فجأة طفى الى السطح كل الخوف المتراكم في صدره  حين تلاقت عينيه بعيني فرنالد احس بنفسه محموم يرتعد  كان فرنالد قد نجح في زرع الخوف في علاقته به  ، ترنح قليلا وهو يشعر ان كل شيء مشوش ،عاد ليجلس على الاريكه ودفن وجهه بين يديه يحاول ان يهداء ، ويوقف ارتعاش جسده ، كان يحاول ان لا يظهر اي ضعف امام فرنالد ولكن جسده يخذله 

لمعان متكسر انعكس في عيني فرنالد من خلف نظارته ذات العدسات الدقيقه ، كان يدرك في قرارة نفسه ان مايمر به يوريتو هو نتيجه تسويه حسابات بينه وبين جين . وما يفعله به هو رده فعل نتيجه أفعال جين ، غير أنه لا يجرا على أخباره بذلك ،وكيف يجد مسوغ ليقنعه بأن التجارب التي تجرى عليه هي أمر حتمي لانه لا يملك خيار غير أن ينفذها ولا يملك بديل غيره يجازف بحياته

انتبه  مايك حين دخل للمطبخ ، و لاحظ خطوط الدخان التي رسمت لنفسها اثر على الجدران ، وعاد إلى الصاله  ليهمس باذن فرنالد عن الامر، واخبره عن وجبه البيض والبطاطس التي اكل منها نيكولاي و ساره ، رغم انه ترك لهم الدجاج المقلي والخبز ، 

كان فرنالد يصغي له وقد عادت نظراته لتستقر على يوريتو ، أدرك أنه من اعد تلك الوجبه للاطفال

كان شايك في تلك اللحظه ينظم سير  الأولاد بعدما نزلوا من الحافله وصولا   للمنزل ، وقد ازدحموا في الصاله عيونهم مشرقه ومعهم هداياهم يسردون احداث الحفل  حكاياتهم لساره ونيكي 

امسك يوريتو ابريق الماء وسكب لنفسه القليل ، وقد ازداد ارتعاش يديه ، كانت الاصوات عاليه وكأن حده سمعه تضاعفت عشر مرات ، وبالمقابل فقد حاسه في ملمس الاشياء ، كان لا  يشعر بملمس الكاس ولا ببروده الماء ، كل ذلك حصل بعد تلك التجربه التي خضع لها قبل عده ايام ..ارتشف القليل  لم يكن هناك طعم  في فمه ، ربما فقد حاسه التذوق أيضا ،ودون وعي وقع الكاس من يده وتكسر إلى قطع صغيره  ، أخذت انفاسه تنساق متعبة ..كان لا يشعر بالألم ولكن هناك خطب فيه 

حل صمت مطبق في المكان وهم يرونه  بحاله انفعال عصبي شديد بحيث لا يستطيع السيطره على ارتعاش جسده ، اومأ فرنالد لشايك ومايكل أن يصحبوا الأولاد لغرفهم ، كي يناموا فقد اقتربت الساعة من منتصف الليل ..

انتفضت ساره  حين لاحظت  والدها يأمرهم باخلاء الصاله  ، واسرعت تبرر  قائله  ( ابي انا أحرقت المطبخ ) كانت الطفله تعتقد ببراءة أن فرنالد غاضب وسيعاقب يوريتو على ما حصل 

اكمل عنها نيكولاي (  نحن السبب ، هو فقط ساعدنا في إطفاء  الحريق)

تابعت ساره ( لقد اعد لنا العشاء ، وكان بمنتهى اللطف )

مرر يوريتو نظره جانبيه نحو الصغيران ، يراهما يدافعان عنه أمام فرنالد باستماته بينما تسمر الاخير صامت يستمع إليهم
وهما يتابعان قائلين  ( بقي يوريتو معنا ، هو لم يتركنا وحدنا كما فعل السيد دانيال )

كان دانيال قد دخل المنزل عائد من مشواره وسمع الشكوى المقدمه ضده ..
تبادل نظرات مع فرنالد حين التفت له الاخير وهو يصغي لدفاع الطفلين  ، بلع دانيال  ريقه بصعوبه حين استشعر خطر من نظرات رئيسه

( هذا يكفي ) همس يوريتو وهو يمرر نظره ناريه نحو فرنالد كان يحقد عليه على ما يحصل معه و
يشعر أن الصوت يخترق أذنه بسبب حدته  ، رغم أنه فقد حاسه الذوق واللمس ولكن تعززت عنده حاسه  السمع ،  بحيث يسمع أدق الهمسات  واستطرد بينما يوجه نظره نحو الطفلين ( هو يعرف ..)

انخفض فرنالد  نحو الطفلين ليطمان على صحتهم بعدما أدرك أن هناك حريق حصل ثم احتضنهم وطمانهم بأنه لا يريد إيذاء يوريتو

مرر يوريتو يده على جبينه كان يشعر بالياس من الحال التي هو فيها ، واليأس من والده الذي لا يهتم سوى بمصالحه الشخصيه ، كان  كلود ينظر إليه  وقد شعر انه ليس على مايرام وان عمه هو السبب ، ولكنه لم يملك جراءه على ان يستفسر عن التفاصيل انسحب بصمت وغادر مع بقيه الاطفال الذين يصحبهم مايك للداخل  مع بقيه الأولاد وحل الهدوء في الصاله

راقب فرنالد أطفاله وهم يغادرون ، بينما وقف دانيال على جنب يستعد أن يبرر له غيابه ، ولكن فرنالد لم يكن مهتم ..لأن تركيزه منصب على الحال التي وصل إليها يوريتو فهو ليس على مايرام ، مع ذلك اعتاد أن يكون متكام على وضعه الصحي  ، ولأن يراه منفعل عصبيا ، وبدى أنه وصل مرحله يصعب معها التجاهل

( لم اتوقع منك أن تستيقظ الليلة ، والا ماكنت تركتك )قال يكسر الصمت وهو ينقل نظره نحوه 
أرخى يوري يده وتراجع ليتكأ على الأريكة ( لم أتخيل أن تكون بهذا الإهمال ، كيف تترك طفلان وحدهما بالمنزل )

ابتسم فرنالد وهو يجلس مقابله على الكرسي ، لقد اعتاد من يوريتو أن يجادله بوقاحه ، قال يدافع  عن نفسه ( تركت دانيال معكم) ومرر نظره حارقه نحو دانيال ( الواضح أنه غير مسؤول)

( لقد ذهبت لزياره امي  ، لم أكن ساتخر ، ولكن الازدحامات) برر دانيال

انحنى يوريتو ليلتقط قطعه زجاج من تحت قدمه  ، كان يشعر أن جسده ثقيل ومفاصله متصلبه بحيث حركته صعبه ، وليس متاكد ما إن كان يشعور بالألم أو لا .

هبط فك دانيال من الصدمه ، حين وجده يمرر قطعه الزجاج على راحه يده ويجرحها ، ( ماذا دهاك ) صرخ به وأسرع ينتزع قطعه الزجاج من يده ، قطرات الدم الحمراء تساقطت تباعا تلون الأرض ..بينما بقي فرنالد صامت ينظر لما يحصل بتعبير غير واضح

تاكدت شكوك يوريتو  رفع رأسه نحو فرنالد بادله النظرات  بسخط  (لقد فقدت إحساسي بآلام ) وضح قائلا 

 لم ينبس فرنالد بكلمه اكتفى بالصمت  فهو يعلم لقد أخبره جين

( سوف انتقم منك ) استطرد يوريتو وهو ينهظ ، كان يبدوا مستاء جدا وعيناه مظلمتان ،تحرك ليتخطى فرنالد و عاد لغرفته واغلق على نفسه . 

تركه فرنالد في تلك الليله  لينظم افكاره دون أن يفكر في ازعاجه  ، وفي اليوم التالي ارسل  له جهاز الحاسوب و كراريس تصاميمه الخاصه   ، ومنحه صلاحيات جديده . وأعطاه موافقه بأن يبدأ عمله مع  ذلك المستثمر ، مالك شركه فينكس للسيارات ، وبالمقابل على يوريتو أن  يقدم له تقرير عن مشاريعه  ، فهو لا يريد أن يكون آخر من يعلم  ،

كان الفتى شاحب وهو يستمع لما ينقله له مارك ولم يعترض ، كان فرنالد يبقيه تحت ملاحظه مستمره من خلال كاميرات المراقبة يعلم كل ما يمر به ، وطلب من مايكل أن يهتم بطعامه بشكل خاص  ، لان الفتى  ينسى ان ياكل لانه لا يشعر بالجوع ، واذا أكل لا يشعر بطعم شيء ، وهذا جعل فرنالد يضطر أن يبقيه تحت التغذيه الوريديه اغلب الاوقات 

كان يخاف أن تسوء حال يوري اكثر  بسبب اهماله لاحتياجات جسده  ولكي يجدد فيه الامل وافق على استضافة مالك شركه فينكس للسيارات في منزله 

لم يصدق يوريتو حين وجد ، المستثمر  يدخل غرفته .ولكنه  استقبله برزانه ، بينما وضح فرنالد يخاطب لويس  ( كما تراه أنه بحال صحيه قلقه  ، لهذا تاخرت بالرد عليك )

ابتسم لويس وهو يفسر وجوده ليوري قائلا   ( اتصل بي السيد فرنالد ووافق على أن اتبنى افكارك ) مرر يوريتو نظره نحو فرنالد كان مستغرب هذا التحول ..

لم ينتظر منه فرنالد كلمه  هم بالانصراف وتركهم وحدهم ، كان يعلم أن يوريتو عزيز النفس وهو لن يتكلم مع المستثمر عن التجارب التي تجرى عليه ، و سيكتفي بالتكلم  عن افكاره ومشاريعه ،وكان توقعه صحيح 

عاد لمكتبه وهو يشعر بالإرهاق جلس على الكرسي امام شاشه تستعرض له ما يحصل في غرفه يوريتو  . يستمع أحاديثهم ويرى ما يفعلون  .كانت عيني يوريتو تضيء وهو يتحدث عن مشاريعه .  وكان المستثمر لا يخفي  إعجابه بأفكاره   

....

دخل جوستاف ليرى ذلك والتفت نحو سيده قائلا ( اتصل بي براين ، يريد أن يعلم حال الصبي حتى ينفذ التجربه التاليه )

عاد فرنالد لرشده ، والتفت نحو جوستاف قال ( ليس هناك تجربه تاليه ، لأن الفتى سيموت  ان خضع لتجربه اخرى )

اخفض جوستاف رأسه ، فهو يعلم ..كانو قد اكتشفوا مشاكل  في قلب يوريتو باخر فحص له ، جلس مقابله تحت النور الواهن للغرفة ..ومكث صامت للحظات ثم قال ( ماذا ستفعل )

( سوف استدرج جين كي يعلم ما يحصل مع ابنه  ويطلب ايقاف الأمر بنفسه  من المنظمه )

بقي جوستاف صامت .. كان لا يزال يلمح شيء من الإصرار على الانتقام بنبراه سيده ، رغم جهوده الحاليه بإنقاذ يوريتو

حظر فرنالد ابره من نفس الماده التي أعطيت ليوريتو في اخر تجربه ومررها لجوستاف قال ( أعطه هذه ، حين ارافق المستثمر إلى الخارج )

استلمها جوستاف بتردد بينما سبقه فرنالد ليعود لغرفه يوريتو ..
كان الفتى قد وقع عقد مع المستثمر واتموا اتفاقهم ، دخل فرنالد ومن خلفه جوستاف ، ابتسم لويس وترك كرسيه قائلا ( شكرا لك سيد فرنالد لاهتمامك بيوريتو )

ابتسم فرنالد قال ( أنه أحد اولادي ، من دواعي سروري أن اهتم به )

مرر له يوري نظره جانبيه ولكنه لم يعترض ، تابع لويس قائلا ( انت تعلم عن اخر افتكارات  يوريتو ، (  ريبوت الكامره الطائره الذي يتحكم به عن بعد  ) سوف أقيم احتفال حتى يتعرف العالم على يوريتو ، ويسجل الافتكار باسمه )

-  ( من جهتي ليس لدي مانع ) ومرر نظره نحو يوري قال( سوف اكون مسرور بمساعده يوري ليسطع نجمه ويحقق أحلامه )

لم يبدوا على يوريتو الاطمئنان كان ينظر إليه بتوجس ، اصطحب فرنالد المستثمر إلى الخارج

بينما بقي جوستاف مع يوريتو بالغرفه ، جلس يوري على سريره ،
قال ( مالذي يفكر به سيدك )

اظهر جوستاف الابره و اقترب ليقوم بحقنه في تلك الماده قال ( انا لا اعرف )   لم يقاوم يوريتو بل وأنه كان يبدوا وكأنه كان ينتظر  جرعهة الدواء هذه

استرخى على سريره  و اغمض عيناه و هو يفكر بذلك الحفل ، اكيد سينقل عبر ووسائل الإعلام
ماذا سيفعل والده حين يراه .. هل سيغير رأيه بشأنه ويأتي لإنقاذه ...

ودع فرنالد ضيفه عند الباب .. ثم عاد ليجد ان يوري قد بداء يشعر بالنعاس  ، ساله جوستاف عن تلك الابره ، فرد وهو ينظر نحو يوري ويعلم أنه يسمعه ( بهذه الطريقه استطيع أن اجعله ينام )

واستادر ليرحل

________
يتبع
..............
...
.