البدايه

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

...


كل شيء بداء  قبل عدة سنوات 

في تلك الليله  التي لامعنى للكلام فيها ، كانت الشمس قد غابت في الأفق ولم يتبقى منها سوى شفق احمر تسلل سناه فوق رؤوس المباني في مدينه لندن   وكان الوقت أواخر الخريف والجو شديد البرودة  امام ذلك المنزل المظلم

ترجل فرنالد  من سيارته رباعيه الدفع  ليعكس الزجاج صورته  كان رجل بنهاية الثلاثين   بنيته الضخمه ومعطفه الاسود فوق بذلته يوحي بالاناقه وعيناه الرماديه الغاضبه ترمق النوافذ والستائر المسدله لذلك المنزل أمامه

سبقه رجاله نحو باب المدخل وقام شايك  حارسه الشخصي بطرق الباب بعنف 
 تقدم فرنالد  وصعد الدرجات  القليلة  إلى المدخل

ثم وقف امام البوابة ينتظر بصمت قبل أن يدق الجرس
وماهي إلا لحظات وفتح الباب
ليظهر  فتى نحيل اشقر بحري العينان معاق  يجلس  على كرسي ذا عجلات 
نظر إليهم يستطلع ثم
ابتسم بلطف وكانه يعتذر لانه تركهم ينتظرون و دعاهم للدخول 

ساله   فرنالد قائلاً (هل جين هنا ؟)وهو يتجاوز الممر الذي يفضي إلى صاله الاستقبال ،كان المنزل من الداخل مرتب ونظيف

(سيعود ابي بعد عشرة دقائق  )حدق به فرنالد بنظرة مرتابه  لم يكن قبل هذه اللحظه يعلم  أن لجين اولاد حتى حين بحث في سجلاته الشخصيه ..

اوماء له موافق حين استطرد الفتى (تستطيعون انتظارة ) واشار  لهم كي يجلسوا

كان رجال فرنالد ينظرون نحو الفتى مستغربين لطافته فهو ليس كالرجل الذي جاؤوا يتتبعون أثره إلى هنا  ، تبادلوا نظرات مرتابة مع سيدهم يتسائلون هل اخطأوا العنوان !

جلس فرنالد على الأريكة دون ان يعير نظراتهم اهتمام ، وهو يتسائل لماذا  جين  يخفي ابنه عن العالم بحيث لايوجد للفتى  اسم في دائرة الشؤون ولا في اي مكان ! هل  يخاف عليه !!ام انه يملك سبب خاص 

استأذنهم  الفتى  ليذهب للمطبخ مبررا أنه يعد العشاء  ، راقبه فرنالد  وهو يبتعد على كرسي ذا عجلات 

كانت المدفاءة موقدة  والصالة شاحبة الاضاءة وهناك روائح شهيه اخذت تنبعث في الجو ميز فرنالد بعضها وهو يتفحص المنزل بنظراته 

كان يعرف جين منذ ايام الجامعة ولكنه لم يعلم انه يملك عائله
لاحظ على  الحائط امامه  صورة   علقت بإطار مذهب تظهر امرأة جميله تحتضن طفل بيديها
لم يستغرق الكثير من الوقت حتى عرفها كانت تدعى نوي ميكايل دكتوره بمجال البرمجيات ذاع صيتها  حين الفت كتاب بالصناعات الذكيه   ثم اختفت عن الانظار

تامل الصوره ساهما وهو يتسائل  كيف التقى بها جين وكيف تزوجها ؟ اسئله كثيره اخذت تدور في ذهنه ولكنه سرعان ما ابعدها عن فكره حين سمع صوت الباب يفتح
لحظات حتى دخل  جين بوجه شاحب لم ينتبه اليهم بسبب الاضاءه الخافته
رمى معطفه على الشماعة وجلس بأرهاق كان يبدوا مغموم
ولكنه حين رفع رأسه وبادلهم النظرات لم يبدو
متفاجأ
وكأنه توقع قدومهم

(لقد خسرت كل شيء اذن ) بادر فرنالد يستفسر وهو يرجع ليتكئ على الكرسي بحركه تنم عن استياء ورغبه بسماع توضيح مقنع  للاسباب 

(نعم ، لقد خسرت  )رد جين ببرود لم يكن يبالي رغم انه تسبب بازهاق ارواح العديد من الاطفال بتجارب غير مرخصه كان يجريها داخل مصنع الادويه الخاص به 

وعندما كشف امره هاهو يخسر كل شيء ،وقد جردته الدوله رخصته الطبيه وصادرت جميع امواله المنقولة وغير المنقولة ،ولسوء حظ فرنالد انه كان يملك نسبه من ذلك المصنع كاستثمار وارتد الامر عليه سلباً بسبب هذه الفضيحه لدرجه تعرض لاتهامات خطيره هددت سمعته كطبيب ولكنه استطاع اثبان برائته 

ولهذا هو هنا يريد ان يعرف مصير امواله واسباب ما حصل ولماذا لم يطلعه جين بالامر 

(لا املك شيء اعطيه لك )استطرد جين قائلاً وكأنه قراء افكاره ورفع راسه ليبادله النظرات بتبجح  واضاف ( ارحل الان )

كان فرنالد هادئ ظاهريا ولكنه من الدخل يغلي فقد كان احد الاطفال الذين قتلهم جين بتجاربه مقرب من احد أصدقائه وهو الان يلاحظ ان جين غير نادم 

في تلك اللحظة عاد الفتى ليتفقدهم  ، نظر اليهم بتهذيب  وهو على كرسيه  المتحرك  ثم نظر نحو والده يستفسر ليعرف من هم الضيوف 

بدت بعض امارات التوتر على جين  ، وهم واقفا بسرعة قائلاً ( عد الى الداخل بسرعة هيا  ) وامسك الكرسي المتحرك وراح يعاتب الصبي بينما يصطحبه للداخل ( لقد اخبرتك اننا  لانتستقبل الغرباء لماذا ادخلتهم )

رؤيته  هذا المنظر أنارت السبيل امام فرنالد  كان موقف عادي ولكنه اعطاه  فرصه كي يرد الضربه 

بينما كان جين يدفع كرسي ابنه ليبعده عن أنظار الموجودين  اعترضه شايك حارس فرنالد الشخصي   ودفعه بعيدا واستحوذ على الفتى الجالس على الكرسي  

شعر الفتى الاشقر بالارباك وهو يرى مايحصل التفت نحو والده  يطمئن عليه حين سمع صوت اصطدام والده بالارض ، لكن جين لم يبقى على الارض كثيراً وسرعان ما عاد للنهوض  واندفع اليه لتحريره  ولكن ذلك الحارس الضخم مايكل  كان له بالمرصاد امسكه وقام بتثبيته  ووضع يديه خلف ظهره ، رعشه طفيفه اخذت تسري بجسد الفتى وهو يرى والده بهذا الحال كلما حاول تحرير نفسه يمسكه الحراس
و

يثبتونه
حتى استنفذوا قوته

(ماهو اسمك ) انتفض جسد الفتى حين شعر بتلك اليد تلامس كتفه كان شاحب الوجه نظر نحو فرنالد  وكان على وشك أن يرد لولا أن أوقفه والده هاتفا

(لاترد عليه )
كان جين بالكاد يتنفس بسبب الإرهاق عندما وجه حديثه نحو فرنالد يرجوه قائلا

(اتركه و شأنه  ... مشكلتك معي ) التفت الفتى نحو والده كان لايعرف ماذا يجب ان يفعل 

ابتسم فرنالد ببرود وهو لا يزال يثبت بصره نحو الفتى  قائلا(سوف اصطحب صغيرك معي كرهن   حتى تسدد الديون المترتبه عليك  )

(انت لن تفعل هذا ) احتج جين وهو يشعر بقله الحيله
ثم أضاف ( أنه

قاطعه فرنالد ( لا تنتظر مني تعاطف ) ومع نهايه جملته تحرك متجه نحو الباب ليغادر
وخلفه شايك الذي وجه ظربه خاطفه للفتى أفقدته وعيه حين حاول أن يترك الكرسي  

ظل جين  ينظر لهم  مغموم وهو يراهم ياخذون ابنه بعيدا
  ، كان الصبي  غائب عن الوعي حين حملوه إلى داخل السياره  

(انه مريض ...ضاعت كلماته بالهواء 
حين تركه مايكل وذهب في اثر سيده

وحل الصمت على جين الذي بقي مصدوم بينما تحركت السيارة أمام عينيه حتى غابت بالأفق    

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro