عندما يمتلئ العالم بالظلام وتتبدد الاحلام لتضحى سراب ينتظر التلاشي البطئ، تدوي نبضات القلوب الخافقه في ارجاء المكان الشاسع، أعلى وأسرع مع كل نبضة تتردد لتطرش الآذان عن السمع


عندما يتوقف العالم عن فهم مايلوج في الصدر و تجوب الخيالات و الاشباح التفكير فتعمى العيون عن رؤية الحقيقه، فلا تعود قادرةً إلا على إبصار كل ماهو شفافٍ وغير مرئي لا وجود ولا قيمة له تغدو الحياة خالية


تتسلل الأفكار السوداء للعروق محولةً حمار الدم لسوادٍ فاحم ثخنٍ لايكاد يسري في العروق، يتخثر فيتكتل فتضيق به العروق وأخيراً تتفتق مسربة الدم الملوث لباقي الجسد المتجمد


تتحجر الأطراف ويسقط الجسد أرضاً


تتسارع النبضات، و تزداد الونات، لايكاد الصوت يسمع ولا الآهات تنفع. تجمع السواد المحيط على سواد القلب الذي سرعان ما توقف عن النبض فور إفلات الجسد للروح


لم يتبق سوى صدى النبضة الاخيرة الباكية المترجية يتردد في الظلام ليذكر بقصة من سلم روحه لسواد الظلام الحالك فمات فيه بارداً وحيداً