6

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

.
.
.

.
.
.

هناك أشياء كثيرة لم تكن مفهومه ، لقد نام بعمق وكان مرهق جداً ، من خلال النافذة شبه المغلقه تسربت خيوط من الشمس لتنتشر في الفضاء ،على شكل نور واهن . كانت حجرته هي الوحيده في هذا الجزء من المنزل ، مع ذلك كانت مدعومه بخدمات متكاملة ، اختارها لتكون له مساحته الخاصه بعيدا عن الضجيج هكذا كانت حجته
كان يبتعد عن الجميع بشكل تدريجي

ليست هذه هي المشكله ، فأنا لا اهتم له هو .. إنما بشقيقه التوأم الذي شاهده حين قتل أمام عينيه وكانت هذه هي مأساته
ما حدث له حدث لي ايضا في ذلك الرواق الضيق.. وتوقف  بجانب المقهى ورى دين وهو يتلقى النار من مجهولين  رصاصة استقرت في كتفه قرب عموده الفقري ورصاصه أخرى في رأسه

كان اوجين  بارد لا يبدي انفعالات واضحهه اتجاه اي شيء .
ولكن ذلك المنظر اثر به جدا ، بالكاد تمكنت من السيطره عليه ومنعه من الاقتراب

والان هو غير متقبل لذلك الغريب الذي دخل للمنزل واخذ مكان شقيقه ..
أراه وهو مضطرب وكئيب لقد طلب مني مراقبته . لان والده لم يسمح له بالبقاء

وها هو الان امامي ..مسجى على سريره، شاحب الوجه لا يبدي حركهة
كان يملك نفس ملامح دين ولكنه ليس هو ، له نفس الصوت ولكن ردود أفعاله أكثر اتزان ..

***

الضوء الخافت المنساب من النافذة شبه المغلقة ينعكس على وجهه يوهمني انه يحرك جفنيه المغلقين بسكينه .. اعتقد أنه يرى حلم ما سيء ..

تقدمت سابحه بفضاء الغرفه .. تتلمس طريقها نحو الفتى الغريب ووقفت تنظر له ، كانت مجبره على اطاعه أوامر اوجين فهو الوحيد الذي يراها ..

**

لازلت اذكر المرة الاولى التي رايته فيها ،وقتها كان نحيف البنيه شديد التهيب والخوف مني ،لم استغرب سلوكه فهو يراني مثل شبح ، لا صفه تميزني ولا شكل ثابت ...
طيف غير مادي لا يراني أحد سواه ! كان الجميع يستشعر قوتي بالقدر ذاته ولكنه الوحيد الذي يعرف اني المصدر ، مثل تيارات سريه انجذبت له ورحت اعبر الجدران والاشياء لاكون قربه . وكان يكتفي بالنظر لي بعيونه الخضراء الواسعة دون أن يصرخ أو يطلب المساعده ، كان خائف ولكنه يكتفي بالصمت ! لأنه يعلم ربما أن لا أحد سيستجيب له و لا حتى يقدم له المساعدة ...

كان اوجين في فتره طفولته ضعيف  ،  عزله جده حين اختار دين ليكون الوريث ، أرسل اوجين إلى قريه ريفيه بعيده ، داخل قصر واسع  تسود فيها الظلال ، متكيف مع حجم الأمراض التي تتربص به ، لا يرى من الناس غير مربيته وكان يقضي الاصباح يقراء الكتب ، ثم تصطحبه المربيه إلى الجدول ليرى الأسماك هناك

في كاهوكيا حيث اكتشف وجودي اول مره ،ثم يعود إلى منزله ويقدم له الطعام في غرفته ...
نظام ثابت لا يتغير حتى في الأعياد ، ولكن الاستمرارية ليست من طبيعة الحياة، فقد عاد لمنزل والديه بعد سبعة  أعوام من ذلك ، فقد ماتت المربيه التي تعتني به أو هكذا تم أخباره ،

وهناك طلب أن ينتقل إلى اقدم جناح في المنزل حيث يتجنب الازعاج أيضا
كي لا يثير الشكوك كونه يراني

مع ذلك عرف كل شيء يجري داخل المنزل وخارجه ، كان شديد الملاحظة وأدرك أن شقيقه التوائم  يعاني مشاكل كارثيه ،
فقد استغله بعض الجماعات الغير معروفة وصاروا يبتزونه بسبب سذاجته وصغر سنه وذات مره اجبروه تحت تأثير التهديد بكشف نشاطاته للصحافه ويفضحوه  أن يوقع على سندات اقرار بديون خياليه ...

كانت عينا ذلك الطفل حزينتين ، تراه شارد الذهن شديد التحفظ غالباً
.غير أن والديه لم يكترثا ! لم يلحظا اصلاً رغم أن عيني دين تفقد حيويتها تدريجياً وتزداد عتمه وضياع ، لم ينتبها؟

الأمر الذي جعل اوجين  يأخذ زمام المبادرة و يراقب سلوك شقيقه ليعرف السبب وكنتُ اساعده ..

واخبرته عن تلك المقابلة في ذلك المقهى اخبرته أن دين سيقتل في المساء أيضاً واعلمته أن الأمر سيكون بدوافع تصفية حسابات عالقه

في ذلك اليوم تحديداً كان "كايل" والد التوأمين قد سافر منذ الصباح ليحظر اجتماع ما ، رغم انه بالعاده ينظم اجتماعاته داخل المنزل ، وكان الزوار  سياسيين ورجال أعمال .. واحيانا إرهابيين
كان يدير صفقات معهم لبيع الاسلحه
وهذا ما كان يشغله ..
فهو ليس رحل اعمال عادي ، إنما يعمل في مجال غسيل الأموال ..

**

خرجت من شرودها وعادت تنظر نحو الفتى الغريب حين لاحظت أن
ضربات قلبه تطرق بعنف وعيناه تطرف هناك كوابيس ثقيله تراوده

كان يرى نفسه يجري وسط كثبان من الدخان المتصاعد ، رفقه مجموعه من أصدقاءه .. تذكر أنه هارب ..

هرب بعدما فجر السجن الذي كان يحتجزه ،  لقد كان لديه صديق ساعده حين هرب إليه مواد ليصنع قنبله ويفجر المكان ..

كان يتذكر أجواء التدافع التي حصلت داخل المنشاءه ..كان المهندسين والأطباء من شده الخوف والهلع راحو يتدافعون ، المصاعد توقفت ، كان قد صمم القنبله كي لا تقتل أحد ولكنه راهم يدوسون فوق بعضهم خائفين يريدون النجاه ..

لم يكن اسف على ذلك ،  فهم لطالما عذبوه بتجاربهم الغير انسانيه ...


وقفت الفتاة الشبح نظر له بتمعن ..وهي ترى انكسارات الضوء على جفنيه المغلقين .
كانت تستطيع أن تدخل لدماغه وتكتشف ماذا يرى .. حركت يدها لتلامس جبينه

ولكنه فتح عينيه ونظر إليها محذرا ، تراجعت على الفور

اخذت الاجهزه الموصليه إليه ترسل تنبيهات باستيقاظه ..
فاعتدل جالس  يرتجف و يتنفس بجهد

فما خلفته تلك الذكريات  كان أشد واعمق ، أخذ لحظات يفكر ..

حالة الفوضى عمت الغرفه ، الأطباء والممراضات تزاحموا حول سريره ...عيناه الفاترتين استقرت على كيرا التي وقفت عند الباب تنظر له بقلق 

تذكر أنه نجى . وحصل على فرصه ثانيه
ابتسامته الخافته سرعان ما تلاشت ،حين تذكر تلك الضربات التي تلقاها على وجهه ..
كان يتذكر الالم

الهلع سيطر على الحاضرين حين راوه يحاول أن يغادر سريره
كان يفصل الاسلاك الوريديه
وحين حاول أحدهم منعه .. تلقى ضربه عنيفه منه بحيث  أودت به أرضا كتله واحده

تراجع الأطباء ، و تبادلوا النظرات الخاطفه لبعضهم القلق من المجهول قد حل ابتعدوا عن طريقه  خائفين

هو كرهَ تلك الأحاسيس التي لم تتبدد قط، أنها تتسلق في جوفه أكثر و أكثر ؟ تذكره بكل شيء فهو ليس انسان عادي ، لقد نشاء ليكون سلاح بشري بقوه لامثيل لها . أجريت عليه تجارب ودراسات ليكون كذلك

حرك أحد قدميه بصعوبة وهو يشعر وكأن جسده اكتسب وزن اضافي ، صوت اطلاق النار لا يفارق ذهنه ، صرخات رفاقه بينما يقبض عليهم
الخوف الذي استبد به

أخوه الأكبر  الذي مزق وجهه ثم رماه من أعلى المنحدر
سقوطه المؤلم دون حراك والدماء تغرقه

عيناه الزرقاوين بدوا شاحبتين ، تراجعت كيرا من أمامه  خائفه
وللوهله الاولى شعرت أنها لا تعرفه

كان يريد أن يرحل  مر من جانبها ، ولكن  كايل لم يسمح له حين اقبل  من الجانب الآخر  بعدِ سماع خبر استيقظه ليجده  أمامه شاحب خطواته متعثره  بسبب الضجيج في رأسه .. ، كان ذلك كافي ليدرك أنه استعاد ذاكرته ..

لم يكن يعلم من هوه ولكنه متأكد أن ذكريات  مؤلمه  جدًا..بل واكبر من طاقته الاستيعابية فهي تربك دماغه وهاهو يحاول رفضها
ويحاول الهرب من كل شيء

لم يتوان في تجنب ضربه كان سيوجهها له الفتى ثم امسكه يحاول أن يقوم بتهدئته ، كان كايل واعي لحالته بحيث تمكن من تثبيته وهو
يحمل في كفه حقنه مهدئة قام بغرزها في عنقه

كان الجميع يشاهدون بينما سقط الفتى منهار

انحنى كايل أمامه يبادلها النظرات ببرود قال ( ماعاد هناك خطر يهددك ، انت بأمان )

بدأت عضلات الفتى  ترتخي ويهدأ حين تذكره وتذكر ما حصل بعدما سقط من اعلى الجرف الصخري فوق سيارته

حرك يده بثقل و تمسك بكايل و استجمع شتات صوته يحاول أن يبين له أنه ليس كما يضنه وأنه خطر عليهم ..

ولكنه لم يملك جهد ليقول ذلك كله ..
-( انا .. No_8)

اكتفى بقول ذلك فقط قبل أن يغيب عن الوعي

لم يفهم أحد ما يقصده بينما حمله كايل واعاده لسريره
وضعه عليه ثم
التفت نحو الطبيب قائلا (انصرفوا جميعا ، الفتى تحت رعايتي )

انهى كلماته وهو يتقدم نحو كيرا  حين رآها  مصدومه ، وقد أخذت الدموع تنهمر وتغرق عينيها بصمت ..
فأخذها لصدره احتظنها بقوه كي تعود لرشدها 
(ثقي بي كل شيء سيعود مثل ما كان في السابق ) قال يطمانها

بينما غادر الاطباء المنزل

يتبع .....

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro