33. TRENTE-TROIS

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب..
ولا حقيقة نتعامل معها وكأنها الوهم مثل الموت..
___________

٣:٢٢ ما بعدَ مُنتصف الليل..

ظُلمة ليل هالِكة، رعد يُفرغ صواعِقُه علی الماعدِن آفاق مُمطرة ذات ممّرات ضيقة غارِقة ببِضعة بِحيرات صغيرة يملُئها الطين، وأوسخ أنواع القذارة إنهُ ممّر
ضيق بارِد غير مُناسب تماماً لِجسد يمشي بِبُطء يرتعِش برداً، لا تُناسب ملابس السِجن تلك الأجواء الموحِشة اللاذِعة!

موجِعاً مِن لسعة البرد القارِص مُحاوِلاً تدفِئة نفسهُ بفرك يداه بِجسده لعلهُ يوقِف إرتجافهُ المُبالغ..

خِرّيج سجن قد خَرجَ منذُ بِضعة ساعات، لِنُصححها بِشكل أوضح. نامجون لم يخرُج مِن السِجن بل هربَ مِنهُ! هرب بعد ثلاث سنوات مِن الُمُعاناة والعذاب..

هرب بسبب خُطة قد رسمها هو وشريكُه سام أمينديال الأمريكِيُّ.. خطَطا بِذمة وقلب يأكلُه الضمير
ولم يَجد كُل مِنهُهما الحل في ليلة وضُحاها بل سنوات قد مرت للبحث عن الخُطة المُناسبة ..

و بالفعل بعد الكثير والكثير مِن المُحاولات الفاشلة، الفاشلة لرُبما ومِنها الناجِحة للنِصف وأُخری الفشل منذُ البِداية

وطبهاً هذا كُلهُ غير العقوبات التي لم ترحم أحد مِنهُما ولا رحمة عطوفة إن كان مِن السِجن الإنفرادي تعذيب
عن طريق الحِرمان مِن النوم، الضرب المُبرح الصدمات الكهربائية وطُرق اللانِهائية من التعذيب الوَحشي.
لكن لا بأس فلكُلِ إنتظارٍ نتيجة تُبرد الخاطر. وإن كان التأخُر سيء في بعض الأحيان، هو أيضاً ينفع كثيراً في أحيان أُخری لِتكُن الضربة أشّد قساوة وألم..

-- " اللعنة علی هذا الجُو!

نَبِسَ نامجون بتعب لم تكُن حالتُه سيئة بل باتت شنيعة وأسوأ مِن الإثم، حالة ملابِسه الخفيفة المُهترئة
المُمزقة مِن مُختلف النواحي.. مليئة بالقذارات والنجاسة نسبتاً لمكوثه بالسجن أكثر مِن قصر الملوك!

وشعرُه الذي لم يكُن أقل تبلُلاً وإتِساخاً.. قدماه التي بالكادِ كانت تِحملُه فالعرجة التي يمشي بِها ليست بِطبيعية.. أنفاسُه المُضطربة عطشُه وجوعُه الهاوي لم يكُن طبيعياً البتة!.

أدخل نفسُه بِإحدی الأزقة الضيقة مُحاولتاً مِنهُ الإبتعاد عن هطول الأمطار الغزيرة ويالَ الصِدفة حظُه أتعس مِنهُ بِذاته لم يأتي المطر إلّا بعد هربِه مِن الأسر ف بهذه الحالَ صارَ الكونَ غريمهُ عاكِساً لِمعايير حياتِه وحتی بؤسهُ.. ليرمي نفسهُ أرضاً يائِساً مُطيع لرغبة تعبِه وحاجتِه لأخذ قسط مِن الراحة..

مُرتكِزاً علی تِلك الحائِط البذيئة الباردة رَغماً عنهُ، مُعيداً رأسهُ للخلف زافِراً أنفاسَ العناءَ والوَهن الذي مرَ بِهِ.. فالمشقة التي سلبت طاقتهُ لم تُخفف عنهُ ولو قليلاً هَ يالَ سُخرية القدر
فمُنذُ متی الحياة يُمكِنُها التخفيفَ عنهُ أساساً..

" يُمكنني أن أهدأ! فقط إهدأ وخُذ نفساً عميقاً فقط علَي أن أهدأ..

بِإستطاعته الكاملة تنفيذ أوامِر نفسِه هذه المرة أوامِرُه هو لا غير! لِيأخُذ شهيقاً حاداً وزفير هادِئ كما قال مُستعِداً لمبيت ليلة أُخری مُؤلمة فلرُبما هي الليلة الأخيرة التي ستمحي مُعناتهُ للأبد ليلة حاتِمة فاصِلة ما بين الجنون والقتل! فتبقى جِراح الرجُل مفتوحة حتى ينتقم لنفسه.

" انتهى إحساس الغضب وبدأ إحساس الانتقام بلا رحمة!

قالَها بِالعاطِفة الناشية لِسمات وجهه، مُغمِضاً عيناهُ ليشحن قدر كافي مِن الطاقة مُستعِداً لمُواجهة من خربوا حياتهُ وقلبوها رأساً علی عقب للدَمار مُستِعداً لكلمة البادي أظلم والقادِم ليس الأفضل ولم يكُن دائِماً
الأفضل!

_______

_____

____

____
__
٦:٤٠ صباحاً..

قصر العاشِق المملوك، السيد الأسير الحاكِم والناهي!
غدا أفضل مِن أي وقت كان علی حالِه منذُ ثلاث سنوات.. أمثل وأجمل أصبحت السعادة تغزوه لا الضيق ولا الشّر لِما؟

هل الشيطان يتبع نامجون أينما ذهب ناشِراً لشرِه ولعناتِه أم أنّ أسياد القصر هُم الشياطين بِحد ذاتِهم طارِدين مَن كشف وجههُم لوهلة مُستبدلينهُ بوجه الملاك كما لو أنهُم يعيشون في جنة مع نِهاية الثلاث سنوات الأخيرة،
لكن الجحيم فارغ، كل الشياطين هنا. وعليهم العودة لمأسرِهُم وملاذِهِم الحقيقي ومن سَيرسِلهُم؟ جميعُنا نعلم مَن! قلب مُستعِد لحرق العشرات مِن الشياطين

كأمثال ڨاليوس راسيل! وزوجتُه الثُعبان الزاحِف كورنيليا جينيت!. و شخص آخر ظهر علی هيئة لطيفة منذُ البداية هيئة خادِعة لكن كُلُّ ماكِرٍ يُكشف علی حقيقتِه لأنّ المكر لا يدوم ولا يُمكنه لأنَ العيبُ تمثيل الرحمة واللطف أمّا الحقيقة المُرة تكُون الخِداعَ والمكر ..

هذا مُقتطف تعريفي صغير عن عائلة ڨاليوس وما يحملونهُ مِن نجاسة أكبر بكثير مِن المُتوقع.

_____
___
٧:٣

- " عزيزتي إستيقظي.. والصباح أشرق مولِعاً لنورِه في أرجاء تِلك الغرفة العذبة الملكية..

والملِك بِحد ذاتِه يجلس بقامتِه التي لم تتغير لحد كبير فقط بقيَ الذِئب الذي قد كسرَ كيان الفهد مِن قبل.

يجلِس علی ذاك الكرسي الضخم أمام سريرِه الذي يحوي عنانِه آخِذاً قرار أيقاذها بِكلماته اللينة الرقيقة وكأنهُ العاشِق اللعين الذي يُريد إحتواء زوجته كما لو أنها أسيرته لكن بطريقة عكسية، كيف عكسية اللْين والمواساة أفضل مِن الغضب والسوء وإظهار العاقة التملكية!

لتفتح ذات الخصلات الذهبية عيناها مُستجيبة لِنداء زوجِها الخفيف، كانت أيضاً بالمِثل لم تتغير إلّا أنّ مكبرها زادها جمالاً وحِدة..

تتآثب في هذا الصباح المفعم بالراحة والبساطة، ماذا تّريد أكثر مِن رؤية زوجِها يوزِع إبتسامات لها وكلِمات عابرة مِن قلبِه:

" صباح الحب من قلب عشق روحك وتمناها، عشق همسك، عشق خطك، ومراسيلك تحرَّاها.

لم تكُن الكلِمات عابرة مِن قلب ڨاليوس فقط بل كانت نابِعة مُن الأعماق مع تفاصيل وجهه المرسومة بِمی يُسمی الراحة والهدوء مع إحتسائِه لكوب قهوتِه..

-- " اوه ما هذا؟ بادلتهُ كورنيليا الإبتسامة بقلب هاوي كَمُراهقات المدرسة.. صار قلبُها ينبِض بالمثل مِن التفاجُء عادِلة بجلستَها لِتُكمل قائلة بنبرة مُتحابة للوضع الحاضِر: " هل مِن كابوس مرة عليك ليلة البارِحة

أنك فقدتني أو شيء مِن هذا القبيل؟.

~ لا، لا فقط أنا أراكي بمنظور آخر في الأونة الأخيرة..

عقدت كورنيليا حاجِبها بِفضول يمزِجُه التعجب لتسأل بِنبرتها الحادة التي باتت فضولية منذُ فتح عيناها علی يوم آخر مليئ بالأحداث يوم جديد ومُختلف عن غيره هاذا الذي إتضح قائلة: " عن أي منظور تقصِد؟!

وإلتقت بِإجابة لرُبما غير مُختصرة مليئة بالمشاعِر والأحاسيس الصادِقة فقط صادِقة وحقيقة لعلَ هذا الشعور مرحلة تمُر علی الأهّل بالعادة:

" منظور يُخبرني بذاك الإحساس الذي بدأ بِإنعاشي منذُ أيام إحساس يؤدي بي إلی إحتوائك تِلقائياً. إحساس أنبأ لي بِحمايتك من خطر قادم أنا لا، لا أعلم فقط مشاعري مُستسلمة لكِ لدرجة كبيرة أشعُر بدوري القادِم

والدَور هو أن أكون الصَون والعون الحامي لكِ بِتُ أشعُر بلعنة أُخری قادمة سُتزعجني كما حصلَ مَعنی منذ سنوات!..

أوقفَ ڨاليوس كلامهُ لفترة راسِلاً أعينُه الحزينة أرضاً ولوهلة بقی قلبُه ينغزُه بألم مُتذكِراً مأساة قد ضايقتهُ
حقاً ليتكلم بشكل مُفاجئ بنبرته التعسة:

-- " يكفيني خسارة رنجير كما تعلمي بسبب ماضي لعين لا نُريد ذِكرهُ، صدِّقيني كان بمثابة فرد مُهم ولا أريد خسارة شخص آخر جليل علی قلبي مِثلَكِ أو كَ ڨكتوار

تستمِع لهُ بِإنصات وشرود تّام

ليالٍ وليالٍ كثيرة فكرتُ بِها بتقصيري في تلك الفترة التي أدخلتُ فيها رجُل غريب لِعالمِنا لم أظُن أنهُ سيكون بذاك الخطر لكنهُ قد كان وإنتهی وعِقابِ كان هو أنني تسببتُ بخسارة يدي اليُمنی، كأني في الجحيم أُعاقب علی خطاياي ..

ليتنهد شاعِراً بذمب يأكلُه تِجاه زوجتُه يُريد التخفيف عن حالِ ذمبه آمِلاً بأن ينجح بعدما شعر بشعور لم يشعُر به من قبل وهو الندم، النَدم! والذي لم نسمع بِه من قبل هو وحش يملِك ضميراً لِيُؤنبه.

- أنا فقط آسِف لأنني إقترفتُ ذمب وكدتُ أفعل شيء أكبر مِن ذمب لولا الحياة التي غيرت مِن مجری أحداثِها
وأدخلت شيطان ليُساعِدني في هذا الذمب

من كان يقصِد؟ نامجون هو ظنَّ أنهُ أدخل شيطان فقط لكنهُ مُخطئ هو كانَ الشيطان الذي يُوسوس لبني بريئ أن يقترف الذنوب والمّحرمات لم يكُن سِوی ضحية بين يدا الشيطان!

عن ماذا يتحدث فقط عن ماذا؟!، هاذا الكلام والوجه الذي يستشعر الندم بِبراءة كُلهُ قِناع كاذب مِن إحدی أقنِعة الشّر التي يمتلِكها ڨاليوس راسيل! البخيل بخيل السيء سيء، والصادق صادِق فمِن المُستحيل أن تتغير شخصية كامِلة لم تتغير لا بِسُرعة أو بِإنتظار

لأنَ الذِئب يستطيع تغير جِلدَهُ لا تغير طَبعهُ. المُريع الحاقِد الهاوي!

إبتسمت كورنيليا لِشعورها المُبتهِج الذي آسرَ قلبها في هذا الصباح الباكِر كونُ غبطة زوجِها أفرحتها فَلِماذا تتعجب، وما فعلتهُ هو الفرح لا غير.

-- " سعيدة لِإعترافاتِكَ المُفاجِئة.. نَبست بِخفة لِتهبِط مِن سريرِها دانِية مُقتربة منهُ بِكُل طاقة وإنتعاش..

" أنا أُحبك.. قالتها بِكُل قلب رحِب و مُعجب مِن تعلُق ڨاليوس بِها فهو لاطَلما كان مشغولاً لا يُفرغ وقت لَها وللحظة يجِب إستحداثُها وتَكوينُها بين زوجين لحظة الحُب العاطفي.

~ وأنا كذالِك سيدتي.. بادلها العِناق وإبتسامتُه كادت تفكيك بشاشتِه بنبرته الرجولية الراكزة. لِتبعد كورنيليا نفسها عنهُ لِماسفة أقل ما يُقال عنها صغيرة مُعبرة عن ملامِحها بتعبير جّاد لرُبما ليس جّاد غريب أو كأنها بدت متوترة، قائلة بخفوت ضئيل:

" لا أعلم لِما لكنني أشعُر بشعور سيء يُراودني!

وكأنَ هُنالك بلاء قادم لِإبتلائِنا..
..

~_____________________________~

رسالتي لمن قرأ هاذاۧ الجزء إبداء الرأي مهم أكثر من الأعجاب، فأتمنى من الجميع إعطاء رأيه إن كان من سلبيات أو إجابيات في خانة كتابة التعليقات.


Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro