p12

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

الظلمة تحيط كل شيء بعدما أطفأت الأنوار في تلك الغرفه ...وهو يحدق بالفراغ بعدما زاره الأرق
بسبب ذلك الصوت الذي استمر يتهادى لسمعه ..
فقد كان ذلك الصبي يبكي في مكان قريب! واصدأ صوته تتردد دون أن يعرف ايدن سبب حزنه
تقلب بصعوبه على السرير ليستقر على جانبه الايمن ...ويواجه الظلمه من جديد
أصبحت الامور أكثر تعقيد فهو لا يعلم لماذا هو دون الجميع قادر على رؤيه الاشباح! والآن يزداد الأمر انحدار مع مراقبتهم له من خلال الكاميرات .عقارب الساعه تشير نحو الثانيه والنصف ، حين انتبه لصوت خطوات قادمه ، فراح يطرق السمع وهو يعتدل بجلسته وعيناه تترصد الباب ، هناك شخص قادم رغم أن
الوقت يقترب من الفجر
صرير الباب تزامن مع وقع خطوات متواترة
لم يحتج ايدن سوى للحظات حتى أدرك انها امراءه ..

دقيقه كامله وقفت وهي تحدق به بتضجر ثم بادرته وهي ممتعضه ( شقيقك يراقبك ويتسائل عن سبب عدم نومك حتى الآن! )

مرر ايدن نظره نحو الكاميرات التي تترصده ثم قال ( اعتقدت انه غادر )

هز ات كتفيها بلآمبلاة ( سالته عن ذلك وقال ، كيف يغادر ويتركك وحدك هنا ! هل يراك طفل ... ) انهت جملتها وهي تتنهد مستائه فيما تمد يدها في جيبها وتخرج محقن ثم اضافت وهي تعود لتنظر له (ثم لماذا لم تنم حتى الآن ) واقتربت لتمسك يده وتدخل طرف الابره برسغه
عقد ايدن حاجبيه قليلا وهو ينظر لها متسائل ما خطبها تتهجم عليه منذ راته .

فعادت تنظر له حين رات صمته يطول ..قائلة ( مهما كان السبب ..هذه الابره ستجعلك تمام ..)
خفض ايدن رأسه وهو يدلك يده وقد بدت عيناه ضبابيه تحت خصلات شعره المتهدله

انسحبت الممرضه باتجاه الباب ثم توقفت قبل أن تفتح الباب وعادت تنظر له بتمعن قائلة
( اخبرني كواتر انك تتمتع بمواهب فريده )

احتاج ايدن لدقيقه حتى تذكر ذلك الفتى صاحب العينان الغامضتين الذي التقاه حين زار الحديقه المهجورة قبل عدة أيام

ثم عاد حدق بوجهها (أنتم تعرفون بعضكم ) سألها مستفسراً

- ( نحن نعمل بنفس المجال ) أجابت وهي تفتح الباب وتختفي خلفه ...
ظل ايدن يحدق باثرها وهو يحاول أن يفهم ما تعنيه
..
حتى تسلل النوم لعينيه وخطف وعيه ليرسله إلى عالم الاحلام ..التي تتغلغلها الكوابيس ..
فقد كان يرى أشباح الأطفال وهم يرقصون حول جثث أفراد أسرته ...الحقيقه كان هذا أسوء ما يتخيله لذلك صار ينعكس عليه كثيرا

كان ايون يراقبه ولاحظ عدم الاستقرار الذي يعانيه أثناء نومه ...

بعد عدة ساعات ...
كانت سلاسل الشمس تتمدد من خلال النافذه لتنعكس على البلاط
وتطرق أبواب عينيه لتنتزعه من سباته الثقيل ...عقارب الساعه تشير نحو التاسعه والنصف حين افاق وراح يدعك جبينه يحاول التخلص من بقايا النوم .
قبل ان يعتدل بكسل وهو يشعر بصداع حاد ..فقد شهد أسوء ليلة بحياته لاحقته فيها الكوابيس دون هوادة ...كما ولا يزال يسمع صوت بكاء ذلك الصبي ، وزياره تلك الممرضه له ايقظت في صدره شكوك لا تنحسر، فهو لا يعلم ما ان كان مراقب من قبل اشخاص لا يعرفهم ، وأن كان ذلك ..فمن هم ولماذا

هل الامر له علاقه بحادث سقوط الطائرة الذي وقع له قبل عدة سنوات؟
اخذت الاسئله تعصف برأسه وتصيبه بالدوار

لينتشله صوت فتح الباب ...من ماهو فيه
فرفع رأسه يستطلع ليرى احد الممرضين يدخل وهو يحمل له صينيه الافطار ...

( الطبيب ينتظرك بعدما تنهي طعامك ) بادره وهو يضعها أمامه

اومأ له موافق وهم بالنهوض متجه نحو دورة المياه قام ياخذ حمام دافئ ثم ارتدى ثيابه وغادر
ليفاجئ بشبح الصبي جالس تحت العتمة وقطرات المياه تتساقط من جسده
شعر ايدن أن صوت البكاء الذي كان يسمعه كان مصدره حمام غرفته طوال الوقت

( هل انت بخير ) سأله بعدما وزع نظراته بالارجاء وتأكد ان لا كاميرات داخل الحمام
لم يبدي الصبي اي حركه ...
انحنى ايدن أمامه وهو ينظر له ...
قائلا ( انت تفهم ما اقول ل...
لم ينهي ايدن ما تبقى من جملته حتى شعر بيد الصبي تلامس يده
لتندفع امام عينيه صوره لسياره تتحرك وسط الظلام بسرعه عالية و تنزلق من ارتفاع شاهق ويبتلعها البحر

انتفض مفزوعا بعد ما آفاق من تلك الرؤيه ليرى الصبي قد اختفى تاركا بركة من المياه حيث كان يقف

شعر ايدن انه يريد منه ان يعثر على جثته ..
كان قد رأى ذلك المكان الذي وقعت منه السياره في احد الكتب ولكن الاسم لا يستحظرة

مرر يده على رأسه وهو يشعر بالألم يفتك برأسه...
وفتح الباب ليرى ايون أمامه...يحدق به ساهماً

فرمقه ايدن بنظره خاطفه وهو يتجه ليجلس على طرف السرير ويرتدي حذائه

ابتسم ايون برفق يحاول أن يستوعبه قائلا ( أرى انك بمزاج سيء ...ولن أسالك عن السبب فقد رأيت أن ليلتك بالأمس كانت فظيعة )

سدد له ايدن نظره مشحونه وهو يشعر بالاستفزاز ...

-( بحقك ...اهدأ قليلا وأخبرني ما بك )

رمى ايدن بالمنشفه بعدما جفف شعره قائلا ( انت لا تفهم شيء )

اعتدل ايون بوقفته وهو ينظر له بشكل نافذ قائلا
( مالذي لا افهمه ...اخبرني )

مرر له ايدن نظره جانبيه وكاد يفقد اعصابه ويخبره انه منذ تعرض لذلك الحادث صار يرى الاشباح والشياطين ..

ولكنه كبح نفسه في آخر لحظه ولزم السكوت

حدق به ايون بعينان ثاقبتين حين طال صمته فيما يستقيم بوقفته ليظهر طول قامته ...
ثم قال ( انت لا تثق في )

صرف ايدن بنظره عنه ولم يجب فهو فعلا ً لا يثق به بل ويخشاه احيانا فهو اختلف علية بعد موت والديهم ...وصار يميل إلى العنف اتجاهه

فاستطرد ايون وهو يحشر يديه بجيبي معطفه ( هل اخبرتك ان جميع أفراد الأسرة يتفقون على ان تصرفاتك غريبه بالفتره الاخيره ...
حتى العم بلاثيوس نوه لي بذلك عدة مرات ...كما وان جدي صار يقصيك من كل اللقاءات الاجتماعيه للعائله لانه خائف على سمعه العائله منك ...اما انا فاخاف عليهم منك ...انت تقلقني )

تطلع به ايدن بنظره مشحونه قائلا ( مالذي تريده مني )

-( اريد ان أعلم كيف مات ركاب الطائرة بذلك اليوم )

-(الطائره وقعت ...)

ضحك ايون بسخريه ( بربك...الركاب كانوا ميتين قبل وقوع الطائره )

تبدى الفتور على وجه ايدن وهو ينظر له مصدوماً

انحنى ايون فوق رأسه وأضاف( دعنا من ذلك ...انت كنت تحتضر ، ولدي وثائق تثبت انك كنت بعداد الموتى بسبب مرضك...كيف نجوت .)

حفظ ايدن رأسه وقد المت به رعشه طفيفه واظلمت عيناه شده الهوان ...كان لا يملك اجابه وذاكرته لا تسعفه...

تراجع ايون وهو ينظر له بعدما انتبه لنفسه ...
( على اي حال انت ستبقى محل شك حتى اتاكد من براتك )
قال ذلك وهو ينسحب ويغادر

****
نصف ساعه مرت وايدن لا يجيب ..كان يكتفي بالنظر للطبيب الذي كان رجل هادئ يرتدي قميص رمادي مع بنطال اسود ..متزن السلوك ومعتدل القوام يضع حول عنقه شال اسود
وفي عينيه حزن دفين يحاول إخفائه بتلك النظاره ذات العدسات السميكه..

فوق مكتبه رصفت مجموعه من السجلات ..
بالاضافه لصوره عائلية شغلت اهتمام ايدن... كانت لصبي صغير يرسم ابتسامه ودوده وهو يحتظن والدته ...

كان ذاته الشبح الذي راه يبكي بالحمام صباح اليوم !!

سكت الطبيب حين لاحظ أن ايدن لا ينظر له بل إلى صوره ابنه وزوجته التي نسيها على الطاوله

فاتكئ الى الخلف وأخذ الصوره وضعها في الجرار واغلقه
( هل هو ابنك..) بادر ايدن اخيرا
فنقل الطبيب نظراته نحوه قال ( صحيح ...
ولم يكمل لان ايدن قاطعه ( كيف توفي )
كان صوته الرصين لا يسمح بالشك او الجدل

توسعت عيني الطبيب بذهول بينما ايدن يرمقه ببرود

لحظات من الصمت نهض خلالها الطبيب وقام بفتح النافذه ليستنشق بعض الهواء
ثم عاد ليرمي نظرات متحريه نحو ايدن قال ( لننسى ذلك ونعود لموضوعنا )

-( هذا هو موضوعنا... انا ارى الاشباح منذ وقع ذللك الحادث ) أجاب باستسلام وهو يعلم أن ايون يراقبه من خلف ذلك الحاجز المعتم الذي يفصل الغرفه عن الغرفه المجاورة

لم يتوقع الطبيب سماع تلك الاجابه لان ابنه ضائع منذ ثلاثه أعوام وقد كان على أمل بأن يجده ذات يوم

بلع ريقه بصعوبه حين حدد ايدن قائلا وهو ينظر له ( كان بسياره نوع هونداي عندما وقع في الخليج من جانب المنحدر .. )

نهض الطبيب منتفضا وهو يشعر ان نظرات ايدن تخترقه ...فقد كانت سيارة زوجته من نوع هونداي...

كانت تلك الممرضه تراقب بصمت

يتبع ...
.
.
.
.





Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro