لَعنَہ الْسٓاحِرْ +١٨ 《 إِعتِق وَهماً! 》

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

شَيطآنْ ديٓابلو

آرمينيوس
•الفَصلْ الأوَل والأَخير!


°,تَحذير:

القِصة التي سَتُكتَب مِن واقِع أَليم، لعلهُ سيحصُل في يَومٍ ما لَكِن، هَذا لا يَعني أنَها تمُّد لِهذا المُنجَز بِأيَ صِلةٍ ورَبطٍ!! وأُضِف إلی ذالكَ التَفاصيلْ! والتي سَتكون إستثنائية عَن غَيرِها، وغَير الكَثير مِن هُراء هَذا الموقِع.

كَ التعمُق والغَل في خَطی مَراحِل السِحرِ الأسودِ.

المَشاهِد الدٓامِية المُرتاعة!

هَذبَ الأَلفاظ الفاسِقة..

بِالأيجاز الحَدِق
والإِختصار المُفيد:

" إن كُنتَ/ي مِن أَقلْ "
إلی أدنی سِنِّ الثامِنة عَشر
فَ آمُل أن لا تَقرأ/ي هَذِه القِصة

والَتي هيَ لَيستْ بِلَطيفة فِعلياً.

أمّا إن كُنت/ي مِن أرْقی إلی أعلی
سِنِّ الثامِنة عَشر لا بأسْ فَ بِهذهِ
الحالة أنا أعترِف أنَني أَشتَبِه بِكَ/ي الظَن!

لأنَك/ي وبالتأكيد رأيتِ الكَثير مِن الجُرمِ والإنحِلالْ!

قِراءة هَنِيئَة•
أحتاجُ للتَركيز حَتى لا تهزِمنى الكَلِمات
وأنتَ كذالِك ماذا تَنتَظِر.

__________

"سَمِعتُ صَوتاً هاتِفاً في السِحرِ نَادى"
مِنَ الْغيْبِ غَفآةُ البَشرْ
هَبّوا أملأوا كَأسْ الْمُنى، قَبل أن تَفعم
كَأسْ العُمر كفّ القَدرُ.

____
_
___

__

____
_
___

__

أوروبا الغَربِية
روسيا البَيضاء

٢٠٢١ في الثالِث عَشر مِن يَنايِر.

٣:٥٠ صَباحاً.

____

" ما اللَعنة التي حَلَّت عَلَيكَ نامجون ها؟ "

أولادُك في الغُرفة يَسمعوننَا، دائِماً دائِماً! مِراراً وتَكراراً
تحدُث بَيننا نِزاعات وغدَ سَخيفة لا حلَّ لَها ولا خَلاصَ
مِنها. هَل أنتَ بِخير؟ هَل ذِهُنكَ ما زالَ معَك ويَعمل؟

وُجِدَت مِنَ العَدمِ واقِفة حِيالَ زوجِها، وبِعيناها ذاتَ لونِ أزرقَ السَماء الصافي، تَصرُخ بِعَجِّ نَعقٍ وغضَب إلی طوِلِها
الكَفِئ والغَير مُلائِم لِطولِ قَرينَها البَتة تَنتَظِر جَواباً والرَعشة البارِدة الآَلِمة أنهَكت جُثمانَ بَدَنِها الذي خُلِقَ بِلونِ الحِنطِ الباهِت. تَبدوا مُرهقة وذاتِ ذاك الإرهاق

والمَشقة والإِغياء الثَقيل، جَعلَ مِن زينِ خُصلاتِها بِلونِ غلاء الذهبِ تَنطفِئ و تتخلی عَن سطوعِها وسطوع لَمعان وضوحِها، بِغَض النظَر عَن إرهاقِها وتعبها لم تَبدو شِفاهِها الرَفيعة بِخير فَهيَ باتت تَفتَقِر للتَقبيل كَذالِك!
____

،٫ هَ دَعيهُم يَسمعون، وَ متی كُنّا بِخير أساساً ٫٬

إن كانت لَعنة أو إن لم تكُن لَعنة إن كانَ حَسد
أو إن لَم يكُن قَد تَعبت مِنكِ ومن مَشاكِلك المُنقَصة

حَقاً قَد عَجِزت!

لَم يَكُن كُرهاً بَلْ كانَ حُباً قد عَجِز عَن أن يُعَبِر عَن نَفسِه هُما أحبّا بَعضهُما بِطريقة مَعوجه... لِدَرجة

لِدَرجة كَبيرة وحّدٍ عَويل

بَلْ لِدرجة غيرة ساحِر وتِلك الغِيرة لَم تكُن كَأي غيرة

فقط لَم تكُن لِأنّ الساحِر ساحِر، و نحنُ لَم نَجهل سِحرَ
الغَضبِ يَوماً، فَكيفَ سَيكون سِحر العاشِق المُحب؟

وَ يَأتي وَقت حَرِج عِندما يَكون الغَضب فَقط هوَ الحُب
_____

....

قَد إنصرفَ مِن أمامِها بِقلة حيلة يائسة وَ مُنفعِلة

لِيجلِس المَدعوا بِ "نامجون" زَوجها علی تِرك الأريكة الحَريرية الفاخِرة ذات طابِع بيوت الأَكواخ الهادِئة.

وَمِن طولِه المُهتاب قد أخفضَ ساقِطاً بِصمت.

مُتَنِهداً ومِن ثغره قد طَردَ أنفاسهُ المُتعصبة
ومِن عيناه ذات نظرة التِنين الثاقِبة قد نزعَ النور مِن ضيائِها بِسبب إغلاقِه لِرَصينَ أسودِ العَنقاءِ الواضِح.

لِيُحرك كِلتا إصبَعاه السَبابة وَ الوُسطی بِإتجاهِ رأسِه
مُندَفِعاً بِضَغطِه وكأنَ إِدراكَ باطِنه قد آلمهُ لِقُربة مَنصِبة.

قائِلاً بنبرةٍ حادة وناهِية لكُلِّ مهزَلةٍ قد سبقَ وماتت:

٫، عَزيزَتي ڨيوليت بيرس، إبتَعدي عَن الشَر وغنّي له! ٫،

رَجاءاً، لَقد ذَكرتي الأولاد منذُ قليل فَ إن كُنتِ تَهتميتَ
لِمصلَحتهِم وَ مَعنوياتِهِم لتلك الدرجة الروحانِية فقط دَعيني وشأني لِبعضٍ من الوقتِ المحدود والضَيِق

وأُتركينا بالتَخلي مِن كُل هتِه المشاكِل اللعَنية! حَسناً..
_____

وَ أضحی بِصوتِه العالي نِهايتاً لِحديثه، لِيرتعد واقِفاً
مِن منصِبه وتِلك الخُصلات بِلون بُنِّ الحَطب المُشتعل
مَع شَقارِ القهوة الحُلوة قد أنعشتهُ، مُتقدِماً بِخطاه

مِمّا جعلَ مِن نفسِه يَظهَر بدورِ الساحرِ لاعبِ الخِفة
كالسَحرة المَلعونين بِتلك البِدلة البيضاء الأنيقة
والتي لَعِبَت دَور سِتر الجَسد الحَسن بِفتنتِه.

_____

سبقَ وإبتعدت عنهُ، وغنيتُ لَه، بِغض النظَر شَرُكَ يُحبُني
وشرُّ الغيرِ كذالك، إختصرتُ الكثيرَ جون وغنَيتُ كَثيراً!

إذ أنتَ عَجِزتَ، فأنا ماذا؟! أنا تَعِبت وإنهرت
الضعفُ أهلَكني وفشَل علاقتِنا أضعَفني!

أنزلَت المدعوة ڊِ ڨيوليت ناظِراها أرضاً بغلظَ وَهنٍ
ولمعة قطرةِ الأَسی قَد بَدت واضِحة مِن خِلالِ ألماساتِها.

لِتُكمِل بِذاتِ الهَمِّ بعدما سَمحت لِنَحيبِها بالإستعبار، فقط أطلقت العنانَ لِدموعِها وَ وَجهُها المُرهق و المُحمَر دَليل راسِخ علی ذالِك، قائِلتاً بنبرة هادِئة مُرتعِشة:

" فَحسب أُحاول تملُك الهدوء،
وعدَم الصُراخِ وعدم البُكاءِ كَي لا يَروني
آبي و سام بهتِه الحالة الرَذيلة والسيِئة،
أنا كَذالك سأتكلَم معكَ بِهدوء.

حاوِل أن تَصمُت، بِمُجرد أنك ستُحاول أن لا ترغي معي بالفترة القادِمة علی الأقَل سيكون هذا أفضل قرار وحَّل
كِلانا يُمكننا إتخاذُه، ترَكنا أعمالَنا وإنشَغالتنا في هَذا
اليَوم و بالتَحديد كَي نَلقی حَلّاً ناهِياً عَن التعامُل الفَض

الذي يَجري بَيننا لأنّ ذالك وبالتأكيد
سيؤثر سلباً علی الأولاد!

إلتفتَ ذو خُصلات حريرِ الفاتِح بِإتجاه زوجته بعدَما
أنهَت تِلك الكَلِمات الآخِذة بِهدوءِ القَرارِ، وكأنهُ بَدی
غاضِباً لحينِ سَماعِه لِكَلمة " الأولاد " إلّا أنهُ فَك تِلك

العُقدة مُبتَدِئاً بالقولِ بِصوتٍ بَدی عالي وغاضِب بعدَما
إقتربَ بِخطاه البَطيئة مُستَقِراً أمام ڨيوليت غافٍ ڊِ شَماخة باذِخة مُشيراً بِيداه إلی إتجاه غُرفة

و ما ويبدوا إلّا أنها تلكَ غُرفة اليافِعين.

٫، وَ رُبما كَي نستوعِب ما الإثم الذي أدیّ بِنا
لِكُل وعظِ هذه المَشاكل الفاعِلة! ٫،

كُفّي عن قول الأولاد، الأولاد اللعنة وما هَمكِ إلّا هُم!

فَكِري بِنا قَليلاً، فكِّري بِعلاقتِنا التي إنقلبَت ومَرغت
مِئة وثَمانين دَرجة!، ألا تتذكري قَبل بِضعة أشهُر

لا بلْ كانت أربعة أشهُر كُنّا فيها بِأحسنِ وأسنی حَال
منذُ أربعة أشهُر كنتُ أحترمك وأثنيكِ بِنعمة عظيمة
قد دَخلت حَياتي وَ زينتها بِجمالِ الورودِ الفّواح

أو بِجمال العِناق الروحي، أمّا الآن فأَنا أوقِرُك بالإثمِ
الذي إبتلی حَياتي، كألم الشوكِ علی ورودِ الرَونق
و حتی كَ عِناق الشخص الذي يَری ملائِكة الموتِ

و روحُه تُغادِر جسدهُ!
____

مدَّ نامجون كَفَ يَدِه إنحدارَ وجنةِ
زوجتِه مُكمِلاً بقولٍ عطِف:

٫،أنتِ قُلتيها نحنُ أتينا تارِكين ما أمامَنا وما خَلفَنا لِماذا٫،
للحّد والنَهي عن المَشاكِل التي جَرت بَيننا، لكن لا للمُقاطعة وَنيلُ الوضعِ فوضی مُتوتِرة، وإضطراب مؤلِم!

قلتُ إبتَعدي عن الشّر صَحيح، لكِن لم أقُل أتركِ الخيرَ

والطيب وكُل شيء آخر جَيد، لستُ شَراً بل زوج يَسعی

يَسعی لِإصلاحِ العَلاقة مَع زوجَتِه، أفَهمتي.

أنهی ذو طولِ العارِض حديثهُ بهدوء، لم يكُن الحديثَ هادِئ فقط بل الجَو تحوَل لكذالك و ڨيوليت هدَأت بعض الشيء، لِينتهو مِن إجتماع المُعاتبة هذا وحّل المشاكل العائلية بوِقار وهُدنة وقعت أوشكت علی الإكمالِ بَينَهُما،

٫، أری في عيناكِ البحرَ ٫، قد نَبِسَ نامجون بعدَما ما ضمَّ ڨيولين لصدرِه بِحنان مُكمِلاً بِقولٍ واعي:

٫، لكِنني أهابُ رؤيةَ أعماقهُ! ٫،

لِأنَ ما بِداخِله غامِض!

صَمتَ قليلاً لِيفصل العِناق بعدما لاحظَ هدوء الشقراءِ المُفاجِئ، وعدَم إبدائِها لأي ردة فِعل قد وترتهُ أكثر.

٫، عَزيزَتي ٫،

قالَها بِريبٍ جاعِلاً مِن تواصُل عيناهُ يتصَرف، و بالفعل قد إختلسَ بنظرةٍ شافِقة علی حالِ زوجته المتوترة لينبِس بخفة بعدما أعطی الأوامِر لِيداه هتهِ المرة بالفعلِ المُباشر

بِتلمُسه لإخلالِ خصلاتِها بِخفة وَدماثة وهوَ يقول:

٫، أشُك أنني مَلعون!، لرُبما لَما كان يجِب لنا الإبتعاد هُنا عن كُل من نعرِفهم علی الأقل، في البداية ظننتُ أنَّ هذا البيت الذي يقبع في مُنتصف الغابة وتلك الأشجار الكثيرة التي تحرُسه هو مَلجأنا وأمانُنا الوَحيد.

لكن لَن أكُن وَ لم أتوَقع أنّ

عِتمة اللَيل وشّر الكِلاب المسعورة ستؤثِر علی كِلانا.

عادَ لِسكونه المُفاجئ مُتابِعاً
بتوضيح زافِراً أنفاسَ الضَجيج
التي أوجعتهُ:

٫، حسناً لِ آبي وَ سام كذالك ٫،

ڨيوليت أنتُم عائِلتي، أنتُم أثمَن وأغلی ما أملِك!

وَ كوني أكيدة أنني إن كنتُ السببَ في كُل تلك المشاكل وهذا السبب يخُص حالَتي العقلية المريضة، كوني علی أتَّم عِلم أنّ دوري سيكون هو المكوث بِمصحة عقلية

لِباقي ما تَبقی مِن عُمري!

فقط لا أعلَم ما الذي دَهاني، أنتِ لعلَكِ مُحقة، لرُبما أنا تَغيرت لِلأسوأ و للفَساد عَدا أنَّ الحال هو الحال مَهما تَغيرت سأعود لِعهد سابقي وهَذا وعد شَرف مِنّي لَكِ

عَزيزَتي ڨيوليت.
________

لحين إتمام ذو بِذلة السحرة جَمال هدوءِ الكَلِمات التي قد تَفوهَ بِها في اللحظة الحاضرة، مُباشرتاً قد هدَّأَ الوضع بأسلوبه الثَري بالإرتياح كالمُعتاد. لِتَتكِأ الروسية بِرأسِها
عُلوَّ وافِيَ قَدماه قائِلتاً ڊِ سكون ضِمنَ أجواء المَساء البارد الذي غَرِقا بِه، ويبدو أنّها بدت مُطمئنة وأخيراً مِن بعدِ إنسيابِ الشرِّ والسوءِ جَوّهما لفترة وَجيزة:

" لا داعي نامجون، لا يوجَد داعٍ لِقول
التُراهات أنتَ لستَ مريض! "

لِتَبتسم بِخُبث وأنظار الشهوة لَن تُفارق زوجِها هَزلا

أنتَ فقط مَلعون

أكمَلت بِعَذرِ غِشٍّ

لِيقهقه المُرتاب فوقها وإبتسامتُه الهزلية بدت واضِحة هيفَ مهزلِه، لتنقَّص يدُه دونَ صبرٍ لِرأسِ الشقراءِ المُرتاعة إخلالهُ، وها هوَ ثبَتّها أمامهُ وَشِفاهُه إندفعت غَزا خاصَتِها، ليمزِجهُما بِقبلة حَميمية عَميقة وأنفاسُه المُنتصبة قَد أغوتَ ثُغرِها المُلهف .. " آه " تآوهت بِألم

فقط قُبلة الوحش إزائَها لم تكُن سِوا لِأسدٍ جائِع!..

___ ___ ___ ___

كانَت حياة زَوجان عادِيان مَع طِفلاهُما

كانَت! لَكِن الآن ماذا؟

الآن حياة عائِلة وَ زوجان مُهددان مِن قِبل

شَيطان ديابلو! أو
الشَيطان العاشِق

لِذا

كَيفَ سيكون سِحر شَيطان
واقِع في عذابِ الحُب.

وَ للفُؤاد إِذا طَال العذَابُ بِهِ
هامَ اشتياقا إلى لقيا معذبِهِ.

___ ___ ___ ___

______
______

______

______
______
في صَباحِ اليومِ المُؤيِّد

_٦:٣٠_

مَثوی وليسَ كأيِّ دارٍ، صَباحٌ هادِئ وَمُفعم ڊِ هدوءِ الروحِ
وكأنَ صَئي العَندليبَ غِناءُ طَربٍ، لا زَقزقةِ لَحنٍ ثَقيل فَظَ

نورٌ ساطِع طِباقَ الحَقيقة البَراقة، جَثَّت شاقة طَريقها لِإنارة بَهرِ سَكنِ الآصِرة، وَ ما أجمَل الصيفِ مِن كُلِّ عامٍ. الجَو حارٌ جِدًا والضوء لا يرحَم والأيام تَمضي وقتًا طويلاً. كَ بُطءِ الساعاتِ تَقريباً!

وَبيتٌ كَ الهَذرَ مِثلَ هَذا لا يستحِقُ إلّا كُلِّ نورٍ بالخيِر، وأمّا عَن ظُلمتِ الغاباتِ فَ بالتأكيد لا يُستهَلَ بِه، فُخسران للمَرءِ أن لا يَری تَصميمَ نهجِه والذي هوَ
أشبَه بالأكواخ، لكِن ليسَت أيَّ مَقصورةَ كوخٍ! بَل

ذاكَ مُثلثِ قِتمانَ الرأسِ مِن الأعلی، وَ مَقامِ المُرَبعِ المُستقيمِ مِن الأسفل. أربعَ واجِهاتِ نوافِذٍ مِن الزُجاجِ
اللامِع بِتَألُقِه، وبهِ سُيظهِر عَجائِبِ الداخِلِ وحتی حيوانات الحياةِ البريةِ تُريد إستِلابَ النظِر بِخلسَتٍ!

إن كانَ مِن جَماليَةِ وَحسناءِ لونَ الجُدرانِ وأَصلِ الأرضيةِ
المُختَلِفان، إحداهُما بِلون رَمادِ الفَحم المُلتهب والذي إنطفئ بَعدَ جورِ الإستهلاك، والآخر بِكَنی نَمقِ الرَصاصِ
و الأَشبه بِشعرِ القطِ النَظيف والناصِع بِنقائِه!

إلی روقِ إشراق تلكَ الأضواء بِصبغِ رِمال الصحراءِ بِدِفئٍ
وهَذا غيرَ أنهُ منَزِلٌ وَ مثوی وَمقر وَ دارَ سكنٍ وَ كذالِكَ أُضِف إلی أنهُ مُتحَفٌ عالي السُموة بِرقاوَتِه نِسبتاً للثلاثة وَ خَمسينَ لوَحةَ طَرزٍ تَملأُه ڊِ رَدمٍ، مِنها صوَر فَنية غريبة

وَ مِنها رسومات أندر بِغرابتِها، إلی ما هوَ بسيط وآخر عَجيب، إلی باهِضِ شقَّ الثمنِ وَ رَخيصَ الهبطِ. مَوّزعتاً
ڊِ أرجاءِ تَسويف الغُرف المُختلِفة والتي كانت كَفيلة

لِمَبيتِ عائِلَتان وأكثر ضِمنَ أرجاءِها. مَنزِل مُنظم بِترتيبِه
كَ رتابةِ غُرفة إنس يُعاني مِن أضطِراب الوَسواس القَهري

و طاهِر بِنَظافتِه كَ نَظافة المَطاعِم الفاخِرة
ذات تَقييمَ الخمسة نجوم، والتي تَخاف خِشيَ
علی سُمعَتِها مِن تدَهوُر تَقييماتِها لِمَحيض القاع!

مَنزِل آل بيرس، صُمِّمَ دُرِّسَ زُينَ جُهِّزَ بِكُل عِزَّة حُب وَنِفس طَيبة وغالية، عَلی الأقل لَم يكُن مَلعوناً كَأصحابِه!

بل كانَ كَ بيت الأحلام وأكثر مِن ذالِك!
______

٫، وَ تسألني مَن هيَ الزوجة المِثالية؟ أقول لَك هيَ الجَميلة المثقفة الغَنية التي تقيم في بيت العُمرِ كَ هذا! ٫،

لكِن ... كِدتُ أخسَرها آخ يا لَيتَها تَدوم
كَم كنتُ أتمنی أن نَشيخ مَع بعضِنا
طَيَّ جُدران هَذا المنزِل! كنتُ فَأمّا الآن

أنا جَبانٌ خائِف مِن حَقيقة
لا يُمكنني تَصور مدی بَشاعتها!
_

____

___

" وإن تَلاشت أرواحُنا "

فالذِكری كَفيلة لرسمِ ماضٍ
مِن حياةٍ لِأجمَلِ الوِجدان.

____

____

____

____

____

____

كَالعائِلة المَلكِية الظَريفة ڊِ مَوقِف قِيادتها، والجذابة بِ رَواء وَ سَخا وِترَ أفرادِها، يَجلِسون علی مَأدبة الطَعام
وَ التخلُق المَرموق مِن شيِمهم. وَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم يُطابق

مَقولة: " الْسُكوت عَلى الْطَعامِ مِن فِعل الأعاجِمِ، ها! "

نَبِست الشَقراء بِضجر، فَهِيَ قصدت
الهُدنة فقط! لا الهُدنة الساكِنة المُرتابة.

" هَيا سام، آبي تَناوَلا الطَعام، هَل مَذاقُه سيء؟ "

تحدَثت و قِلة الرِضی أزعجَتها
بعدَما رأت أطفالِها شارِدين
بِنفورٍ ضِمنَ عالم الغيب!

إستيقظَ الآخر نامجون مِن غفلة شرودِه بِما يُحي الإنسانُ، لحينِ سماعِه أنَّ ولَداه لم يتناوَلا وجبة الإفطار خاصتُهما فَمِن كُلِّ عادَةٍ فِعل دائِم، وهَذا ليسَ مِن عادَةِ الإخوة.

والذَان هُما بِعُمر السادِسة والسابعة!
،لِيلتَف بِعَينا البُهتِ والتَحيُر لِجهة يمينِه
أو بالأحری لِحيِّز جلوس أشِقاء الجاز

ناطِقاً ڊِ هَجسٍ مُنزعج،
بعدَما رئی هوَ الآخر نظرة التوجُّس
والذعر خَفيَ رؤياهُما، إلی الحزن والغَم
لِحالِ جَلستهِما الساكِنة وهوَ يقول

مُتمسِكاً بِأيديهِما الصَغيرة الشَقراء،
كَمُحاولة منهُ لِإنعاش الجوِّ بالسلمِ والطُمأنينة:

٫، سام خَيلي أمِن مُشكلة مَعكَ؟ ومَع أخيكَ الصغير؟ ٫،
ألسنا أصدِقاء، آبي صَغيري أنتَ وبالتأكيد تتذكر عن ذاك العَهد الذي قَطعنا أنفُسنا بِه، ولَم نُخالفه مَهما حَصل

إن حدث شيء سيء مع آبي سُيخبر سام، وإن أذرك سام شيء لَئيم وغير جيد سيخبر جون الكَبير. كِلاكُما

سَتُخبِراني الآن، وإن لا والِدكُما الحَزين سَوف يَبكي

أنزلَ الصغيرَ الأشقر شَبيهَ والِدته، عينا الألماس اللامِع خاصتُه لِعورِ الأسفل، ولم تكُن لامِعة إلّا مِن قَطراتِ نَحيبه التي تراكَمت بالداخِل، قَطعاً لم يبدوا بِخير!

بَل بَدی وكأنهُ خائِف مِنَ الغِعلَ، مُتَرَدِداً مِن القولِ أو

مَذعوراً مِن شَخصٍ، شَخص ما، لَرُبما ليسَ إنس!

لِتفزع ڨيوليت مُستقِرتاً أمام الوَلَدان،
والقلق لم يكُن إلّا حاويها.

" آبي صغيري! رسِّخ قولكَ لعَقلِك
كَي تُذكَر الحقيقة لا سِواها لأنَّ الكذِب
علی الأمِّ عِقاب وخيانة للعَهد "

_____ _____

وَ بالنَدبِ أوصلتهُ لِخيانة العَهد!، هَل هَذا هو إدراك و بَصيرة غُلامُ فَتیُّ الحَدثِ؟ و التَلبيهُ هوَ نَعم! فَتربية نامجون وڨيوليت لِأولادِهم لَم تكُن إلّا تأديب، إصلاح مَبدأ علی قاعِدة مُعينة عهود وَ وعود، وَ بِخُلاصة الوَجيزِ المُفيد أنَّها وُجِدت وقفَ التَربيةِ الرَسمِية فاوَها بِوَجدِهما

عَلی مَبدأ: " الإلِتزام يَبدأ بِالعهودِ ويَنتَهي بِوفاء الوَعد."
لا، وعَيبٌ وألفُ عَيب عَلی مَن قالَ أنَها تربية صارِمة!
_____ _____

ألقَت ڨيوليت ناظِراها بِسطوة نازِية، وكَ سكاكين الإرتياع وَثِبَتْ ڊِ غُرزٍ بِضلانَ قلبِ الصَغير الأَجهرِ

لِتصرُخ بِقنوطِ الإحباطِ بَعدَما
خالفَ آبي إلتزامَهُ لِوفاءَ العهدِ، فَ بالنِهاية
هوَ جاهِلٌ، طِفل صَغير إحساسُه مُرهف
وقلبُه ضعيف! أحاديثُه مشوِقة وَتَعامُلاتِه
مُحِبة، وهيَ تقول بِقلبٍ رَحيم ينقصُه الإستعاذة

مُوثِقة يَداها بِكِلا قيدِ أزواجِ أكتافِهِما، و بِمواضبة مِنها علی أن تَعرِف ما الشيء الرهيب الفَظيع الذي سيقتلهُما! وَ إن لَم يكُن منهُ فَل يكُن مِن إصرارِها وَ جون الجامِح:

" ماذا سام ما الذي يَجري هَيا قُل لي!، أخبرني إن لَم أطَّلِع عن الأمرِ الآن سَأعاقبك أنتَ وأخيكَ لاحِقاً "

او وَهذا هوَ مفهوم الصرامة! لِيُلاحظ نامجون رَد فعِلها المُبالغ إلی حَد بعيد، مُمسِكاً بِيدها وهوَ يقول

ڊِ نَبرة تَنوي اللينَ وَ الرِفق:

٫، إهدأي لا داعي لِهَذا التَهديد العابِر،
هُما بِخير وأنتِ كذالكِ ٫،

" حَقاً، كَيف تريد مِنّي أن أهدأ، لا لستُ بِخير! بحق أنظر له وكأنهُ خرج مِن مَشهد مرعب لِتوِه! فقط هَل يُعقل أنَّ المدرسة هَيَ السبب! أنا لا أفهم! ... "

لَم تُكمل ما تبقی مِن نطقِ كَلِمات سؤالها حتی

إلّا وآبي قد أراقَ حبس دموع إستعبارِه
فائِضاً ڊِ تَدفُق مِن البُكاء، أو فِعلِّياً هو إنفجر

سالَ غارِقاً بِدموعه، وَ وَجهُه باتَ مُحمراً أكثرَ مِن اللازم
وَ سام لَن يكُن حالُه أفضل بِالماضي ولم يكُن أفضل الآن!

فهوَ الآخَر كَانَ مُتامِسكاً بالقوة عَدا أنَّ لا يُحب
الضعف والإستسلام سريعاً مَثيلَ لِأبيهِ تَماماً!
____

لِتُوصِد ڨيوليت عنانَ زَرقاوِياتِها
بِإقفالِهم، ويأس ظَمِئ قَد أحواهم:

و ذو المَلمحِ المُشتت، هوَ فقط مُتبدِد وَ صارَ ذو فِكر مُبعثَر، وعلی أساس أنهُ قد فهِمَ شيء إلی الآن.

" آبي لا تَبكِ فَأنتَ الآن تَحرقني حَتی المَوت "
لا تَقلق صَغيري كُل شيء سَوف يكون بِخير

إنقضَّت عليهِ والدته بِعناق مٍواسي، لكنِها هيَ التي تَحتاج لِهتِه المواساة الآن فَبدت تائِهة وعاجزة لِحدٍّ عارِم!

٫، أجل أكمِلي! ٫،

أقحمَ نامجون كَلِماتِه ولَم تُزِد الصَغيرَ إلّا بُكاءاً

المدرسة هيَ السبب سام، صحيح؟

لِيقِف بِطولِ قامتِه والطاقة
السَلبية قد إخترقت إحساسهُ

٫، اللعنة ما الذي! .. ٫،

شعرَ ذو الطِباع الفارِهة ڊِ وغيٍّ قارِص وكأنَ الألفاظ قَد عَقدت لِسانهُ وَ ربطتها حتی الهَلاك ، وقفَ وَ وقفت معهُ أحاسيس القَرف، كَالمَشقة الخامِلة المُفاجِئة و الحِسِّ بالغَثيان والإنقباض في مَعدته كَ إنقباض الشيطان للروح، بَدت أنفاسهُ مُضطَرِبة و نَمِلة فكُلما زادَ عدد الثواني، إزدادَ شعور حِسِّه و رغبتِه بالتقيؤ!

هلّت عِظامَ جِلده توجِعه بِ بِنية مؤلمة.

وَ بِصورة مُفاجِئة! لِيسنِد يَدِه علی شَفا حافة الطاوِلة

مُحاوِلاً أن يستَوعِب شَأو الرَنين
العذِب الذي يتردد طِباق أذُنَيه

' كَ- كانَ ... رجُل '

سام بدأَ يشكو همهُ لِڨيوليت لكِن نامجون بالكادِ كان يُحاوِل سَماعهُ وكأنهُ إنصابَ بالطَرشِ، وبعدَ الرؤية الضَبابية التي بَدی لا يَری إلّا بِها فقط يبدوا أنهُ إنصابَ

بالعَمی الوَقتيّ كَذالك!

' سابِغ الرَونَق '

'طَ-طَويل أُمّي قَد ... كانَ عِملاقاً '

وَ كَأنهُ غَرِقَ في بِئرِ مِياهٍ معدِنية تَغلي مِن الحُمّی، مُتسَبِباً
بالعرَقِ مُتفَكِكاً مِن تَضاعف عِذرته، ومِن ثغرَه كانت تخرُجُ أنفاسَ الصِعاب بِإغتياص وعائِق عَنيف! ٫، آه، .. ساعِ ٫،

لا قِوی لهُ علی الحَراكِ وإبتغاء الإستغاثة والتَضَّرُع، فقط كانَ وحتی أنهُ جَری عَلی وشكِ أن يَكون كَالهالكِ المُنازع

يَحتضِر ومَلائِكة أنجِل الموتِ تطوفُ حَولهُ ڊِ نَكسٍ وقَلبٍ
مُخالِف لِإنعاكسِه، كادَ و لَيسَ صارَ! إلّا أنهُ ما فَتِئَ يُحارب
واتِرَ تَعب المَرض والسُقمِ الذي مسّهُ بِضيقِ بُؤسٍ وَ مِحنة

أَصغَی الغَباشَ، مُدرِكاً الضَبابَ!

____ _ _ ____

' دائِماً، د-ائِماً .. كانَت تِلكَ النَظَرات تتبعُنا! '

نطَقَ الصَغيرُ وكأنهُ غویَ بِهمِه عَن ألفَ عاقِلٍ بالِغ، راشِد!، أو حتی المَغزی مِن كُل هَذا هوَ خوفه و الإرتعاب الذي أوصلهُ وأدّی بِه لِقولِ ما لا يُناسب عقلِيَتِه!

إرتعَدت أنفاس سام، وَفي كَدَرِ عِسرَةٍ قَد صاحَ بِإعوالِ وجَل خِشيَتِه، مُطلِقاً العنانَ لِشَهيقِه وَ قَطرات الدَمَعِ تتساقَط كَما لَو أنَها سُكرانَ عينانِ تَنزِفُ دَمً نَأيَ إستِإصالِها مِن قَعرِ مَكانِها. و كَ إقتِداءٍ قَد إتّبع أخيه آبي

لِتُصبح حالَتهُما مُتَمِمة لِشَطراهُما!

وَ مع كُلِّ نِزاع الذات الذي ذَرأَهُ نامجون،
قَطعِيّاً لَم يترَّصدهُ أيَّ فَذٍ فَرد مِن عائِلتِه،
وَلا حَتی كَمُلاحظة يَسيرة!

كانَ بالخلفِ راجِياً فكُّه عَلی أن يُساعِده بالنطقِ، حَشا أنَّ ذالِك دونَ فائِدة،وحتی تِلك الطاوِلة أبَت إسنادَهُ بِتناقُض

لِيتنَحّی عَنها بِألمٍ لا يُطاق، واضِعاً كِلتا يَداه عَلی مَعِدَتِه
ڊِ أنينٍ، مُرتَجِلاً بِظَهرِه، وَ مُقَوِصاً إياه لِجهة الأَمام، والأرَق

إنهالَ عليهِ، بالكادِ كانَ قد إحتمَلَ بِصَبرٍ لِبضعة ثانِيتان أُخرَيات! وَ مِن صَدحِ فاهِ ثُغرِه قَد جعلَ مِن صَرخَتِه الدافِعَ الأساسِ لِجعل السكون والصمتِ المُفاجِئ سَيد المَكان،

فَ ڊِ تروةِ طولِه وَ هَيكَلةِ عَرضِه قَد هَوی الأرضَ، سَقطَ كَ سقوطِ جُثمانَ رَجُلٍ إخترقَت الرَصاصة حَضيضَ قلبَهُ!


. . . .

وَ يا لَعنةَ الساحِرِ،
أفلَحتِ في أخذِ إثركِ
ما لَم تُبقينا عَلی حِسركِ
خُذي مَا تَبقی مِن فَخكِ
وإتبَعي آخِذَ إثمكِ!

. . .

_____

_____

في حيِّزٍ مِن مَكانٍ مُعاكِسٍ آخر،
"روسيا البَيضاء"

لا بينسِكْ (مَنطِقة كراسنودار)

_ _ _ _ _

__

__

لاَ خَيرَ في قَولٍ إلّا مَع صِدقِ الطِفلِ، صافٍ، عادِل، وخالٍ مِنَ العيوبِ، فَ كانَ قِسط الحَقِّ مِن أقوالِه، كَما وَصفهُ قد ظَهر، مِثلَما وَشی بِصيغِه قَد تجّلی! ناحَ بِعيوبِه وَبانَت!

بِسرياحَ سَمقٍ مَمشوق جَثا ربضَ عَرشِ النّار! والشَياطينُ لا تَجلِس إلّا في سَعيرِ شُعلَةٍ، بَمَرأی سِيماءِ شَكلِه تجثَّم
الشَيطانَ ديَابلو، ويالَ صَهوَةِ دورِ أَديمِه! كَيفَ ظَهرَ بِتلك

العَينانِ خالِصة السوادِ الدامِسِ، لاَ قُرةَ عَينٍ تُسنيها بِضياءٍ
ولا حَدَقة تَنقِشها بِلونٍ قاهِرٍ آسِر، كانَت تَماماً قاتِمة وَ مُظلِمة! كَظُلمةِ ضَريحِ مَقابِرِ المَوتی، وَ كَ قُتمانِ هِرَةِ سَوداء بِذِياعِ سيطِها ذوي سُمعَةِ العارِ، فَ غالِباً ما تَكون
هتِهِ النَوعية مِن القِطط مُقتَرَنة بِسَحرةِ الغَجَرِ العُداة!

و مِن كَنَفٍ آخَر، في ظِيئَةَ سَمتِ خَيالِ قَد وارَی القِناع الثانٍ مِن شَيطان ديبالو، أو بالأَصح وَجه مُتفاوِت بِفتنَتِه

وِ بِذات الوَقت سَّيِدٍ لِمَلمَح مُخيف، كَرهبة العاصِ مِنَ المؤمِن، بَشاسة لِجِلدِ ثُعبانٍ مَسلوخ بِرموزِ الشَعوذةِ الخاصة. نَظرة مُريعة تَجعل مِن المَرحومِ يُنازِع، وَ مِن المرأةِ تُسقِط حَملَها، مَسبلِ سَبطٍ حَرير، خُصلاته حالِكة

ذاتِ دِهانٍ فَحيم! (آرمينيوس)

لكِن وَعظِ المَرةِ شَخصيتِه تَختلِف عَن شيطانِ الغِوی ديابلو في العينانِ. وَ لِعينانِ آرمينيوس خَرزَ نَزرةٍ وكأَنَها صُنِعت مِن يَاقوت زُجاجِ الأحمَر تتَحول مُباشرة بإختلافِ الشَخصِيتان، فَكانَت حَمراء كَ حَمارِ بَشِعَ دَمِ حَيض الفتاةِ

جَراءَ أنَّها تتَحوَل تارةً لِحَمراءَ زاهِية وهَذا حينَ يشعُر آرمينيوس حنوِّ إحساس البَهجةِ والفَرح، فَهُنا سَتكون لامِعة وَ برّاقة، كالمَعشوقِ حينَ يَری أثيرَ مَحبوبَتِه!

عِندَما تَكونُ في الْجَحيم ، فَإنَ شَيطان ديابلو فَقط مَن الَذي يَستَطيع أن يوضح لكَ المخرَج. هَ، وعِندِما وقَع هَذا

الشَيطان فِي تَنكِيِلَ وَجعِ عَشقِ الحُب، فَقط أذرَكَ إحتياجَهُ لِمَن يُرشِدُه لِطَريق العودة لِجهَنم لِأنهُ وَ بِبَساطة

تحَّولَ للعاشِق آرمينيوس!

~ ~ ~


مِن أبهَمِ كُلِّ اْلشياطِين الَتي غَدَت
تَسرَح صبًّ فِي العَالَم الفاسِقِ هَذا،

عَسی أنهُ عُثِر عَلی شَيطان
واحِد مِثلْ الحُب المُخلِص!

أمثولَةً، لِلَمسِ رعونةَ الهَوسِ

غَذرِ عِته الإختلالْ

مَالِكاً لِطِباعَ السُفولِ والحَقارةِ.
حِيالَ مَن يَستحوِذهُ غَزا شَغفِ التعلُقِ!
وَ مَن يَعلم رفدَ الَذي وحدهُ قادِرٌ عَلی
تَخليص،خَليل الشَيطان مِن فاحِشة بَلائِه!

وَ مِن نُقمة تَعويذَة، هَيمنَة سَيطرتِه.

___

هوَ مَكانٌ ليسَ كَأيِّ وِترٍ لِواحد، مُشبَّع بِتَرميمات الإتِفاقِيات! مَع مَن؟ تَوالَ عَلاقاتِ آرمينيوس مَع
العالَم السُفلي لِكُل ما هوَ حَرامٍ مَخجورْ، باطِنِ غُرفة

ضَيِقة، كَضيقِ الثُقوبِ بِنظَر شانِئها! دَمٍ مَجهول الإنسِ
حَشا بِطَفحٍ تَفاصيلَها، خَطا حِبرٍ أسوَدَ دبَّجَ رسومات
الطَلاسِم والشَعوذةِ قعرَ غَبراءْ الأرضِ. لا رِفعة نورٍ
يوضِح مَدی عافِ قَرف صبغِها، ولا شَبابيكً تَجعل

مِن شُعاعِ ضياء الطَبيعة تَخترِق شَأو بَشاعة مَنطِق تِلك الغُرفة! هَ، ويالَ السُخرية فالشَمس بحّد ذاتِها إرتعدَت لمُجّرد رؤيَتها هذرَ أساساتِ هَذا المبنی الذي وصمَ سِحره

عَلی الغابَةِ فَهيَ مَهجورةً،
خَلاءَ أيِّ كائِنٍ حَي وغَير حَي!

ومَع تلك الرابِطة الرَمزِية الدَموِية، إكتمَلت الحِكاية!

نِجمة خُماسية مَحفورة جورَ الأرضِ
أمامَ مَبنی شذوذِ آرمينيوس، إثرُه مُباشرةً.

وَ ڊِ شَرِّ خُلقِ علوهِ النادِر، وَ مَع بائِقة أذَی سَوادِ كِلتا
أعيُنِه الضّالة، يقِف أمامَ تِلكَ الخُماسية
والتي تَقبَع بينَ الطَبيعة المُعيبة، جارَی إبّانَ
الشُموعِ البارِدة قَفرَ لِأيَّ مصدرِ نارٍ تُذيبُها!

وَكالشَيطان اللَهِجِ شارِد بِجموحٍ وينظُر بِسهو!
ينظُر لِصورَ رجُلٍ قَد ولَغت بِتفاصيلَها حَضيضَ النَجمَةِ بالفِعل! مَن هَذا؟، أهوَ ذاتُه لاعِب الخِفة ساحِر الجَمال.

,٫ نامجون هارِسون بيرس ,٫

قَد نطَقَ آرمينيوس بِنَبرة
الشَّر الفاعِلة التي راوَغتهُ

لِيُكمل بِكَيانِها وَمَلامِحُه قَد بانَت تُفشي رَبا الشؤمِ الألِم، كُلَّما أطالَ ناظِراهُ للصورِ أكثر فَأكثر، أزدادَ إنفعالَ سَخطٍ

وهوَ يقول:

,٫ مَرأةٌ ساخِطة مُتاخِذلة، سَبق وَحاولتُ إبعادَ مَكرِها عَنك! مسوخٌ طُفيلِيات وعَن إلجامِ حَياتِهم سَيُنفذ! ,٫

وعَن إنهِيارِ ديابلو شَهدتُ، سَقطَ يَتهاوی تِلك الصُوَر واحِدة تِلوی الأُخری بِرعونةَ طَيشٍ مَع ناظِراه اللَذانِ
إشتَّدی لَمَعانً وَبريق مُحِب، بِدی حَقاً آرمينيوس العاشق

بَلْ أكبَر مِن هَذا، بَدی حَقاً الساحِر الذي وَقعَ لِسحرِ رَجُلٍ!

بَدی الشَيطان الذي باعَ روحه لِبَشرٍ!

بَل بَدی الرَجُل الطَبيعي الذي حَلِمَ بِوهمِ سُلطان
ذاك الشَيطان وطَبقَها دون التَفكير مَرتين،

لَكِن صَوابَ الصِدق هوَ واری الإنسان الذي أُغرِمَ ڊِ رَجُلٍ مِن نَفسِ جِنسه صحَّ رجُلٍ متزوج حامِلٍ لِمسؤولية مَفهوم العائِلة وفي عُنقِه وَلَدان! لَيتهُ يُواجَه بِحَقيقَتِه المُرة مَن؟ فقط مَن هَذا الشَيطان الذي ينعتُ نفسهُ بالساحِر ومَن الساحِر الذي يُطَبق أفعال الشَيطان!، كانَ مُجّرد إستثنائي تَتحول عيناه مَع من تُطيقْ،

إستثنائي لا يَعلم كَيف أوقعَ عاطِفَته بِمَنفَذِ الحَرام
وَ مِن دونِ تَروی إختارَ الطَريق الصِعب لِيَجِد غايتهُ!

دَربَ السِحر الأسودِ، مَع نَهجِ الشَياطين!
هَذا هوَ آرمينيوس ساحِر قَد قرَر إغراقَ
تتَيُم حُبِه بِلَعنتِه وَتَقرِبة قلبه لِدَمِه.

أهَذا هوَ الصواب؟!

الحُبُّ لَعنة، وَالكهولةَ لَعنات، فأين راحة القَلب! أين! وَأتعَس ما في الدُنيا أن تتساءَل يوماً ذاهلاً: مَتی

,٫ مَتی سَأَجِدُك لِأَكتَفي مِن إستِنشاقَ شَذاك ,٫

أغمضَ ذوي بصرِ الدَمِ شاهِداه بِيأس حائِر،
مُعانِقاً صورَةَ يَقينِ رَجاءِه بكَفِّ يَداه، قائِلاً
بِرَسبِ غَظٍّ كَالظالِم المَسجونِ إفتِراءاً:

,٫ فَقط، مَتی سَتخضَع لِجُرميَ الهالِك! ,٫
وأقولُ لَك طَلاسِمَ غَرامٍ تُحيينا مِن الداخِل!
فَقط مَتی؟.

___
.....


________________
......

بَعدَ مِضيِّ سِت ساعات مِنَ عهدِ الزَمنِ
___
١١:٣٠ فترة ما بَعد المَساء.

ضَجيجٌ عَرِج زّال ينتَحِب خِفيَ باطِنِ ذِهنِه، وَ لَن تكُن اللَعنة أهوَن! هوَ فَحَسب لا يَعلَم أبدآ مِن أينَ يَلقاها،
إن كانَ مِن صَخب الأَجهِزة الخاصة عِترةَ مارِستان المُستشفی، أو مِن دويِّ جَلبة إثرَ المِروحية التي تُنازِعُ
فوقَهُ طالِبتاً الرَحمة بِتقاعُدها مِن حَياة التَعرية الرديئة التي عاشَتها لِعقودٍ لا تُعَّد ولا تُحصی! وعَلی أساس

أنهُ كانَ حسِّ إمرأةٍ حامِل تَنعقُ صارِخَتاً بِالرُدهة
الَتي بِجانِبِه أيسَر بالرَحمة مِن الذينَ سَبقوها!

مَع كُل هَذا فَإنَّ الإستِغراق فِي الْوَهم
يَغتالُنٓا أكثَر مِمّا تَفعَل الأَصوات المُزعجة!
__

أغارَت عَيْنآ ذو أَديمِ الوَجهِ المُنهَك بِثُقل، تَستَهِل وهوَ يَبتَغي تَمَلُكَ فَتحَها بِتَريُث مُتقاعِس غَير مُبالٍ لِما سَيَراهُ

عاجِلاً أم آجِلاً، هَزءٌ بالتَأكيد! قَد جزمَ فِعلٍ وَ بِثقة فَلَم نتَوسل مِن ذاكَ الَبدرانِ أن يَأتي للمُستَلقي فوقَ نَجوی
سَريرهُ وعلی أساس أنهُ يَحسِب ذاتهُ ڊِ أَسمٓی مراحِل الراحة والطُمأنينة، لَكِن قَطعاً لا! فَشيطان الغِوی يغتَّم لهُ

لِيُردِف بِنبرة غافِية وعِكرة مَلمَحِه
تَجحَد بإنزِعاج وهوَ يقول:

٬٫ آه، ما الذي هَل أنا بِقِسم الوِلادة؟! سُحقاً لِصوَتِكِ!٬٫

إستَقام نامجون بِسَوي مُعتَدِل، لِيَعزو إسنادَ ظَهرِه عَلی مَهد سَريرِه الرَّث فَكانَ مُرَقَع ڊِ وَجسِ القَذارة العَفِنة!

وِ بِذات الوَقت ذو عَينا دُجنة الفَحم، يُعاني مِن الصُداع بِسبب نَعت الحالة الهِستيرية القارِصة وَ الَتي أصابتهُ ڊِ
سيرَة مُحَيِّرة بِلا قَيِّدِ أيِّ سابِق إنذار، ولا حَتی أيِّ شعورٍ
سالِف ڊِ هُزال أو إغتِلالٍ لِمَرض وَبَلاء ما! لا فَقط بُغتَةً.

وِبسبب هَذا الوَجع وَرؤيَتِه ذاتِ الضَعفِ وقِلة الوضوح
إرتدَ ذِهنُه لِعَنان السَماء، هوَ فَحسب لَم يَلحَظ، لَم يَلحَظ أو يَری طَبيبُه المُحرَم، وهو يَجلِس جاثِياً عَلی ذات المَقعد الذي يَتواجَد بِجانِب أسِّرة المَرضی، وَ بكُل ثِقة

واسِعة الإطِّلاع، وَحال مُدرِك النَّظِيرْ لَم يَكُن سِوی الشَيطان ديابلو بَدی كذالِك وَلم يَبدوا قَطعاً آرمينيوس
ولا داعٍ لِكَلِمة، لِما؟! فالسَوادِ الخالِص جَورِ عيناه قَد أوضحَ مُتَبَيِناً ڊِ أَمرِ النَماءِ وَكَمالِ الأشياء، هَل ظَهرَ

غاضِباً، وأمام مَن؟ أمام وِله عَشيقِه!
حَتماً لا، وُجوباً لِكوَنِه بعِسرة الحالْ هذِه.

؍؍ إبتَسِم!، لا أُطيق رُؤية مَرضاي بِحال مُضَطَرِب ؍؍
وبالأَخص إن كنتَ أنت، سَيِد جون هارِسون بيرس.

فَزِعَ المُسَّمی مِن قِبَل حَليفِه "بِجون" عَلی مَن رآه وَما سَمِعَهُ فَ ڨيوليت لَم تَفعَلها وتَتَجرأ عَلی إلتِماسِه بِهَذا الَلَقب المَمشوق لِيَتجرَع ما تَبقی مِن ضَمأٍ في ريقِه، وَ مِن ثُغرِه لَن تَعُد الحروف قادِرَةً عَلی اللفظِ في النَحوِ الحَق

وِمِن عيناهِ رَهبة الهَجَلْ لَن تَزول!
لِيَنطِق بِإقدام جَريء ومَلمَح مُرتاب
بِتَحَيُر قائِلاً:

٫، عِيناكْ .. م-ما هَذا؟! هُما سَوداوَتان لا غَيْر. ٫،

إبتَسمَ ديابلو ڊِ مَسّرة إبتِهاج،
والإنقِلاب تَوَّلد مِن الشعورِ سَريعاً.

لِتَنسِلخ مِن السَّواد مِتَحوِلة للخَرَزِ البَراق اللامِع!

وهَذا كلهُ تَحت نَظَرات نامجون الهامِدة.

؍؍ لا تَقلَق، فقَط مُجَّرد متَلازِمة
نادِرة أصابَتني منذُ خَسفَ صِغَري ؍؍

تكَّلمَت روحُ آرمينيوس العَتيقة في
هتِه المرة ونَبرة الهدوء لاءَمتهُ!
لِيُكمل بِذات الموضِع وهوَ يقول:

؍ لستُ آبِدَ وحَشٍ سافِل! ولا كائِنٍ نادِرٍ غَير مألوف وَ وَغد ؍أنا الآن فَقط رجُل يَخُصكَ وَ يُفضِّل ذاتهُ لَكَ!

وَلا تَقلَق، لستَ بِقِسمِ الوِلادة، وَلا بِقسم الأَطفال أو الجُّراح. بَل أنتَ في شَطرِ عَذاب الغُلمِ وَ الفُسَّاق! فَعَليكَ ڊِ إِعتِبارِهِ وَهماً باطِل وَ تَسُّك وَثبَ آذانِكَ كالأصَّمِ،

لأنكَ حاضِرٌ هُنا لَيسَ للفُجور لا! بَلْ كَمَا قلتُ لَك لِسبَبْ يُآثِرُنٓا نحنُ فَقط الإثنان، لأنَّ تِلك المرأة العِفريتَ الكَبيرة والمِسخَين الصَغيرَين، نائِمينَ مَع المَلائِكة في مَنزِل السَعيرِ ذاك! لِذا نَحنُ هُنا مُنعَزِلَين، وَمُنفَرِدَين عَن الجُّلْ

لِينهَض آرمِنيوس بِالسُلطة الَتي غَلبَتهُ، والهَيمَنة الَتي إستحَوذَت جُثمانَ بَدَنِهِ، مُحاصِراً المُتَصَلِب كالثَلج البارِد إِزاءَهُ، فَهوَ لَم يكُن كَالثَلجِ الصَرِّ فقَط بَلْ كانَ كالصَقيع في الجَحيم لآ قُدرةَ لهُ عَلی الذَوبانِ والتَفَكُك نَظَراً لِمَن حَرمهُ

مِن حَقِه! ٬٫ واللَعنة مَن أنت؟! ٫، صَرخَ ذو الوَجدِ المُضطَرِب والمَلمح المُرتَبِك بِعلّوِ صَوتٍ، فهوَ شعرَ أنَّ آرمينيوس لَم يُوافي إلّا عائِلَتِه،

لِيُكمل والحَنق المُتَرَدِد إستَبَدَّهُ مُردِفاً:

٫، مَن أنتَ ها، قُل لي مَن أنت دَميم ؟!
مَن! مُشوَه لَعين! ٫،

صاحَ نامجون ڊِ جَلبة مُصِّرة وَ سَمقٍ أكثَر مِن السابِق

،أخبِرني بِمَن تقصِ٫... لَم يُكمِل ذو عَينا الشَرارة الساخِطة كَلِماتِهِ بِسلام، إلّا وهوَ يُحَّرِك بَدَنَهُ عَلی أساس أن يَقِف وَيُعطي شَيطانهُ بِما أمدَّهُ الرّب مِن قوة لِنَصيبِه فَقط كانَ يُريد إهلاكهُ لَولا رؤيَتِه لِكلتا يَداه وهيَ مُثبتة بِتلك السَلاسِل الحَديدية عَلی جانِبَي السَرير، مِّما جَعلتهُ عاجِزاً

عَن التحرُك والأمر مُطابِق لِكَلِماتِه التي ضَعِفَت، مِن شِدة وَهنِه وَصدمتِه مِن الإبتلاء المُفرِط الذي عَلِقَ بِه بَل حَتی

بَل حَتی ليسَ فَقط إبتِلاءً، بَل وَقعَ بِفجوة مِن الخَوف

وَ حَفنَةٍ مِنَ المَأزِق، وَقبر مُربِك مِن قِلة الجَهلِ للصَوآبْ
كٓاَنَ مُجَّرد جَهل للحَقيقة، حَقيقة ماذا؟ الواقِع المَلموس!

؍ وأخيراً أدْرَكتُك، رأيتُك ورأيتْ فروهة رونَقَ سِحرِك! ؍

نَبِسَ آرمينيوس بِنبرَةِ الريبِ ومُستَنهی مُتعَةِ الرَغبة!

،٫ إِبتَعِد عَنّي! ،٫ __ عادَ نٓامجون للصُراخِ بِنَبرةِ الغِلظة الَتي وثَبَت نَحرهُ لِيُردف بِجَحدٍ يَنكُر كُل ما سَبق سَمِعهُ
وَ لِكُّل ما هوَ فَظيعٌ رَآهُ بِإنسان يدَّعي الشّرَّ بِعيْنا شَيطانْ

وهوَ يَقول:

،٫ أتعلَم أنتَ مُجَّرد قَبيح لَعين
وَمهووس لرُبما شَاذ يُريد تَوريطي!

مُباشرةً حركَ آرمِنيوس نفسهُ للوَراء، ومعهُ تَحرَّكت أحاسيسُه مِن الخيرِ للشَّر فالسَواد الخالِص لَن يبدوا في أحسَنِ حالٍ مِن جوفَ بِصراه إلّا أنهُ بَدی كالشَحمِ الحَارِق

وكّل ما جَلّی مِنكَ غَير شاكِياً هُراء وكَذِب!
لِذا سأمسَح تِلك المُحادَثات اللعينة التي جَرت
بَيننا منذُ قَليل وسَأنساها رَحمةً مِنّي أنا لَك.
فُكَّ قيدي وكلُّ واحِدٍ في شٓان وَطريق!

بسَّطَ ذو طولِ الخلقِ إبتسامتهُ
بِوِضرٍ ساخِر، ليتحَدث قائِلاً بِهَجرٍ أكبر
مَع نَبرة صوتِه البطيئة وملامحِهِ المُنتشية:

؍ لا تَقُل فُكَّ قَيدي بَلْ قُل آزِرني دَعنِي وَشأني ؍
وَ أنا سَأُجيبُك " مُحالٌ تَركَك عَبثآ " أفَهِمت؟!

لَم يعُد نامجون بِعَقل بَل باتَ مِن دونِه وبِخُلوِه، لينتَفِض بِبئسٍ عَكِر عائِداً للصُراخ العالٍ مُحاوِلاً أن يُحرر نفسهُ

مِن سَلاسِل الجحيم تِلك، وصَوت نَحيب ذات المرأة لَن وَلم يَخرُجَ مِن ذِهنِه، بالإضافة إلی الجَو والذي لَم يَزِد إلّا
الطينَ بَلة فهوَ إرتَدَّ كَلِف مِثلَ جِهنَم تَماماً، هَل مِن شأنِ هَذا الموقِف أن يتناسَب مع هتِهِ المَقولة الفاسِقة:
..

" نعم الجحيم الولادة اللطيفة!
يجب أن تكون جيدة لشيء ما ! "
______
..

عادَت أنفاسهُ للإضطراب المؤلِم، لِيرتَخي جسدهُ أعلی هَذا السَرير العفِن مِمّا أدی إلی رَخو يَداهُ طِباقَ السلاسِل، ليتكَلم فجأة وأنظارُه المُرهقة لم تُوازي أعيُن اللعنة المُميتة وهوَ يقول بِإنقلاب تَعِب عَصيً للمَنطِق!

،٫ لستَ شَيطاناً ،٫

أهٓذا هوَ السِحرَ يا ناس؟!، يصرُخ فجأة، يَخاف فَجأة
يَتجرأ تارةً، وأُخری كالجَبانِ اليَأِس .. ينهَّد بِقوتِه
وقوة قَلبِه المُهيبة، لَكِن بِطريقة شاذة يعود وَيتراجع!

لَعلَها أحاسيس! ... لا أم هيَ لَعنة ساحِر؟
ما هيَ؟، لا أحد يَعلم.

،٫ هُنالِكَ وجودٌ للشيٓاطينِ في عالَمِنا المُغري هَذا، لَكِن بِالخَفاء لَستَ أنتَ الشَيطان! بَل هيَ أُخری تُوَسوِس لِأعماقِنا وخَفايانا المخبئة الحقيرة بِداخِلنا لِإظاهرِهآ ،٫

فتِلك الخَفايا مِن أقل أعراضها أن
نُصبح كالحيوانات المُفتَرِسة
داخِل غابة هَمجِية. تَماماً هَكذا!

ليس كَأمثالِك! مشعوذ شاذ يَظُن نَفسَه شَيطان مُخيفْ لَرُبما ساحِر وَ لعلَ سِحرك قد يَبتَليني لَكِن ايِماني بِالرّب
أقوی مِنك وَ مِن أمثالِك، أنتَ سافِل جَبان أتعلَم!

كُن كالرَجُلِ والرِجالِ لا تَخاف، مُبتَعِدتاً بالطريقة المُغفلة هذهِ. لا أعلَم ما الذي جاءَ بي لِمُستَشفی المَجانين المُثير للإشمئزاز اللعَين، لكِن ما أعلمُه هو أنني سأخرُج مِن هُنا!

لِأَننا مُجَّرد كِذبة كَبيرة، مُجَّرد
وَهم مَخلوق لِإختلال الوَسوسة
ومَّس الجُنون وَ عَلی أنهُ لُعبة
داخِل عالَم مَفتوح مِن الإفتِراء
والسَهو بِشَّك الظَن!

لَستُ مَوجوداً وَلا أنا بِساحِرك،
بَل أنا هوَ الكَيان لاعِب الخِفة الذي
تَلهو مَعهُ في ذِهنِك.

_______

واحِد

إثنان

ثَلاثة

" تارا هَل أنتِ خائِفة منهُ؟ "

٫ لا مِن دون غَباء مارِي لَن وَلَم أَخاف مِن مَرضاي يَوماً

حَسناً بالإضافة إلی أنَّني أری سوكجين مُختَلِف جَمَّ ٫

وَ كثيراً هوَ مُمَّيَز عنهُم جَميعاً.
_____

فَتحَت ذات البَشرة الَامِعة بِسَمارِها ذاكَ الباب الحَديدي بِبُطء، وَصوت صريرُه الصاخِب قَد توَّلد مِن كُّل النَّواحي.

لِتَنتَسِب مُتَقَدِمتاً بِمَهدٍ وَلِج
وَخُطوات رَزينة وَ وَديعة
عَلی مَريضِها، فَأمّا عَن

عوَنِها المُساعِدة فَكانَت تَخطو خَلفَها ولِأَول مرة تشعُر بالإِرتياب والمِرية الهَلِعة مِن جَّو غُرفة مُظلِمة كَهذِه بالمُستَشفی التي تَعمَل بِه، وما أرعَبَها أكثَر هيَ الوَضعية

الَتي كانَت عائِدة عَلی المعتَّل أمامِها، فكانَ مُلقی عَلی سَريرِه أسيراً لِنَفسِه بِطائِفة مِن السَلاسِل الحَديدية الكَثيرة، مُمَّدد وبِعيناهِ الحَمراء الدامِية باتَ يتحَّرك

بِعَشوائِية وَ بِبُطء مُتَرَيِث وبِفَمِه كانَ يغوي بِكَلِماتٍ لا مَعنی مِنها ولا مَغزی لَها ولا مَفهوم مِن شانِها!

لِتهلَع المَدعوة ڊِ تارا تِجاهَهُ، والقَلق أغوی عيناها والفتاة المُساعِدة قَد ضَّلت واقِفة لا جَراء مِن شأو قامَتِها علی
السَيرِ والتَقدُم. " ها ما بالْ شَيطاني اللَطيف هَكذا!، "

هَل أنتَ بِخَير عَزيزي؟، أردَفت لِتَفكَّ قيدهُ وعيناها لا تتَزحزَح عَن عِتقِ ناظِراه المُنتَشية لِتَعقِد حاجِباها ڊِ مُباغتة وَعجَب وهيَ تقول بِنَبرة إستِفهام مُرتَبِكة:

" هَل أنتَ تتَخيلُه الآن؟ إن كنتَ تَفعَل فتوَقف! "

لِتُلامِس يَداها مَحياه الراسِخ والمُعتِم
بِبُؤس مُكَّمِلتاً قولِها بِحِّسٍ خافِت وَمُريح
وهيَ تقول:

" حانَ الوَقت لِأخذ أدوِيَتك جين "

؍ لَقد كانَ هوَ، كانَ هُنا! ؍

صَرخَ مَريضُها المُسَّمی عَلی
لِسانِها ڊِ جين والدموع
كانَت هي التي تُّعَبِر بِعيناه هذهِ المرة عَن

شِدة المُعاناة والبؤس اللذان يُعانِيان مِنها، ليَنتَحِب وتِلك القطَرات قد صارَت تَسيل مِن جوفِه بِغزارة وفَيض غَني

" هَل الشياطين تَبكي؟! "

نَبِست تارا بِحُزن لِتَجثو علی رُكبَتاها
أمام سَوِّي اليَأِس حِيالَها مُعانِقَتاً
إياه بِعناق لا يجب أن يَجري بَين
طَبيبة وَمَريضِها لَم يكُن إعتِياديّ

بَل كانَ مِن أَجمَل ما يَكون، مُريح، دافِئ وَ وَثير.

؍ هَل تَفعَل ؍

تَدَثَ الشَيطان المُرهَق وأخيراً بخفوت

" لا، لا أظُن هَذا أنتَ وبالأَخص أنتَ! صارِم قاسٍ "
قَوي سَتتَعافی سَريعاً لِتَلتَقي بِمَذهَب الحُرِّية الخاصَ بِك
سوكجين يَثِق ڊِ تارا بِسَوِّي الحَق، وتارا تَثِق بِقُدرات شَيطانِها الرَّجي كالجِّدار لا يُقهَر، أنتَ الشَيطان!
_

_

هوَ لَم يَحيا في عَيشِه لِوَهمٍ واحِدٍ فَقط، بَلْ لِأَهبَةٍ إستِعدادِيةَ مِن الأَوهام، كَثيرة طائِلة الأمَدِ و عَميقة

وَقصِّيَةٍ إن كانَ مِن إختِلاقِه لِوَهمِ تَغييرِ إسمِه للِأقوی لَفظِيّاً وِللأَعظَمِ تَجسيدِياً لِصاحِبِه! أو حَتی إن تَطورَ لِحَّدِ إفتِراءِه لِنَفسِهِ وَجعل مِن طيبِه شَّر، وَمِن جَمالِ خَلقِه إلی تَشَّوُه غَّامِده. الحَقيقة هيَ أنهُ جاهِلٌ، لٓا يَعلَم بالسِحرِ

شَيئاً! أهَذا إفتِراء؟. .. وَهمٌ آخر قَد يُعَّد مِن الأَصعبِ وقَد
يُحتَسب بِحَقِه ظُلماً، ظُلم لا مَعنی مِن عَنائِهِ شَيئاً ولا مِن غلاءٍ لِتَجرِبتِه. أن يَظُّنَ نَفسهُ بِغفلة الحُبِّ وَ وِدِّ العِشق

الكاذِبِ، و وَجع الغَرام العَاقْ بِصُعوبَتِهِ أن يُغرمَ بِشخصٍ
رآهُ لِمرة واحِدة فَقط عَن طَريق الصِدفة لا مَحالة!

أن يَحتَسِب نفسهُ شاذاً مُتعَلِقاْ بِرَجُل.

أن يصنَع لِنفسِه شيمِ السيطرة والقوة في العَلاقة
وهوَ أساساً بالواقِع الأَليم لا شيء.

أن يختَلِق الحِوارات والأَحداث
التي يُريدُها هوَ مع عَشيقه

طَلاقة الحَديث في الحِوارات وحُب التَباهي

تَحَّوُل عِيانهُ لحَسَبِ مِزاجِه!
والكَثير والكَثير مِن الأشياء اللاّواعِية.

..... .....

المَريض 666 - والمُّلَقب ڊِ شَيطان ديابلو
( آرمينيوس )
..

الحالة المَرَضِية:
إضطِّراب الوِهام.

وَ هُنالِكَ أدِّلة دامِغة لِذلِك.

هوَ إِعْتِقاد راسِخ في نَفسِ الوِهامْ هَو إضطِّراب عَام في التَفكير ويَتّسِم بِإعتقاد ثابِت خاطِئْ لا يَتزعزَع حَتى لَو إعتَقدَ الآخَرون مِن حَولِه خلاف في ذلك

أو بَرزت له تنفي المريض، ويتصِف هذا الإعتقاد
بأنهُ زائف أو خَيالي أو مَبني عَلى الخِداع.
_

_
وَ فِي عالَمْ الْطِّبْ النَفسي، يتِم تَعريفْ الوَهمْ بِأَنَهُ إعتِقاد مَرَضي يُنتِج عَن مَرَض أَو أَحْداث مَرضِيَة،
وَ يَستَمِر الْمَريض في تَمسكه بِوَهمِه عَلى الْرَغمْ مِن وجود الْدَلائل الَتي تُثبِت لَهُ عَكس ما يَتَوهمه.

أَمّا فِي عِلْم الأَمْراض، فَيتِم التَمييز بَينْ الوَهم
وبَينْ الإِعتِقادْ المَبني عَلى أساس مَن زَيَّفَ الغَباء أَو المَعلومات غَيرْ الكامِلة أو العَقيدة المُلتَزِمة أو الإِدْراك أو الإِنخِداع أو غَيرِها مِن الآثار الَتي تَنبع مِن الوَعي.

" وَ عَن الشُعور الْحِسي "

أَيْقَنتْ بِأَنَنآ

مَنْ نَصْنَعْ آلامنا الْخاصة،
آلامِنا الَتي نَتَوهمْ دائِماً
أَنَها بِفِعلْ الأَشْخاصْ
الَذينَ مِنَ الْمُفتَرض أَنْ يَهتَموا بِنا
بَينَما الْحقيقة هيَ أنَنا نَحنُ وَحدَنا
مَن نُحيك أوجاعَنا
التي غالِباً تَكون أكبَر
مِن مَقاس قلوبنا،
وَنَبكي في النِهاية.

___

___
٩:٥٠

رَقَّت رُقیً قَوِية وَهيَ تنظُر لِ حليفِها
بِمذوالِ وَهجِ وَ ضِياءٍ جَّلاَّءَ مُقلَتاها للأعلی.

مُتَّحَدِثَتاً التَّراءَ وهَذا إقرارْ قاطِع عَلی الكَثيرِ والكَثيرِ مِن المَعانٍ المُستَمدّة مِن شَخصِيَتِها والمُستَقآ عَن إسمِها
هيَ البَهجة وهِيَ السرور!

" ألا تَذكُر حيَنَ سَألتَني عَن ذاكَ السؤالْ،
حَتفَ المَرةِ الأولی التي تَقابَلنا بِها.

أغلَقت عِيناهآ الشّاقَتان وبِرَحيقِ جوفِها لَقد شَرَعت بِهَمهمة مُتَباطِئة وهي تقول مُكَّمِلتاً العجزِ لسؤالِها

وَ التَلبيه الذي قالتهُ
بالسِحر لِجوابها وكأنها مِن
العالِمين بِعشقه

" قد كانَ ... إن كنتُ أؤمِنَ بالسحرِ يَوماً "
أنا أؤمِن بِكَ سوكجين، وإن لَم تكُن!

فَأنا هاجِعة لَكَ كَساحِري الذي سيخرُج مِن سِجنِ الهَلاكِ
هَذا للبَحث عَن حُرَّيتهُ والتَحَرُّر مِنَ الشؤمِ!. لِأيجاد الغيب
الطَيِّب النَزِه قعرَ روحِهِ والتَمَّسُك بِه أقوی، فأَقوی حارِماً
ذاتَهُ مِن التَخلي عنهُ وتركه هَباءاً مَنثورآ. لأنني لا أجهَل

جانِبكَ المَخفي كالجَنة حينَ تَموت
ليسَ حَسناً ما قلتُه لكِن هوَ فَقط سَيظهَر!

ألاحَ ذوي الإضطراب النَفسي بِرأسِهِ مُبتَعِداً عن تارا غَير راضٍ عَن الرأي الذي خَللّتهُ بِه، ولا هوَ بِموافق علی أخذِ دوائِه بَعدما حاوَلت إعطائَهُ إياه. لِيُلصق ظهره بالحائِط

بعدِما تحَّولت هَيئته لِأُخری مُرهقة وبائِسة دافِناً رأسهُ
بغمدِ قَدَماه وهو يقول بِخفوت لا يَقوی عَلی رفعِه:

؍ إنْ قابلتُه فَ سأنجو! وأحرر نَفسي مِنهُ هوَ! ؍
أمّا إن لا فَسأُمارِسَ عليهِ طقوسَ سِحري
حَتی يأتي راضِياً مُبتاغاً لي ولِإستنشاق المَلأ القاهِر بي!

صَعِدَت تارا بِسماتِها المُستاءة فوقَ مهدِ سَريره العَفِن
وعَلی الأقل هوَ يروق لِمُستَشفی الأَمراضِ العقلِية هذه،

جَلست بِجانبه تطرأُ مَتَكلِمتاً ڊِ إستنكار وما زالت بِتلك الأعيُنِ تُبصِره دون الرَهبة الطَبيعية مِن مَريض نَفسي.

" وما أدراكَ أنهُ موجود؟ "
لَم نكذب علی بعضِنا، آرمينيوس ليسَ أنت، بَل
هوَ عقلُك الخائِب الذي يَستَحِب الضَياعَ لَكَ
أنتَ سوكجين الذي سَيُكَّذِب عقلهُ وينتصِر عَليه!

قُل لي فَقط، أرحني وقُل أنك ستتَخلص منه وتنظُر للوراء اينَما هو موجود لَتخطوا بَشوشاً لِلأمام دون أن

تُعطيه لِأي وَحي مِن أوجهك، ولا لأي صورة طابِعة، مِن شَخصياتِك. هَدفي هوَ عدم تركك دون أن تترُك شيطان ديابلوا بِشرِّه الذي أوهَمك وأَوقعك بِأنذلِ الشَخصِيات

والَتي إختَلقها لِفُؤادِك!

كَلّا لَن يُرِحها أو يُجبها عَلی أي شَيء مَعدی
" وما أدراكَ أنهُ مَوجود "

قالَ لَها بجنونِه هَذا الذي أوقعهُ بِأقذر مُستَشفی تَقبَع
مِن بينِ عِتاقِ بَلدةٍ مَجهولةً نُسبياً لَه.

؍ هوَ موجود! ؍

لِيَضحك صارِخاً أمامَ وَجهِها بِفَوضی
وإرتباك ليسَا بِمعقولَين:

؍ لَ-قد ألقَيتُ سِحري ولفظتُ بِه عَليهم، كَي لا يَعيشوا حَياةً هَنيئة، كانَت تِلك زوجتُه الحقيرة و اللَعينة التي تَقتُلني! هيَ، هي تُدعی ڨيوليت بيرس ومسوخهم الإثنان

آبي وَ سام لَقد جعلتُهم يقعون بِغيبوبة أبدية، كمَثَلِ الوقوعِ بالنّارِ والتَفحُم بِحرارتها. أخذُته وإحتجزته هُنا علی السرير منذُ قَليل .. كنتُ كُنت سآخذه لي مِلكي أنا

دَمِعَت مُقلَتاه ڊِ سلوةٍ عزّاء وقنوطَ فشلٍ
لِتُقلَب نبرته، لِنبرة ذاتِ صَوتٍ البحة والهَزل

؍ هَيا عاقِبيني كَما تَفعَلينَ دائِماً قيِّدي يَداي كَالكِلاب التي تُمنعُ مِن التحرُّك، إنعَتيني بالمَجنون التافِه الشّاذ، قولي لي أنني سأموتُ مُنتَحِراً كَ نِهاية كُل مجنون هُنا!
إحرميني مِن أبسط حقوق لي كَ وضيع، أقتلي آمَلي

و أوهاني تارا! إفعِليها إدفني تِلك الحقنة المخدرة بِيَدي حَتی أشَّل شَلَلاً يَمنَعني مِن التَحرك كالمُعاق. ويمنعني
مِن التَفكير كالعَجوز الخَرِق بالتُراهات.

إستَقامَت تارا بِغَيظٍ غير راضي وغَضب يشتعل بِقلبِها

" كما أفعَل دائِماً أو كَما تُريد أنتَ أن أفعَل أنا هَذا بِك "
إخرَس جين لا تَنطِق ولا بِحَرفٍ واحِد!

إقتربت منهُ ڊِ ذمِّ سَخطٍ وهي تَلهث بِتعب

" أنتَ حتی لا تستحق مُحاوَلات السِت سَنوات السابقة "
بِإرجاعكَ لِإنسٍ عاقِل كانَ يعمل بِدوام جُزئي داخل مَقهی و يُفَتِش علی الحَلوی أينما ذهب، للأطفال الصِغار المَرضی في المُستسفی، عُد رجاءاً إستَفيق وعُد لِرُشدِك

أنتَ تقدِر لَكِن لا تُريد نِسيان ما حلَّ بِك،

هَل تَعرِف ما مَعنى أنْ يَستَيقِظ المَرء كُل صَباح وَتكون أنتَ "مِن بَين عشَرات الأفكار" أول فِكرة تخطر في باله؟

عن ما حلَّ بِك مِن جَحيم عّار وَفاجِعي في الماضي!
الإِنسان لا يَنسی، أَجل أعلم. لا يَنسی لا ماضيه
ولا سالِفُه، جَيِد أم واهِن لَن ولَم يَنساه لكِن .. إسمَعني

إنهارَت تارا وبِخُصلاتِها المَمزوجة ما بين السَّواد الحالِك وَ لون بُن الحَرير قَد تَشتت بِنَثرٍ طَفيف فَأصبَحت مُشَعَّتَ
لِتُكمِل والدموعُ لَن ترقُ لِمَعالِمها يَوماً وهيَ تقول:

الْطَريقة الأمثَل في أن تَجِد حَلاً لِأَيِّ مُشكِلة، هو أن تُخرِج نَفسَكَ مِن دائِرة تَأثيرها عَلى وَعيِكَ، و تَنظُر إليها بِتمَّعُن كَما لَو كُنتَ غَير مُبالي للنظرِ خلفكَ تَماماً.

الحَل مَوجود مُسبقاً ، كُل ما عَلَينا فِعلُه هوَ
أن نَسأل الأسئِلة الصَحيحة التي تَكشِفُه.

إلتَفَتا كِلاهُما مَع لحظة إستِقبال الحِّس لِأنَّ شَخصاً ما دَخل وإقتحمَ الغُرفة مُرتَدِياً مِعطَف الأطِّباء، إذاً مِن حَقِه

۔۔ تارا! ۔۔

نَبِسَ الطبيب ڊِ خَفض

ألّا تَظُنين أنَكِ أطَلتي الحديثَ مَع مريضِك

لِتَلتَقي أبصارهُ ڊِ حبة العَقار تِلك وَقدَحِ
الماء الصافي غَير المَمسوسان بِعَجب

- ألَن تُعطيه العِلاجَ إلی الآن؟! -

تَلعثَمت هيَ بِدورِها مُحاوِلَتاً تَبرير مَوقِفها وَكانت علی وَشكِ النَطق إلی أنِّ ما فعلهُ شيطانها كانَ مُريباً بِحال
ليسَ داخِلَ أيطار عَلی ما هوَ مُعتاد، فقط وقفَ و إلتقَطَ
الكأس وما يُعطونهُ لأي مَريض نَفسي قَد إبتلعهُ

بِصمتٍ وهدوء دونَ الحَشو وإستخضارَ أيِّ أحاديث

ليتعَجب الطَبيب وتارا بالمِثل، - هَيا -

قالَ لَها بِإستعصاء غاضِب لِيَجلأ خارِجَ الغُرفة،
وذات المَلامِح المُبعثرة قَد تَبِعتهُ بِهدوء مُرتبِك.

____

؍ أن نَسأَل الأَسئِلة الصَحيحة! ؍

محادِثاً ذاتهُ بإِرْتخَاءِ جُثمانَه
تعَب وَ هُزَال ،بِوَهْنٍ وَ فَقر لِما هوَ عَليه

مَن هوَ أنا؟

سَألَ نَفسَهُ مُستَجيباً لِقوَلِ مَن حاوَلت معهُ مِراراً

العآشِق الذي سَوفَ يَرجَأ خاطِياً خُطوة بِحَجمِ رَدعٍ
مُتَنتَهِيةٍ مِن كُلِّ حُزنٍ شاغِل مَسّدَ طَريقي، وَمِن كُلِّ
كَئابة وغَّمٍ مُبتَدِئاً مِلئَهُ مِن أضلُعي حَتی وِهانَ قَلبي

وَمِن جَميعِ ذّراتِ الوَسواس الهاجِس
الذي فرضَت بِسيــطرَتِها عَــلی عَقــلي!

أعادَ ڊ أَديمِ صَهوَةِ ظاهِراهُ للخَلفِ قَليلاً مُرَّدِداً ذاتِ الكلمَتان بِخفوتٍ ونظرة مُرتَعِشة تُريد إمتِثالَ الهدوء!
لَكِن لا قُدرةَ وِسعٍ وَلا إستِطاعةَ لهُ عَلی، عَلی الإقتِداءِ والخُنوع لِأيٍّ مِن هتهِ النَظَرات لا بائِسة لا مُعاقة ولا

حَتی طَبيعية، كانَت مِثل [ هوَ مَوجود، لَستُ بمَمسوسْ ]
هوَ موجود، لستُ بِمَمسوس

وكأَنَّ حَقاً الشَيطانَ تَلّبسَ مِن قِبَلِ جِنٍّ أعوَر أو أنَّ لعنة الساحِرِ المَذروسة حَقاً إنحطَّت بِتلك العِينآن ذات الرِصع
الحَلِك، لِتَنقلِب وَما زالْ يُرَّدِد ذاتِ الحروف التي تُكَمِّل تِلك الكَلِمتان الخائِبَتان، آجِنَ لِلَونِ السَّواد الهالِك نَعم.

؍ أَنا إنسان أَجل أنا فقط بَشري كَأيِّ
بَشرٍ تَمشي عَلی هذه الأرض المُنحَطة هَذِه! ؍

طارحَ نَفسهُ بِغفاً غاضِب وبِذات الحين كانت مَلامِحُه مُبعثرة بِخِلافٍ نَقِض، مُعاتِباً الأرض عَلی حالِه المَعسورة.

؍ سَوفَ أجِدُه كَما يجِد خسوف القَمر أَثيرَهُ ؍

نَبِسَ بِنَبرةِ حاذِقة، وساخِرة
لِأبعَد مدی مِنَ المُمكِن تَصورُه!

فـ خَتَمَها بِضِحكَتٍ أشبَه بِتلك التي يَستَعبِرها الأشرار المَشبوهين ولا ريبَ مِن وجود أحدِهم داخِل مَصحَة!

فَقط كانَ مُتَصَلِباً كمآ لَو أنهُ تائِه بِ مَتاهة
الأرواحْ عاجِزاً والصمتُ يَعجَز مِثلَما عَجِزَ الكَلام

يَبْحث عَن الحَياة فيِ الْلأحَيــاة، يَــبحَث عَن العِلْم في عُمق الجَهل ، يَبحث عَن السَــعادة في قِمة الحُزن، يَبحَث عَنْ الأَمَل فيِ ضِيق الأزمات، يَبحَث عَن الَحياة في القبر، وَ يبحث عن الضَحِك في الظُروف الراهِنة المُتعِبة.

أَم أنَهُ لَيسَ إلاّ يَبحث عَن الحَقيقة
الصّادِقة النَزِهة خَفيَ باطِنِ ذِهنِه!

بَعدَ مُرورِ ٦ ساعات:

نَعشَق الخَيال لِأنهُ يَأتي كَما نُحِّب!

.
.
٣:٣٦ لَيلاً

ألقیٓ آرمينيوس بِحالِه مَع دَماثة السَّوادِ الَتي
يَكِنُّنها بِنَفسهُ مُستَلقٍ بِهَجَعٍ عَلی مَهدِ فِراشِه
الَذي حَواهُ طِيلة سَنواتِه التَعيسة السابِقة،
بِغَض النَظر مَهما كان هوَ لا يَراهُ إلّا وسَيلة أو
حيلة يُنَّمي بِها هَباءَ عَقلِه لِدعمِ خَيالِه الشاسِع!

إستَلقی وَمِن فاهِه قَد بَدی يطلِق تآوُهات تَعِبة ڊِ جُهدٍ وعَناءٍ ضَعيفانْ، لِيَرفَعْ رَأسه رُقيَ الأعلی تارةً، وَ تارةً أُخری يُنزِلُه بِبُطء شَديد، لَبِثَ راقِدٌ لِفترة بِصَمتٍ تام.

؍ كَرَغبتي بِدَفنِ ذاتي خِفيَ باطِنِ صَدرِه ؍

جَری كَفِّهِ يَتحرك لِأسفَلِ مَلابِسه بِإتِجاهِ صَدرِه
مُهَّمِماً يتَحسَس فُؤادهُ ڊِ لَمسَات خَفيفة، ولهُ
عِينانْ قَد أكَلت الجّوَ وأغمَضَت بِغَفی تَرَيُّث

؍ كَرَغبَتي ڊِ لَمسِه مِن كُلِّ حيِّز ؍

هَمسَ بِحِسٍّ خافِت، وَ كَـ عاصِفة السَّيرِ نَسيِمِ أَنفاسه.

وَ مازالَت يَدُه تُباشِر عَملها، يَدورُ فيها وكَأنَ جسده لِمَعشوقِه يتَّلمَسُه مِثلَ نِعمَةٍ غآلية لا يجدرُ بِها الرَحيل!

؍ أَن أمتصَ النِعمة الَتي تَقبَع تَحتَ
أنـفِه، لِـدَرجة ما بَـعدَ الإكتِـفاء ؍

أَن أقولَ لَهُ بِصوتٍ عاشِق "أُحبك لِدَرجة الهِيام"

لِدرجة جنوني لِعشقك وَ جُنونيِ
لِحُّبِ تَفاصيلِ مُروءَةِ نَخوَتِك!

أَعْطَىٓ الْهِيآمِ جَمَآلَ بِالَذِي أَخَذَآ
وَإسْتَنفَذْ الْصَبْر لِمَآ حَكَمَهُ نَفَذَآ

وَهَلْ تَرَىٓ صَحْوَةً مِنْ وَاِلهْ دَنَفْ
فُــؤَآدَهُ مِــنْ حِــمْيَآ وِجدهْ جَآنَآ

تَشَبَّثت كَلِماتِ أشعارِ الحُّبِ والْوِهانْ تِلك فيِ قلبِ آرمينيوس، وفيِ عَقلِه باتَ يُكَرِرها مُدرِكاً مَدی قُربِ كَلِماتِ الشِعرِ لِحالة الإبتِلاك التي إِستَولَت عَليه!

لِيَستنِد دونَ حَرآك، وَ بِما تَبقی
لهُ مِن وَيلٍ ضَئيلْ قَد قالَ بِإرتباك:

؍ ماذا إِن كانَ كُل شَيء مُجَّرد،
فقط مُ؍جَّرد كِذبة جَميلة! ؍

هَلْ تَشاجَرآ مِن البِداية أصلاً؟!

هَلْ فَعَلوا، واللَعنة هُم حَقيقة أجَل، حَقيقة لَعينة!!

تَلفَظ بِ إِبغاضٍ مُرتَبِك، وضَياعِ إِشكالٍ وَتَردُد. جاعِلاً مِن يَداه المُرتَجِفَتان تَضغَط عَلی رأسِه بِ قُوَةٍ وَ ثُقلْ، مَع أنهُ

قررَ إستِوعاب ما يَجري معهُ مِن جنون كَي يَعقِل،
إلی أنهُ وَعی بِطَريقةٍ خاطِئة حَتی، خاطِئة جِداً!

؍ حَقيقة أم لا، أنا ... [ بــِبُــطــء] أريد أن تَكونْ. ؍

نَبِسَ ديابلو نَعم قَد إضطربَ مُتَحَوِلاً لِذاتِه الوَضيعَة الشَيطانية، إلآ إنَّ هتهِ المره هِيَ مُجَّرد فاسِقة حَزينة!

أريدْ ... أن تَكون! أُريد حَقاً، و اللَعنة عَلی حَياتي السافِلة!

وبِأنفاسِه الثَقيلة قَد ضلَّ يَبكي مُوَّلِداً مِن نَماءِ حِنجرته صَوت صَرير حّاد مِثلَهُ بِمثلِ نَحيبِ طِفْلٍ يَفْتَقِر إلی العِناقِ وَ المــحَبة الْزاهِــدة إِلــی آخِــرِ الدَّهرِ مِن أُمِه

لِيَصْرُخ بِ أَعلی مآ لدَيْه مِن صَوتٍ باذِخ

؍ مَن هوَ أنا! ... ،
[ فَقَط شَدَّهآ بِمَدٍ وأَعادَها مِراراً وَتكراراً ]

؍ مَن هِيَ نَفسي الفآشِلة؟! ؍

نَعم وَ هَذهِ هـيَ أيضاً الأسئِلة الصَحيِحة
الَتي قــررَ إستِفهامَ روحِــه مِن فُؤادِها!

مَرئی المَشهَد كَآنَ فِي بَصيرَتِه مِثلْ مَدينة أوروبِيةَ

دُوارْ مُنتَقِل لِمُختَلفِ أصنافِه، لا يَری
إلاّ الأوهام! والأَحوال اللّا عَقلانِية.

مَثيل لِهتِهِ المَدينة، وكأنها هيَ المُستَشفی!

يوجَد بِها شآب ثَمِل مُنتَشي،
وَفتاة بِ مَلابِسها الْداخِلية!

يَرقصون عَلی الإيقاع بِلا موسيقی
ومِــنهُم مَن يَبــكون دون سَبب!

يُبالِغون بِ نَهلِ الخُمور،
يَرتَمونَ عَلی زَعيمِهم فاقِدينَ
لَوعيٍ لَنْ يَكُن يَوماً!

بِبَساطة أو رُبَما لا تَكون! بِمُجَّرد إِطِّلاعِنا عَلی نِبه يُسَمیٰ
الضَجر والرَخوة، لِخفً وَنَعني أنَّ الحياة مُمِلة. و دُنيا
روحْ، عيشةً رَدِئة وعُمر لا حَلاء ولا رَغبةً لَها وَ لِمتِثالِها.

كُل هَذا يُؤَدي للسُكر دونْ خَمر، وَ بُهتآنَ جَهالة العَقلِ أصلاً سُداً وَمِن دون إدمان العَقاقير القاتِلة والمُهلِكة!

الروح تَموت وهيَ حَية حينَ يَنتَهي دَورُ بَشِّريٍ في حَياة زاهِدة وَ صالِحة لِعَيش المَلائِكة النَجلاء لا للشياطين السَوداء! كَمثَلِ أَفلاطون وأرستوٓ أَنَّ لِكُلِ شَيءٍ جَوهَر

فَقط يَكونُ للسِّكيِن مِقبَضْ مِن الْخَشَبْ أو مِقبَضْ مِن الْمَعدنْ، وهَذآ لآ يَهُّم، ومآ يَهُم هوَ وجودْ الْنَصْل أَو شَفرة الْسِّكين، وبالتالي فالنصل هو خاصِية أساسِية فيِ السِّكين، بِإِعتبارِه هوَ الَذي يُحَدِد وَظيفة الْسِّكين.

وإذآ كــانَ الجَــوهَرْ الَذي تَحدَّث عَــنهُ كِــلا مِن
أفلاطون وأرسطوٓ يوجَد فيِنآ حتَى قَبْل أن نولَد،

فَوَفْقاً لِهَذآ التَفكير، يَصير مَعنَى أنْ تَكون إنسَاناً
جَيِداً هوَ التَمَسُّك بِجَوهرِك، وهَكذآ فَ الجَوهَر هوَ
الذي يُعطي الْغاية، فَنحنُ وُلِدنآ لِنَكون شَيئاً ما،
وهَذا الإعتِقآد هوَ الَذي يُطلَق عَليه الماهوِية!

غَــفی آرمينيوس مُستَيقِظاً مِن سَهــوَةِ نُفــورِه
وَ بِجُثمانِه المُرتَعِش قَد أسَرهُ شَحبَ الحالِ اليَئِس:

؍ هَل هَذا عَقلي الذي يُثَرثِر ما الفائِدة مِن كُل هَذا إن لَن تَكُن السِّكين حادة، ما الفائِدة إن كنتُ أنا عَديم الجَوهر!

ما الجَداءَ إن كنتُ شارِد وغافِل، ضائِع أبحَث عَن هَذا الجَوهَر والذي هوَ لَن يَكُن حاضِل لِخاذِل مِثلي قَط!

.
.

هوَ حَقاً لَم يَتخَلى عَن ذاتِه الحَقيقِية. لَيسَ الأمر كَمآ
لَو أنهُ اختَـرعَ هَذا الشَخص الخَيالي وبدأ يَكون هو.

مَرَّت عَلی أوهامِه في هَذا اليوم الساعات حَتی بَزغت الثانِية ما بَعدَ مُنتِصف الليل مِن جَديد. وكَأنها سَنوات
تَنهَش أضلُعِه، وَهيكله المُلقی أعلی السَريرِ كـَ الأَمواتْ،

أو حَتی كَ جُثة ضَعيفة واهِنة، حَية
بَعدَمآ أَخمَدتها نَقمة موجِعة وَضيعة!

يَری الحَيــاةَ بِتِلكَ الجُدران وهـوَ مَيِّــت بِفَراغٍ وهدوء، مُخلِصان حَقاً مِن شِدة تَأثيرِها عَلی تِلك الغُرفة المُرَوِعة.

وعَلــی أحــآسيِسه الــمَتروكــة،
وَلن نَستَبعِد إغياءَ جَسده بِضَعفٍ.

؍ ت-تارا! ؍

زَجرَ صآئِحاً بِها أمام مُكَّبِر الصوت ذاك، نَعم وهوَ مَصدر
النِداء الوَحيد المُتوافِر في هَتِهِ المُستشفی الضّاله.

؍ تارا أريدُكِ الآن ؍

قالَ مـَعَ جَفافِ حَلقِه، وعَجز حِسه
عَن الإرتِفاع فَقط بِدی جَهير الخفوت

؍ إِتَصِلي عَلی .. الشُرطة! ؍
رَجاءاً

لَم تَمُر بِضعة دَقائِق وها قَد أتَت ذات الخُصلات النَبيذية وكَ عادَتِها كانت خائِفة، تَحديداً بَدَت مُضطَرِبة و قَلِقة جِداً هَذهِ المرة وما يَدورُ في بالِها ألفُ سُؤالٍ لا واحِد!

لِتنقَــض عَلی مَريضِها الــبائِس وهيَ
تتَلمسُه بِـ حَسرة وَقلق لَهوفآن قائِلة:

" جين ماذا دَهاك هَل أنتَ بِخير؟، لِماذا الشُرطة هآ، لِما
فَقط إستَرخي حَسناً، لَتَتنوال دواءَك وأعِدُك مِن بعده أنك سوفَ تتَحسن بالتأكيد أفَهمت؟. هَيا إجعل مِن جُثمانك كَما لو أنهُ فَوق غَيمة إرتاحْ وإستَرخي ساكِناً أنا هُنا لَكْ! "

؍ أُقتليني ؍

كُل ما قالَهُ هوَ هتهِ الكَلِمة مُتَلَفِظاً
بِــهآ وكَــأنَ الأسی بَــدی قــاتِــلاً:

أتوقُ الموتَ بِـ إشتِياقٍ وَكأنهُ خَليلي، يَقتَرِب مِنّي يَری أنَنّي لآ أستحِقُه ويَبتَعِد، يُعَّذبني يَدنوآ لي حَتی أنّني أكادُ أرآه عَبرَ روحي الَتي أجلَتْ وَإرتَّدَّت مِراراً وتَكراراً لَكِن لا!

؍ هَل تَرينَ أَننَي لآ أستَحِق المَوت؟، حَيثُ أنَّ مَن يَستَهِّلَ لي هوَ العَذاب الدائِم، الأَلَمْ اللاّنِهائي، و البَأس لِتَخَيُلاتي
اللَعينة، و الوَجع لِشَــخص مِن نَزوة إبتِــكاري، مؤلِم حَقاْ ؍

كُل هذا سَيء والأسوأ هوَ أنّ البَشر يَعتِقدون أنّ الموتَ نَقمة، وأنا أتخيلُه نِعمة أريدُها دائِماً، في كُل يَوم في كُل
ساعة في كُل دَقيقة، وَفي كُل ثانِية وَفي كُل جُزء مِنها!

لَستُ مَجنوناً أو بالأَحرَی

بَدت يَداه تتّحرك بِعَشوائِية وبدنه لَن يَسلَم كَذالِك

؍ هِيَ حَياتي مَن إختارَتني لِأكون هَذا الشَخص الذي يَتصرف بِلا عَقلانِية، وَهُم النّاس مَن إختاروني بِلَقب ؍

" المجنون "

؍ أجَــل هُــم مَــن جَـعلوا مِنّــي
مَغَّفَل يَعيش داخِل مارِستان مُقرِف! ؍

لَكِن مَن سَيُنهي نُزهة ضيقِ وَمُعاناةِ الطَويلة والهَامة الَتي
لَن أخلُص مِنهآ إطلاقاً وَ لا بِهِيَ تَنتَهي قَط هوَ أنتِ فقط!

أُقتُليني إفعَليها فَقط!

صاحَ صارِخاً أمامَ بَشاشةِ خَلقِها الحَزينة لِدَرجة اليأس تارا كانَت تَستَمِع لِما يَقوله بِدوَّيٍ صامِت مَغموم
و ما تَشعر هيَ إلّا بِـ إِحساسٍ مُتَضارِب وَمُفّرق.

" أن أَفعَلها أنا؟ لا لَن أقتُلَك! "

إنتَظِر تُريد أن تَموت وتُريحنا جَميعاً!

تَرَّجَلت تارا للخارِج وِ بِـ سُفلِ يَداهآ إنجَلت تَمسح قَطَرات إستَعبارِها والقَهَر أَحواها مِن كُلِّ جانِبٍ يُضاء مِن خِلالِها

إن كاَنَ هَذا الجانِب مِن رَدِّ فِعلِها أو
حتی طريقة تَصرفها الكارِهة للوَضع.

عآدَت بَعدَ مُدة لَن تُقالَ عَنهآ الأَزمآنِ بِـ طَويلةً. وَلن تُحضِر مَعها شَيئاً سِوا لِهَلاكِها حُزناً وهَلاك شَيطانِها تَعقيداً، كانَت حُقنة تَحتَوي عَلی سُّم قاتِل لَعين!

تَحتوي عَلی ما لا يُراد إحتوائَهُ.

" خّذ! "

هَ وعَلِمت أنَّك كُنتَ رَجُلاً مُتَّدَيِن، الحياة لَيسَت عادِلة!

تكَّلمت تارا كَما لو أنَّها جادة أكثَر مِن اللّازِم

لِيَلتَقِطها آرمينيوس دونَ أيِّ مُقَّدِمات بِكلتآ يَداه التي أقدَمت بِشجعِ جُرأةٍ عَلی غَرزِها جوفَ عِرقِ عُنقِه بِإستِطاعةٍ أليمة وهذا واضِح عَلی مَرأی وَجهِه

كَونه إنكمَش و إنقبَضَ فَوراً وَمِن ثُغرِه قَد تأَنی غارِقاْ

بِمُحيطِ الأوجاع والشعور الواهِن والقَبح السَيء

حَتی ذات الوَجه الشاحِب إستَفاقَت مِن سُباتِها، فَكُلُّ شَيءٍ جَری بِسُرعة ولَن تتوَقع أنَّهُ سَيكون بالسُّرعة هذِه

أو حتی بِتَسَرُّعِها هيَ أصلاً، لِتَستوعِب أنَّها أجرَمت
بِحقّ مَريضِها وحقّ الشَيطان وحقِّ كُل مَن في الأرض
فَ بالنِهاية مَن أعطتهُ حُقنة تَحتوي علی برومِيد البانكورونيوم و صوديوم البنتوثال، اللَّذان يُؤَدِيان

لِحدوثِ شَلَل في الرِئَتَين وَتَوقف التَنَفُس وَ فُقدان الوعي مُباشرةً، وَ لِنَزيدَ جنونِها مِن الشِعرِ بَيت قَد كانَت تَشتَمِل

أيضاً مُرَّكب كلوريد البوتاسيوم و
هَذا يؤدي إلى توقف عضلة القلب.

مِن أينَ أحضَرتها بِحقّ الإلَه هذا مُستَشفی لا سِجن أم هُم أيضاً يجرونَ عَمَلِيات لِإعدام المَرضی بَل هيَ فَعلتها!

لَيسَ إلّا

كانَت تُفَّكِر وفي الوَقتِ الضائِع قَد رَقدَ شَيطانِها لِعنان السّماء، لَعلهُ الآن يُدرِك مَدی نَدمِه حينَ يُقابِل رَبّهُ وَيعلَم أنَّهُ أشركَ بِه! لِماذا؟ لِأنَّ كُلَّ شَيء كانَ حقيقة ولَن يكُن

لَن يكُن كِذبة! وما كانَ عليهِ سِوا الذَمب، ذَمبِه مِن كُل حَياتِه الضائِعة التي عاشَها، عمّرَ مُذنِباً وماتَ عاصِياً
مِن دون فوائِد فَحسب خَسِرَ الدُنيا والآِخرة و ضيَّعَ

القَومَ وَ خُلدِه!

المَــوت حَــق وَ كـانَ لَــهُ
و المَــعصِية هَّـمْ عَلی قَلِبه،
الغَرَق مِن نَصيبِه غَدآ

الَحَــقيِقة أنْ لآ أَحَدْ يُريــدْ أن
يَسْمَع الْحَقيِقة فَكانَ هوَ الأحد!

وأمّا عَن الحُب أو حُبَّهُ هوَ فَكانَ فاشِلاً، مُخالِفاً للطَبيعة ومُقرِف فكَيفَ يُريد مِنه أن يَنجَح عَدا أنَّهُ لَن يَفشَل فَقطْ

بَل مات وقبلَ أن يمُت جُنَّ جنونِه! هَ وَ
حقيقة أنَّهُ شَيطانْ وَكِذبة أنَّهُ قالَ حَقيقة!

" وَمآ الحُب إِلَّا أَنْ تَخَافُ اللَّه مِنْ مَنْ تُحِبْ. "

الْـــنِـــهٓــآيَــــة


رَأيكُم مُهم♡...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro