعاد)جانب(سالي):
-شفتي القعاد كتير على اللاب بيعمل إيه؟ لمي نفسك بقى.
تحركت(سالي)من أثر لكزة والدتها ممازحة:
-حاضر يا مامي، مش بقولك معندكيش حنية أمهات زمان.

وجدت(بسملة)نغمة هاتفها المخصصة ب(مروان)تعلو بالتدريج من حقيبتها.
مسحت فمها بالمحرمة الورقية وقالت وهي تقوم وتتجه صوب هاتفها الموضوع على المنضدة الرخامية:
-ده(مروان)بيطمن.


ابتسم كلًا من(سعاد)و(سالي)متمنيتان السعادة لهما وراقبتا تحدث (بسملة)مع(مروان)قائلة:
-أيوة يا (رونتي).
رد عليها(مروان)من الجانب الآخر:
-ايوة يا حبيبتي ايه الأخبار أنكل(محمود)قالك إيه؟
ابتسمت(بسملة):
-الحمد لله السبب القعاد على اللاب فترة طويلة.
عاتبها(مروان):
-شفتي بقى علشان تعرفي إن عندي حق لما أقولك كفاية لاب.
تنهدت(بسملة):
-خلاص بقى مش هقعد عليه شوية بس عندي شغل عليه أعمل إيه؟
زفر(مروان)بضيق:
-أقعدي عليه بس قللي المدة خلاص؟
أومأت(بسملة)برأسها:
-خلاص يا حبيبي، أه صحيح أنا عند مامتك و بتغدا معاها كمان هي و(سولي).
تصنع(مروان)الحزن:
-كده بتاكلوا من غيري يا خونة خيانة.
ضحكت(بسملة)وهي تشير إلى(سالي)التي ما زالت تأكل بنهم:
-والله (سولي) لسه قايلاها.

ضحك(مروان):
-إخوات يا بنتي بقى الله يحرق الشغل، أنا هتأخر شوية معلش خليكي عند ماما و أنا هرجع عليكم نقعد شوية و بالمرة نستقبل بابا علشان هيرجع على المغرب.
(بسملة)وهي تقوم:
-معلش يا حبيبي، خلاص أوكيه باي.
سألتها(سعاد)وهي تقوم:
-جاي إمتا(مروان)؟
اتجهت(بسملة)صوبها:
-على المغرب يا طنط عنده شغل كتير أوي، وكمان علشان يشوف عمو(صالح(.
ربتت(سعاد)على كتفها:
-طيب يا حبيبتي لو عايزة تطلعي تنامي شوية وتغيري هدومك.
ابتسمت(بسملة):
-يا ريت أحسن مرهقة أوي وهاخد بيجامة من(سولي).


(سالي)وهي تكاد تنهي طعامها:
-وماله يا(بوسبوس)الدولاب دولابك انطلقي يا فتاة.
كانت تراقبهما(سعاد)وهي سعيدة بهذه العلاقة المتينة بين(بسملة) و(سالي)وهنَ يتشاكسان ويتضاحكان سويًا ووجود(بسملة)بينهما أسعد شيء بالنسبة إليها فهي بمثابة ابنتها وابنة صديقة طفولتها (وداد)التي توفت و(بسملة)في عمر السادسة عشر من عمرها بالمرض الخبيث وكم عانت(بسملة) في هذه الفترة ولم يكن بجانبها سوى الدكتور(محمود)وهي حتى لفتت نظر(مروان)إليها وما ساعدها على ذلك دخولهما نفس الجامعة وتشابكت قلوبهما سويًا حتى تُوج بالزواج، كم تتمنى أن يرزقهما الله بالذرية الصالحة حتى تكتمل فرحتها.
قاطعها صوت(سالي)وهي تهتف:
-ماميييي خلي(منى)تحضرلي كوباية قهوة باللبن عندي مذاكرة و امتحان شفوي بكرة في الأدب الإنجليزي.
نظرت إليها(سعاد)وتفاجأت أن(بسملة)صعدت للأعلى لتستريح وهذه الثرثارة تبدأ في طلباتها اقتربت منها وقبلت وجنتها:
-حاضر يا(سولي)من عيني تحبي تذاكري فين في البلكونة ولا في الليفنيج روم؟
نظرت إليها(سالي)بدهشة:
-ها...أه في الليفينج روم.

تركتها(سعاد)بعد أن أومأت برأسها تعجبت(سالي)قائلة:
-إيه اللي حصل يا مامي؟ إيه الحنية دي؟
ثم ضحكت وهي تقوم من مقعدها:
-واضح إن كلامي عن حنان أمهات زمان أثر عليها، يا سلام عليكي يا(سولي).
*********

بعد أن أغلق(مروان)الهاتف مع(بسملة)كان شاردًا إلى أن دخلت (مَلك)زميلته سائلة إياه:
-مالك يا(مروان)فيه حاجة؟
نظر إليها(مروان)بعد أن أفاق:
-ها...أبدًا دي(بسملة)كانت عند الدكتور و طلع الموضوع بسيط والحمد لله.
لم تسأله عما كانت تشكو منه(بسملة)وإنما ردت بكل بساطة وهي تجلس بتنورتها السوداء القصيرة:
- أه ربنا يشفيها، صحيح مستر(حمدي)عايز اللوجو ضروري إنهاردة.
(مروان)بضيق:
-انهاردة، أنا مش هقدر معلش يا(ملك)ممكن تعمليه انتي؟ بابا هيجي من السفر و لازم أكون موجود.
ابتسمت بكل مودة وهي تلعب في خصلاتها السوداء القصيرة ذات الأطراف المتوقفة:
-أه طبعاً مفيش أي مشكلة يا(مروان)انتَ غالي أوي.
لم يلحظ(مروان)ما قالته(مَلك)لأنه كان يبعث برسالة لزوجته
وشكرها:
-متشكر أوي يا (مَلك).


لاحظت(مَلك)ما يفعله(مروان)رمقته بعينيها العسلية الداكنة بغضب وهو لم يراها ثم قامت:
-طيب أنا رايحة أصمم اللوجو يا(مروان)عايز حاجة تانية ؟
نظر إليها(مروان)ووجدها تنظر إليه مبتسمة:
-متشكر يا(مَلك)متشكر أوي.
غادرت(مَلك)وبداخلها نار مستعرة لا تعلم كيف تطفأها، ولكنها لن تستسلم ف(مروان)سيصبح لها إن عاجلًا أو آجلًا.


******

قامت(أروى)من مجلسها وقد تذكرت أن عليها تنظيف البيت قبل عودة(فادي(
وبعد فترة من الوقت بعد تنظيفها للمنزل وجدته يدلف من باب الشقة كالقضاء المتعجل وعينيه تطق شررًا وهو يتجه صوبها ،أمسك بخصلات شعرها صارخًا فيها:
-بقى يا زبالة الستات بتضحكي عليه وتستغفليني.
تأوهت(أروى)وهي لا تعلم ما حدث:
-أااه طب اهدى يا(فادي)وفهمني فيه إيه؟
قسى بقبضته على شعرها حتى كاد يتقطع ساحبًا إياها إلى صدره:

-بقى أرجع وأنا داخل الحارة وألاقي(فوزي)جوز(فرح)جارتنا فبشكره على اللحمة وبباركله على الدبيحة ألاقيه ميعرفش حاجة عنها، خليتي شكلي ايه أدامه يا بنت الكلب.
وبدأ بصفعها وهي تصرخ باكية تترجاه أن يرحمها:
-أبوس إيدك يا(فادي)كفاية أاااه، والله(فرح)أديتهالي كده، أنا مرضيتش أزعلك فقلت إنها دبيحة أاااه سيبني أبوس إيدك.
أخذ رأسها صارخًا بجنون:
-متتكررش تاني فاهمة؟ دي بس علشان كدبتي عليه؟

وصدم رأسها بالحائط صرخت بألم على إثرها والدماء بدأت تسيل أعلى جبهتها لم يهتم بالدماء التي سالت على وجهها وإنما قال بقسوة:
-إوعي تفكري تكدبي عليه تاني أبدًا ماشي.
ثم أخذ بخصلات شعرها يرفعها عاليًا لا يعيره تأوهها وهو ينحني عليها بصوت جمد الدماء بعروقها:
-وهعرف لو كدبتي يا(أروى)أو خرجتي أو عملتي أي حاجة، هعرف يا (أروى).
ألقى رأسها أرضًا وذهب إلى باب الشقة وهو يفتحه وحذرها مشيرًا
إليها بسبابته:
-و اللي اسمها(فرح)دي متعرفيهاش تاني مفهوووم.
ثم صفع باب الشقة خلفه بقوة، شهقت(أروى)من فرط الألم، من قوته لديها لا تدري أي جزء يؤلمها أكثر من الآخر بجسدها ولم يكن لديها سبيل سوى الدموع التي سالت أنهارًا.
تمنت لو تنتهي حياتها الآن، وتستريح من هذا الوحل الذي تغرق به، حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تسحب جسدها للأريكة والدماء تنساب لأعلى شفتيها ومذاق الدماء بفمها ملوثة جلبابها المتهالك ثم تأوهت وهي تحاول

الجلوس على أريكتها وتمسح بساعدها فمها الدامي ،ثم انفجرت بالبكاء وهي تشهق بقوة ممتزج معه ألمها وندمها على حياتها التي ضاعت هباءً مع هذا

الإنسان السادي الذي لا يخاف الله وابتهلت إلى الله تعالى أن ينجيها مما هي فيه أو يأخذها عنده قريبًا، لقد تملكها اليأس ولا تعلم ما تخفيه الأيام لها.

******

وقفت(وعد)بقميصها الحريري الأسود القصير بالشرفة ترى منظر الأمواج المتلاطمة مع غروب الشمس.
ثم التفتت إلى(طارق)الذي كان مستلقيًا على الفراش الوثير
وهتفت:
-تعالى يا(روقتي)شوف البحر و جماله الجو تحفة.
قام(طارق)من مرقده وقال وهو يقترب منها ويضع يده على كتفها ليضمها إليه:
-مفيش أجمل منك يا حبيبتي.
ثم لفها إليه ونظر بشوق:
-بس تصدقي طلع ذوقي حلو يا(دودي)قميص النوم هياكل من جسمك حتة.
ضحكت(وعد)بسخرية:
-مش بردو ست(بيلو)هي اللي قالتلك على المحل ده.
قبلها(طارق)وبنبرة عابثة:
-أيوة و أنا بحب المحل ده أوي أصل كل قمصانه بتهبلني و بصراحة عاجبني بردو القميص اللي نقيته ل(بيلا).
نظرت(وعد)إليه بغيرة واضحة وهي تبعده:
-والله طب برافو إوعى بقى.

ضحك(طارق)بمشاكسة وهو يعيدها إليه:
-الحلوة بتغير ولا إيه؟ يا(دودي)انتي حاجة تانية خالص.
قالت(وعد)بدلال:
-أيوة اضحك عليه بالكلمتين دول، إني حاجة تانية و هي حاجة تالتة.
رأت(وعد)هاتف(طارق)واسم(سلسبيل)يظهر بالشاشة قالت وهي تلوي شفتيها وتعطيه الهاتف:
-أهي جاتلك يا قلبي، كلم.
ضحك(طارق)وأخذ منها الهاتف هامسًا:
-ششش طب بس يا(دودي)المفروض إني كنت في شغل و اجتماع و دلوقتي صوتي مرهق.
ثم فتح الهاتف وهو يضعه على أُذنه:
-ألو...أيوة يا حبيبتي أه لسه مخلص.
ابتسمت(وعد)بسخرية وهي تراقب صوت(طارق)الذي تغير لصوت مجهد كم تحب تمثيله ولكن أيمكن أن ينقلب تمثيله عليها؟

هزت رأسها وكأنها تنفض الفكرة من رأسها وذهبت إلى الشرفة.
أكمل(طارق)حديثه:
-أيوة يا(بيلو)وحشتيني أوي، إمتا بس الأسبوع ده يعدي.

ابتسمت(سلسبيل)من الجهة الأخرى وهي عند والدتها:
-هيعدي يا حبيبي المهم كُل كويس أنا عارفاك بتنسى نفسك، أه صحيح جبت هدية(وعد)؟
سخر(طارق)من داخله وقال وهو يلتقط علبة أنيقة:
-أيوة يا(بيلا)جبتلها ساعة شيك أوي.
ثم رأى(وعد)وهي تبتسم بسخرية على ما يقوله وأخذت منه العلبة.
تصنع(طارق)أنه يتثاءب مما جعل(سلسبيل)تقول بشفقة:
-يا حبيبي واضح إنك تعبان ومرهق فعلًا طب خلاص روح نام يلا، وبكرة هطمن عليك تصبح على خير يا (طروقي).
ابتسم(طارق):
-و أنا هستنى مكالمتك يا عمري، وانتي من أهله حبيبتي(بيلا).
وبعد أن أغلق ذهب إلى(وعد):
-وخلصت التلفون.
فتحت(وعد)العلبة الأنيقة وهي تتأمل الساعة جيدًا وتضعها على معصمها وقالت:
-حلو ذوقي أووه قصدي ذوقك.
ضحك(طارق)وقبل يدها برقة:
-إنتي تجنني يا(دودي).

ثم اشعل موسيقى هادئة:
-تسمحيلي بالرقصة دي؟
اقتربت منه ورقصت معه بانسيابية:
-أكيد أسمح.
وظلا يرقصان سويًا ونيتهما قضاء ليلة لا تُنسى، في حين جلوس (سلسبيل)مع والدتها وهي تهيم عشقًا في زوجها ومخلصها(طارق) وهي على يقين بأنه نائم كالأطفال.
ابتسمت والدتها:
-مش قلتلك يا(سلسبيل)يا بنتي(طارق)كان محتاج منك معاملة تانية إنتي كنتي عصبية معاه فاكرة.
داعبت(سلسبيل)خصلتها وقالت وهي تتكأ بذراعها على ذراع الأريكة:
-متفكرنيش يا ماما دي كانت فترة وحشة أوي أنا كنت بفكر في الانفصال عنه.
أشاحت والدتها بيدها:
-كنتي هتبقي خايبه وتخيبي زي ستات كتير، الحمد لله إنك سمعتي كلامي و هو أتغير بعدها شفتي نصايح ماما ؟

قبلتها(سلسبيل)في وجنتها:
-ربنا ما يحرمني منك يا ماما أبدًا.
*********

أعزائي القراء و القارئات لمواصلة أحداث الرواية عليكم قراءتها من موقع دريمي (dreamy)

دمتم بخير

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro