الفصل الخامس

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

لم يذهب(يحيى)إلى بيته بل قرر الذهاب إلى كورنيش النيل حتى يصفي ذهنه فهذا هو مكانه المعتاد الذي يفر إليه ليفكر بصفاء بعد الجامعة إذا واجهته مشكلة أو شيء ما حتى يصل إلى قرار صائب ،زفر بقوة عندما وقف عند حافة السور الحديدي الذي يطل على النيل وتذكر شجاره مع(ليلى)تلك العنيدة المندفعة ولكنه سيريها رد فعله اليوم ،ملأ رئتيه بالهواء المشبع برائحة النيل حتى زفره دفعة واحدة ليتذكر صعوبة والدته وإلحاحها الشديد عليه بخطبة(لمار)ابنة خالته(شيرين) هي ليست بالسيئة ولكنها تحب التظاهر بالرقة الزائدة أما(ليلى)وعلت شفتيه بسمة ظهرت لا إراديًا عند تذكره لها ،هي رقيقة في الوقت المناسب ومندفعة وخشنة أيضًا في الوقت المناسب بكل بساطة هي ليلاه...
قاطعه شعور بيد توضع في جيبه الجانبي لبنطاله حتى التفت ليجد أنها فتاة بسيطة في ملابسها ولكنها ليست سيئة وتركته وهي تضع حافظة نقوده بحقيبتها وتكمل سرقتها من باقي الثنائيات الذين يهيمون عشقًا في بعضهما البعض. راقبها(يحيى)وهو يعلم أنها سلبته حافظته ولكن ها هو مشروعه، ضحك وهو يراقب اللصة حتى أكملت سرقاتها وعبرت الطريق لتذهب للجهة الأخرى.
ابتسم(يحيى)بخبث وهو يعبر الطريق متتبعًا إياها حتى وجدها تدلف إلى طريق جانبي ضيق.
تفاجأت الفتاة بيد توضع على كتفها مع صوت رجولي خشن:
-طلعي اللي معاكي أحسنلك.
التفتت شاهقة بفزع لترى أنه(يحيى)مكشر عن أنيابه حتى هتفت وصوتها المهتز يحاول الثبات محتضنه حقيبتها:
-أط...أطلع إيه حضرتك؟إنتَ مين؟
تظاهر(يحيى)بالجدية وهو يزمجر:
-وبعدين بقى؟ بقولك مش عايز شوشره يا بت إنتي؟وطلعي اللي معاكي أحسنلك.
فتحت الفتاة حقيبتها حتى أخذها منها عنوة وهو ينظر إلى ما بداخلها:
-وريني.
نظرت الفتاة إليه بجزع وهي تراقب تفرسه في حقيبتها حتى أخرج حافظته من بين بقية المسروقات، رفع حدقتيه إليها بسخرية:
-أنا سبتك تسرقيني بمزاجي وشفتك و انتي بتسرقي الحَبيبة في الكورنيش محافظهم ،حقيقي مشفتش حد جرئ كده.
ازدردت(فُله)ريقها بصعوبة وقد أدركت أن هذا الشاب المتمثل أمامها هو ضابط بالتأكيد، حتى أخرجها من تفكيرها صوته وهو يهتف فيها بغضب:
-إسمك إيه؟
تلجلجت(فُله):
-(فُله)يا بيه.
زمجر(يحيى)مرة أخرى:
-هنهزر(فُله)ايه أنا بسأل على اسمك الحقيقي؟ مش اسم الدلع؟
نطقت بسرعة وقد اعتصر القلق قلبها:
-(فيروز)يا باشا.
وجد(يحيى)اسمها بالبطاقة بالفعل كما قالت حتى ابتسم وتغيرت ملامحه:
-طب يا(فيروز)ليه عملتي كده؟
دُهشت(فُله)لتحول(يحيى)من شخص شرس إلى هذا الذي تراه أمامها
ولم تنطق وهي تتأمل ملامحه حتى تنبأت أنه لن يتحول للشخص السابق
ونطقت باصطناع وحزن:
-قسمتي يا بيه أنا بجري على إخواتي اليتامى و أمي عندها سرطان في القلب وأبويا بيغسل الكلى...
أجفل(يحيى)وهو يستمع للامعقول الذي تتفوه به هذه الفتاة وردد وهو يرفع حاجبًا:
-سرطان في القلب مين يا ماما؟
ده مرض جديد؟
أدركت(فُله)ما تفوهت به من حماقة حتى رددت مصححة:
-قصدي في الدم.
ثم هتفت بمسكنه مبرره وهي تشير إلى ذاتها:
-من غلبي يا بيه وتعبي.
أشار إليها بكفه علامة الاكتفاء:
-إصبري بس وإخواتك يتامى و أبوكي و أمك عايشين إزاي؟
صمتت(فُله)وأدركت للمرة الثانية أنها تفوهت بهُراء آخر اقترب منها(يحيى)بتعجب وحاجبيه يرتفعان حتى شعرت أنهما التصقا بمنبت شعره:
-انتي الكدب بيجري في دمك يا بنتي؟ بالعة حبوب كدب على الريق.
انسابت دموعها وهي تعلم أنه أول شخص قابلته منذ نعومة أظفارها يشعر بأنها سرقته، فهي لم يُقبض عليها مرة واحدة في حياتها لخفة يدها ولكن كيف شعر هذا الضابط بيدها وهي تستل حافظته؟
(يحيى)برغم أن قلبه قد رق ولكن عليه أن يعلم ما سر هذه الفتاة؟ ولما التمس فيها أنها مرت بظروف عصيبة؟ هل هذا يعود إلى ما يدرسه أم شعور داخلي؟
زفر(يحيى)وتأمل قسماتها حتى نظر في عينيها مباشرة وسألها فجأة:
-جعانة؟
تراجعت(فُله)خطوتين للخلف بدهشة ظهرت جليه على تقاسيم وجهها ظنًا منها أنه سيأخذها لقسم الشرطة وليس لمطعم والعجيب أنها كانت جائعة وبشدة، حتى رددت بتيه:
-ها؟
كرر(يحيى)ما قاله وكادت ضحكة تنفلت من بين شفتيه:
-بقولك جعانه؟
أومأت برأسها دون أن تنبس ببنت شفه...
بعد عدة دقائق جلسا مقابل بعضهما البعض والمنضدة الحديدية تتوسطهما على رصيف مقابل لمطعم مشويات، فلقد أراد(يحيى)أن يطعمها جيدًا برغم أن المال الذي بحوزته ليس كثيرًا ولكن عليه أن يفعل هذا حتى يسير مشروعه وآهٍه لو علمت(ليلى)بما يفعله وجلوسه مع فتاة بمفردهما ستقضي عليه بالطبع.
قاطعه إتيان النادل عليه بما يطلباه حتى أخبره بما يريداه وهو يعلم أنها ستحبذ اختياره بالطبع وهو يطبق مقولة مأثورة "اطعم الفوم تستحي العين"
حتى يستطيع فعل ما يخطط له.
نظر إليها وجدها تراقبه بشرود وكأنها تتعجب من أفعاله الغريبة والغير منطقية فكيف يصرخ عليها في بادئ الأمر وكأنه سيفتك بها؟ ثم يتحول لشخص هادئ مبتسم إنما ببعض الحزم ويريد إطعامها أيضًا.
سألها(يحيى)ليخرجها من تساؤلاتها:
-قوليلي يا(فُله)ليه بتسرقي؟
هزت(فُله)رأسها بتعجب أكثر:
-أنا مش فاهماك يا باشا؟ هو إنتَ هتوديني القسم بعد ما تأكلني؟ ولا ناوي على إيه؟ يباشا أنا بت غلبانه ومتمرمطه مرمطة السنين.
ظهرت دهشة جليه على وجه(يحيى)ولكنها لثانية لأنه لم يعلم بظنها كونه ضابط ولكن لما لا؟ فهذه نقطة ستفيده أكثر في مخططه الدراسي.
عاد(يحيى)لعقد حاجبيه بحزم حتى يمثل المهنة جيدًا وتقدم بطرف المقعد مشبك أصابعه أمامه على المنضدة:
-شوفي يا(فُله)أنا هديكي فرصة عمرك ولا هوديكي للقسم ولا أي حاجه من دي.
انفرجت أساريرها وتنهدت براحة ولكن لم تكتمل تنهيدتها بعدما أعقب جملته وهو يرفع سبابته:
-بس بشرط.
هزت(فُله)رأسها مستفسرة بقلب منقبض:
-إيه يا باشا؟
ابتسم(يحيى)بهدوء:
-تحكيلي حكايتك أنا شفت في بطاقتك إنك خريجة تجارة القاهرة يعني متعلمة تعليم عالي.
ابتسمت(فُله)بمرارة وقالت وهي تنظر للأسفل:
-شرطك غريب يا باشا. بس هقولك على اللي انتَ عايزه...الحكاية إني...
جاء النادل على قولها وهو يضع الأطباق الشهية والأدخنة تلتوي على أسطحها مداعبة أنفها، بدأت تتراقص معدتها لأنها ستنال من هذه المأكولات الشهية.
ابتسم(يحيى)بحنو وقال وهو يشير إلى الأطباق:
-طب كُ
لي الأول وبعدين إحكيلي.
لم تترك فرصة للرد بل أخذت تأكل بشهية مفتوحة و(يحيى)تبسم بهدوء وهو يشعر من داخله بشفقه على حالها...
************

"يا حاج شيل راسك من على كتفي الله لا يسيئك"
قالها(مؤمن)بحنق في احدى المواصلات التي يطلق عليها "ميكروباص" ناظرًا إلى رأس الرجل الملقاة بكل أريحية على كتفه وهو يطلق شخيرًا حتى أفاق بقلق وخرج صوته مبحوح بعض الشيء وهو يرفع رأسه:
-جت سيدي بشر؟
ضغط(مؤمن)على أسنانه بعد أن مسح وجههُ بكفه:
-لأ لسه يا حاج المحطه لسه مجتش.
أعاد الرجل رأسه على كتف(مؤمن)ليكمل قيلولته.
توقف السائق لتركب سيدة مرتدية عباءة سوداء حاملة حقائب وحقيبة قماشية مغلق عليها بعض الشيء بها دجاجة حية مصدره صوت مزعج
ومن حظ(مؤمن) العاثر أن تلك السيدة جلست بجانبه ووضعت الحقيبة التي بها دجاجتها بينهما.
زفر(مؤمن)للمرة العاشرة ونظر للسيدة شذرًا ومازال هناك سيمفونية تتخلل أُذنه من الشخير المتواصل صادرة من الجهة الأخرى.
نظر إلى ساعته حتى لا يفتك بالثنائي الذي يتوسطهما ووجدها تشير إلى الخامسة والنصف عصرًا...
شرد بعض الشيء في زيارته وفي الشخص الذي سيراه بعد قليل، إنها زيارة ثقيلة على قلبه ولكن لا مفر منها واجب عليه أن يفعلها مهما طال الزمان.
قطع شروده بصوت يعلمه:
-جت سيدي بشر؟
التفت(مؤمن)إليه وقد احمرت عيناه:
-مجتش يا حاج وأصحى كده.
تثاءب الرجل وعادت رأسه لكتف(مؤمن)الذي هتف بجنون:
-لأ كتفي مش مخده، حط راسك على الشباك وحل عني.
وجد السيدة التي بجانبه تهتف بصوت رفيع مزعج كدجاجتها:
-جرى ايه يا خويا مالك نافش ريشك علينا كده ليه؟ ما تسيب الحاج يريح. إنتَ زي ابنه.

التفت(مؤمن)إليها بعصبية مشيرًا إليها:
-إنتي بالذات متتكلميش خالص بفرختك دي؟ و حطاها جنبي كمان أروح منك فين و لا من المشخراتي اللي جنبي ده؟
اعترضت السيدة وهي تعدل وشاحها الزهري:
-الشنطة حطاها محرم بيني و بينك بدل التحرش.
ضحك(مؤمن)بسخرية:
-تحرش؟ هاأو أتحرش بيكي ليه ياما اتحولت؟ و لا يمكن طمعان بسبب فرختك.
علت همهمات باقي الركاب اعتراضًا على قول(مؤمن)بأن عليه التحمل وأنهم أخوة ويجب تحمل أحدهم الآخر.
لم يحتمل(أوسكار)ما حدث حتى هتف فجأة بعصبية شديدة:
-وقف ياسطا هنا.
توقف السائق راميًا كلماته:
-لما أنتوا مش أد المشروع بتركبوه ليه؟
ترجل(مؤمن)من المواصلات متأففًا يعدل قميصه وينفض بنطاله كما لم يغيب عن أذنيه سب السيدة صاحبة الدجاجة المزعجة من النافذة.
اعتدل(مؤمن)في وقفته ثم تمشى قليلًا حتى جلس على السور الحجري المطل على البحر، فكر قليلًا بعد أن صفي ذهنه ومع تلاطم أمواج البحر التي ساعدته قليلًا في اتخاذ قراره وهو يقوم متجه للجهة الأخرى من الطريق وقام بشراء بعض الطعام من "الحاتي" ثم دخل إلى زقاق ورأى بناية قديمة متهالكة بعض الشيء تتوسط الزقاق دخلها ثم أخذ شهيق وهو يصعد درجاتها بتأني مغمغمًا:
-طالما وصلت هنا يبقى لازم تكمل اللي بتعمله.
بدأت أنفاسه تتقطع بعض الشيء عند الطابق الثالث نظرًا لارتفاع درجات السُلم نفسه، توقف جانبًا وهو ينظر للأعلى ليرى أن الطابق الرابع سيصبح متاحًا عما قريب. وأخيرًا وصل للطابق الرابع متوقف أمام باب المنزل ليرفع كفه ويطرق بيده، نظر إلى زر الجرس جانبًا بسخرية بالطبع صاحب المنزل هذا لن يصلحه أبدًا فهذه من شيمه، سمع خطوات زاحفة بعض الشيء تقترب خلف الباب مقترنه بصوت رجولي يهتف بغضب ولسان متثاقل:
-ربنا ييـ...اخدك يييالي بتخبط.
فُتح باب المنزل مع عقد حاجبي(مؤمن)لسماعه لهذه الجملة وأعقبها بسخرية:
-بتدعي على ابنك؟

تراجع الرجل للخلف وفرك عينيه بتثاقل أكثر:
-م مين؟ (مؤمن)؟
ثم احتضنه بقوة عندما انجلت الرؤية لديه وهو يهتف بنفس التثاقل:
-يـ..يا حبيبي يـ..يا(مؤمن).
اشتم(مؤمن)رائحة الخمر المنبعثة من أنفاس والده، لحيته التي لم يشذبها ورائحته العفنة وكأنه لم يقارب الحموم مدة أسبوع كامل.
أرجعه(مؤمن)للخلف بهدوء ونظر إليه موضحًا:
-(أوسكار)مش(مؤمن).
بدأت أثار الخمر تتلاشى وصُدم من قسوة عيني ولده وتعامله البارد معه، جلس على كرسيه الخشبي بترنح خفيف وصمت.
زفر(مؤمن)بضيق من فعله هذا حتى رفع الحقائب البلاستيكية على المنضدة الخشبية الوحيدة وحاول جعل صوته لين بعض الشيء:
-أنا جبتلك شوية أكل و حاجات.
رفع والده رأسه إليه وحدق بعمق في ملامح وجهُ وبحنو بالغ:
-تُشكر يا بني.

نظر(مؤمن)إلى المشتريات وحملها متجه إلى المطبخ بتهرب جلي:
-أكيد متغدتش؟
هز والده رأسه بحزن:
-لأ.
فتح(مؤمن)المبرد ليضع بعض الأشياء التي اشتراها:
-تمام هعملك غدا و ناكل سوا.
تنهد والده بحرقة وهو يهمس ألمًا:
-أنا اللي ضيعتهم بإيدي؟ أنا السبب في كل ده.
سمع(مؤمن)همهماته وهو يقطع الخضروات .سحب بعصبية طبق من الأطباق الزجاجية ليرميها أرضًا بكل غضب، تناثر الزجاج في كل صوب حتى قام والده بفزع وكأنه أفاق من ترنحه ليقول بفزع:
-(مؤمن)انت كويس يابني؟
وجد(مؤمن)ينظر بغضب إلى فتات الزجاج ثم نظر إليه بعينين كالجمر مشيرًا إليه:
-متقولش(مؤمن)؟

ثم أكمل وهو يقترب منه مشيرًا إلى ذاته ونبرته تحمل كل معاني الألم:
-(مؤمن)مات بسببك انتَ.
ثم أشار إلى ندبته الطولية التي تصل إلى عنقه ليوضح بصوت خشن:
-الندبة دي انت السبب فيها؟
ثم أزاح ما بجانبه من أطباق لتنكسر صارخًا بجنون:
-البيت كله هديته انتَ.
ارتعش والده وهو يتراجع و(مؤمن)اقترب منه في خطوة حتى أصبح ملاصقًا له وبعدها أمسكه من كتفه بقوة ليسأله بصوت مخيف:
-زعلان ليه يا أبويا؟ زعلان على البيت اللي هديته بإيدك؟ زعلان على أمي اللي ماتت متحسرة بسبب اللي كنت هتعمله في أختي(سارة)واللي عملته فيه؟
صمت ليصرخ فجأة في وجههُ:
-ندمان على اللي عملته يا(عوض)يا(سُكري)؟
أجهش(عوض)بالبكاء وهو يمسك كف(مؤمن)ليقبلها بندم:
-حقك عليه يا بني؟ سامحني الله يرضى عليك. أنا مش عارف أعيش من بعدكم.

أبعده(مؤمن)بكل برود متراجعًا:
-متحاولش أنا لا يمكن أسامحك.
ثم رفع ناظره للأعلى:
-المهم ربنا يسامحك على اللي عملته و اللي كنت بتعمله.
أشار إليه(عوض)ليسأله بتعجب وهو يعود ليجلس على المقعد بوهن:
-انت ليه قلبك قاسي كده عليه؟ أنا أبوك يا(مؤمن)؟
انفعل(مؤمن)أكثر:
-ما قلتلك(مؤمن)مات و راح خلاص. متعملش فيها الراجل العجوز اللي ندم على أفعاله و تصرفاته و انت لسه الخمرة في هدومك و نفسك؟
ثم قال بتقزز:
-نفسي مرة أجيلك و أشوف ريحتك مفيهاش الأرف ده.
أكملها مشيرًا إليه بضيق:
-لو ندمان صحيح بطلها.
فتح باب المنزل معقبًا:
-أنا هنده(أم بهيرة)تنضف اللي حصل ده.
ثم أشار لداخل المطبخ:
-و ابقى أكل نفسك. أهو شوية كباب وكفته عندك يرُموك.
ثم صمت هنيهًا وأعقبها بتمني يائس انجلي في حدقتيه الزرقاء:
- أتمنى لما آجي تاني تكون بطلت.
انسابت الدموع من حدقتي(عوض)حتى أُغرقت أطراف لحيته البيضاء نادمًا على ما فعلته يداه في الماضي ليرى نظرة الخزي التي تخترقه من عيني ولده الوحيد.
قاطعه صوت (أم بهيرة) وهي تهتف ضاربة على صدرها مستنكرة:
-أحييه...ايه ده يا(عوض)هو كان فيه خناقة هنا؟
ووضعت يدها بجيب عباءتها لتطمئن على المبلغ الذي أعطاها اياه(مؤمن):
-ابنك(مؤمن)طلب مني أطلع وأنضف البيت.
قام(عوض)ودلف إلى غرفته ليغلقه خلفه بحزن حتى مصمصت(أم بهيرة)شفتيها:
-ايه الراجل ده؟

ثم شمرت عن ساعديها بفرح:
-يلا أنا مالي.
ثم أخذت تهز خصرها وصدرها معًا:
-المهم معايا اللي يهشتكني و يبشتكني.
************

فصل انهارده فيه تفاصيل أهو 😁
فوت و كومنتس منتظراكم ❤️❤️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro