32. TRENTE-DEUX

Màu nền
Font chữ
Font size
Chiều cao dòng

الاخلاق هى الحساسية المرضية للمنحط مع النية الخفية فى الانتقام من الحياة.
____________

.. مهما ذهب الإنسان إلى بلدٍ آخر غير بلده الأم بغض النظر عن السبب. فلن يشعر بالراحة والانتماء لهذا المكان مهما حاول أن يبدي من المشاعر لذلك المكان. يحن لتراب الوطن ولا بد له أن يعود لذلك الوطن في يوم من الأيام. عائِداً بِلا أي أذی أو روح شيطانية!
__

نفِذَ صبر ذو الجسد الجسيم " لا يُمكنه مقاومتُه أكثر!
ماذا يقصِد بِكلماتِه هذه؟. وماذا يفعل بِإقترابه المُبالغ هذا؟! -- " إبتعِد! همسَ نامجون بِجسده المُرتعش وخوفِه الذي حادة السيطرة عليه .. كانت أنفاسُه وافية كفاية ليلتقِطها المدعوا بِسام، علی الأرجح جِداً قريبة..

-- " نحنُ هُنا وحدُنا تماماً لا أحد يُمكنه سماع بُكائِك! إنتحابك، تألُمك أو صراخك..

ولا أي أحد مُنفردين عن العالم كونُنا مُميزين بطريقة سيئة، حتی الطعام سيجلبونهُ هُنا وكأننا لعنة لا يجب أن يراها مَن هُم مُختلفي العِرق..

يتكلم والغضب بدی آثِراً عليه منذُ فترة طويلة مِن الزمن، فلا يبدوا أنّ نامجون وحدهُ فقط قد عانی مِن عنصرية الفرنسين لرُبما سام أمينديال أيضاً.. إن كان بالسِجن أو خارِجه بالعمل أو مِن دونِه بين الشعب وعلی إنفراد..

في كُل وقت ومكان وزمان! من هُم مُختلفين الجنسية يُعانون من العنصرية هذِه قاعدة علينا الأخذ بِها والتماشي معها..

" ه-هل يُعاملونكَ بالسوء؟!..

سأل نامجون بتردد ضئيل كونُه لاحظَ الغُّل والحقد، بالإضافة إلی الإنفعال علی معالم سام، مع المعنی الحرفي لأنهُم يستنشقون أنفاس بعضِهم من القُرب المُبالغ الجاري بينهُم.. وسؤال ذو الهيئة الضعيفة جعلَ
مِن سام يعودُ بضعَ خطواتٍ بطيئة للخلف وكأن السؤال أشعل ما يَزيد الهباءَ في قلبِه..

" وما رأيُك أنت؟

~ أجل.. نبِسَ بنبرة الإنكسار اللعينة وكأنَ نامجون ينوي إستعطافهُ لسبب ما.. ينوي أن يجعلهُ بِإنحيازية لصفِه وأخيراً سنشهد خُطوَتاً ذكية مِن قِبل الأسر المظلوم.. " أجل! بالطبع أنت علی صواب،.

كنتُ أعلم أنك الوحيد الذي بِإستطاعتِه فِهمي. كان يتحدث وقلبُه علی وشك التفوه بِشتّی أنواع الأمور السيئة التي حصلت معهُ طوال السنوات التي مرت مِن حياتِه.. وأخذت عمرهُ للمُعاناة فقط.

ونامجون شعرَ بِأنهُ يُبلي جزاءاً حسناً، لِيقرر أنهُ سيزيد الأمور هدوءاً مُقتَرِباً مِن شريكه وهو يقول بنبرة مواساة: " أجل بالتأكيد سنحاوِل فِهم بعضِنا فمن نحنُ لِنقف ضِد التشابُه الذي يربِطنا التشابُه الغير جيد.. وكأنهُ بدی يتحدث بِجُرأة طفيفة وسام قابل للتأثُر بِأيجابية

ليربِت علی كَتفِه جاعِلاً مِن لسانِه يأخُذ دوراً في الفضفضة قائِلاً: " أنا هُنا منذُ ثلاث سنوات ثلاث سنوات كافية لغفر ذنوبي في الجحيم، حتی أنّ الجحيم أرحم لِما أُعاني مِن حقارة.. عقد نامجون حاجِباه بِتساؤل مُتِحدثاً لِيُجيب فضولهُ:

" لكن وكأن الضابِط سجينك منذُ قليل!

~ إنهُ عالم قابِل للرشاوي! أردف وهو علی حَق بل وكامِلِه.. لِيكمل بنبرة القسی التي خنقتهُ وجعلت مِن حفيفِه دابِل:

" الأمر لا يتعلق بِحُراس السُجناء فقط بل وأيضاً بِكُل شيء.. السُجناء الفرنسيين، القُضاة الحُكام المُدعين بل النّاس أجمٓعيين الذينَ يمقتوننا نحنُ المُتغربين! الأمر أشبه بِأُم تكره أطفالِها، الأطفال مُضطرون للعيش مع أُمهِم ومع المُعاناة التي تُسديها لهُم كما نحنُ مضطرون للعيش بالغربة في البلد التي لا ننتمي لها، مع شَعبِها الذي لم ولن يستَقبِلها بِحياتِه!

نامجون في اللحظة الحاضِرة إختنق مِن تلك الغصة التي شعر بِها هو العالِم وليسَ الجاهِل بِما مَرَّ بِهِ سام يعلم جيداً ما مِقدار الأذية والضرر، والحِقد والكُره إن كنتَ المُتغرب الوحيد دون سند ودعم إن كانَ الأمر مُتعلق بالعائلة أو علاقات ترِبط إثنان يُريدان عيش لحظَتهُم! ..
لِيُقلب ذو الملامِح المُتعبة عيناه زافِراً أنفاسهُ بِقسی وهو يقول: " لا أعلم بِماذا يجِب عَلي التفوه لكن أنتَ مُحق! رمی نامجون نفسهُ أرضاً لِيُكمل بنبرة يُريد بِها التفريغ عن كُل ما يخنِق قلبهُ ويُعنِفُه بوَجهِه المُحمر المُرهق: " أ-نا

أنا دخلتُ هذا السِجنَ ظُلمَ وإفتراء بسبب إختلافي المُبهِر اللعين، دخلتُ السِجن دون التفوه أو النطق بِحرف واحد أنالُ عِقابي مِن اللاشيء أو بالأصح دعنی نقول فقط لِأُمتِع من هُم أعظم وأكبر مِنّي ومنكَ والأكثر مِن أمثالِنا!

.. دفنَ نامجون رأسهُ بين قدماه والدموع كرَذاذ الماء تُغطي عيناه لوهلة بعد تذكُرِه لكورنيليا وڨاليوس الَذان إتهماهُ ظُلماً دون العودة للوراء ولو للتفكير قليلاً لِما سيجري مِن مشاعِره التي ستنهار إنهِياراً و لا أحد يستطيع إعادة بِناء ما إنهارَ وإنتهی! لينبس بِخفة وباتت نبرة البُكاء واضِحة مِن حنجَرتِه قائِلاً:

" من هُم ذو صيط عالي ورَفيع مُفعمونَ بالغناء والسيطرة، يعشقونَ تعذيب من هُم أدنی مِن مُستواهُم بِقليل أو بِأضعاف.. حُكام لمنطِقتهم يلعبون فيك متی يشائون علی مِزاجِهم يقفون لكَ بالعقابِ الصارم إن إرتكبتَ غلطة ضئيلة..

ومِن الواضِح من يقصِد!

سفيهين! حُقراء ولعينين!. أ-أنا كرِهتُها كرِهت فرنسا وأمثالُها حتی بعد ظني بوجود أُناس لطيفين ذو رحم ومشاعِر خاب أملي..

وللأسف قد توقعَ نامجون تخلي مايا عنهُ لكن توقعُه خاطِئ وبجدارة هي حاولت مُقابلتهُ مِراراً وتكراراً، عاشت مع ذمبِها ليالي مِن البُكاء والمُعاناة! حاولت إقناع عائِلتها ومع نجاحِها لم تستطيع لِتختفي مع مُحاولة مِنها تقبُل الأمر قدر المُستطاع! لعلها تنسی فرُبما حِكم الزمن صحيحة:

.. ليس من شيء يثبت شيئاً ما في الذاكرة مثل الرغبة في نسيانه!.. وأخيراً إلتقی نامجون بِمن سُيفضفض لهُ! إلا أنَّ الفضفضة نوع من التعرّي فلا تُعرِّ ضعفك أمام أحد فلا أحد يهتم بسترك أنت سرك أسيرك فإذا أطلقته صرتَ أسيره. ولا يعرف من يقف أمامهُ مُتّحاب أم مُغتال!

فما أفظع الخداع، إنه أنكر من القتل!

_______
___
_

أيام وأيام تمُّر

العُمر ينقُص فلا نضمن حياتِنا للعيشَ غداً وبعدهُ
إلی المالَ نِهاية!

______
_
three years later
بعد مرور ثلاث سنوات..

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا

وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ

وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ

وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا..

مُستلقي أرضاً يحفرُ بِعرقِ جبينِهِ شوقاً، لاهِفاً لِما ينتظِرُه خارِجاً! ناطِقاً بِأشعارِ قلبهِ والحُزنُ آسراً لِما يحويهِ:

" واو هل إختلقتَ تِلك الكلِمات؟ أعلَينا التركيز بِما نستويه الآن فلا رجعَ للضياع..

ثلاث سنوات فيها عددٌ مِن الَليال الكافية للتخطيط جَيداً..

ثلاث سنوات كفيلة لجعلِ القهرِ يُنتسی آخِذاً مكانهُ بِما يُسمی بِأخذِ الحق والتفكير جيداً بالكرامة التي طارت مهب للرياح!

ثلاث سنوات كافية للتخطيط، العِقاب مرض أو نجاة.. تفكير بالذنوب والتكفير عن الذنوب. إنشاء علاقات هدر علاقات والأهم هو بِناء ما هُدِم ووقع لِقطع مُتناثرَ صغيرة

إستعادة ما وقع مِن كيانٍ غالٍ، إستعادة القوة و السيطرة.. و عِزِّ النفسِ!

إنهُ سِجن ولا يوجد بالسِجن من هُم كالورقة إن تأثرت بالكَلِمات السلبية إنكمَشت مُحاولينَ فردَها آخذين علامة النَجاح في ذالِك لكن ما زالت آثار إنكماشِها موجودة ومهما حاولنا لا نستطيع إعادة الورقة كما كانت مِن قبل مليئة بالطاقة والحيوية..

ما المغزی مِن كُل هذا؟.
السِجن زعيم لِإستردادِ روح الإنقام!

" شارفتُ علی الإنتِهاء.. لم يُعد ذاك نامجون، الضعيف
المُرهق الذي هوَ عُرضة لِعتاب الحياة و لومِها لم يعُد ذاك قليل الكرامة، الخاضِع قابِلاً للذُّل لم يعُد هو ذاتُه القديمة فقط لم يُعد..

تغير كما نتغير نحنُ كما الحياة تتغير كما كُل شيء طبيعي علی كوكب الأرض يتغير، فلا شيء يبقی علی حالِه..

تغير للأقوی للأشّد، و لشخص نفسَهُ عزيزة.. تغير لجسد مع روح توّدُ نيلَ حقِها توَدُ الإنتقام مِمَن أخلوها وأذوها بأسوء طريقة مِن المُمكن أن تمُر نحو خيال الإنسان.. بات غليل يُريد تقطيع ضحاياه بِطريقة سيئة والأخری أسوء لحين إنتهائِه ونيل مُبتغاه..

-- " وأخيراً سننتهي مِن هاذا السِجن اللعين!

مُدة الحُكم سبع إلی عشر سنوات! هل تظُنونَ أنَّ الروح المُشتعلة ستنتظِر عشر سنوات؟!

لا وبالتأكيد لا..

ثلاث سنوات وافية لرسم خُطة
خُطة الهرب مِن سِجن المُتغربين!
..

~_____________________________~

رسالتي لمن قرأ هاذاۧ الجزء إبداء الرأي مهم أكثر من الأعجاب، فأتمنى من الجميع إعطاء رأيه إن كان من سلبيات أو إجابيات في خانة كتابة التعليقات.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Pro